الضرائب العقارية.. الميكنة أولاً

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

انتهت مصلحة الضرائب العقارية أمس الأربعاء من استلام إقرارات مُلاك الشقق والوحدات السكنية بمختلف أنواعها، وقد كنت من المحظوظين الذين أسعفهم القدر لتسليم الإقرار في اليوم الأخير، قبل انتهاء المدة المحددة بدقائق، بعد معاناة استمرت ساعتين ونصف أمام مأمورية الدقى، التي تقع في شقة صغيرة بشارع نبيل الوقاد، ويتوافد عليها عشرات المواطنين، وسط أجواء زحام وتكدس غير مسبوقة.

بعيداً عن حالة الزحام التي لا دخل للضرائب العقارية بها، فالمسئولية تقع على المواطنين الذين تأخروا حتى آخر لحظة وتوافدوا قبل ساعات من موعد انتهاء تقديم الطلبات، لكن الأمر الذي يحتاج إلى وقفة أن الضرائب العقارية مازال العمل فيها يتم من خلال "دفاتر ورقية"، ملفات وأضابير وأكوام من الدوسيهات لا حصر لها، فالملكيات العقارية بمصر مازالت مسجلة داخل هذه الدفاتر المتهالكة القديمة، ولم يتم ميكنتها بأى صورة حتى الآن.

لك أن تتخيل أن كل مواطن يقدم إقرار ضريبى يتم فحصه في دفتر حجمه متر في متر وتتكرر هذه العملية يومياً لعشرات ربما مئات المرات، وهذا يجعل الأمر في غاية التعقيد، ويشكل عبء غير مسبوق على الموظفين الموجودين في هذه المأموريات، سواء في المراجعة أو الفحص أو سداد الرسوم، في حين أن الحكومة تتحول رقمياً نحو التطور التكنولوجي، وتستعد للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة.

ميكنة مصلحة الضرائب العقارية مشروع قومى يجب أن تتبناه وزارة المالية وتوفر له الموارد اللازمة، إن كانت تستهدف نجاح تطبيق القانون الجديد، فلا يمكن مع كل هذه الضوابط التشريعية واللوائح الإدارية الجديدة أن يكون العمل من خلال الدفاتر القديمة التي أكل عليها الزمان، وربما فعل أكثر من ذلك، فلن ينجح مشروع الحصر العام للعقارات في مصر والثروة العقارية إلا من خلال تحويل الضرائب العقارية بالكامل إلى مصلحة مميكنة تعمل بالكمبيوتر، بعد التخلص من المكاتب الحديدية القديمة، والأدراج التى أكلها الصدأ، والملفات المتهالكة.

كان على وزارة المالية أن تتحرك بمشروع لتطوير مصلحة الضرائب العقارية وميكنتها بالكامل، قبل البدء في حصر العقارات وتسليم الإقرارات، حتى لا يضيع جهد الموظفين، الذين لا يمكن أن نلقى عليهم العبء أو نحملهم مسئولية الروتين وضياع الوقت، ما داموا يعملون على النظام القديم، الذي تحتل فيه الأوراق والدفاتر صدارة المشهد.

التحول التكنولوجى وتطوير الخدمة وميكنة المصالح الحكومية أولوية يجب أن يتم العمل عليها خلال الوقت الراهن، كما أن التطبيقات " الابليكيشن" الموجودة على الانترنت والهواتف المحمولة يجب أن تفى بالغرض، وتكون سهلة وبسيطة ولا تستهلك الوقت والجهود، ولا تحتاج إلى ملء عشرات الخانات والبيانات حتى ننجح في الحصول على الخدمة، ولو نجح المواطن في تسجيل الإقرار الضريبى من خلال الانترنت على تطبيق "مصر الرقمية" ما شهدت المأموريات الزحام والتكدس الكبير الذى أتحدث عنه.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يرد على رغبة نادي الأخدود السعودي فى ضم إمام عاشور

أوسيمين يخطر نابولي بقراره النهائي.. وبند مثير يعطل انتقاله لـ جالاتا سراي

أبقار إسرائيل تثير المخاوف بعد إطلاقها بشكل عشوائي بالأراضى اللبنانية.. فيديو

سيف الدين الجزيري يوافق على الرحيل عن الزمالك بشرط

موعد وصول وسام أبو علي إلى القاهرة بعد تجميد ملف رحيله عن الأهلي


بعد حريق رمسيس.. 1676 سنترالًا في مصر تؤمن شبكة الاتصالات القومية

هشم رأسها ودفنها داخل مزرعة.. ضبط المتهم بقتل زوجته فى الشرقية

على ماهر يمنح إدارة سيراميكا الضوء الأخضر لضم عمرو السولية

نتيجة الثانوية العامة 2025.. الإعلان بالدرجات على اليوم السابع خلال أيام

الداخلية تضبط 4 أطنان دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء


يوفنتوس يعرض على يلدز 3.5 مليون يورو سنويًا لتجديد عقده

النصر السعودي يخطط لصفقة تبادلية لضم بوليسيتش من ميلان

ولد أسيرا وارتقى شهيدا.. إسرائيل تقتل أصغر أسير فى العالم

تاريخ مواجهات تشيلسي ضد باريس سان جيرمان قبل نهائي كأس العالم للأندية

إبراهيم سعيد أمام المحكمة من جديد بعد قضاء فترة حبسه.. اعرف التفاصيل

بعد 42 يوما من الرحيل عن الأهلى.. على معلول يرفض عروض خليجية غير مقنعة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى