خلف القضبان.. كيف أصبح الحب نقمة؟.. قصة انتقام أب من زوج ابنته

ضبط متهم -أرشيفية
ضبط متهم -أرشيفية
كتب أحمد حسني

فى عالم ملىء بالأحداث الدموية كل شىء مباح "القتل، والسرقة، والنصب"، وغيرها من الجرائم التى اعتدنا على سماعها بشكل دورى، هى فى بعض الأحيان ليست كما نراها ونسمع عنها، فقد تكون غلاف لواقع أشد قسوة، وهذا ما يجعل بعضها من أغرب القصص والأحاديث، التى قد لا يصدقها عقل ولا تستوعبها النفس.

 

"اليوم السابع" يقدم فى سلسلة " خلف القضبان" قصص ليست دربا من الخيال ولا فكراً مجردا لمبدع، ولا صورة خيالية لفنان، وإنما قصص واقعية من داخل ساحات المحاكم تكشف فيها حقائق وأسرار وألغاز الكثير من القضايا.

 

"الحلقة الثانية".. "حب ضائع "

"يروى هذه الحلقة المستشار بهاء الدين أبو شقة فى كتابه "أغرب القضايا"..

رجل من أسرة فقيرة حضر من صعيد مصر، إلى القاهرة، عمل في ورشة رجل "مسن" ليس له أولاد فكان له بمثابة الأب، وكان هو ابن بار به، لدرجة أن الرجل المُسن كتب له ورشته باسمه، وصعدت روحه لربه بعدها، تزوج هو فتاة فقيرة ثم تفتحت له أبواب الرزق على مصراعيها وأنجب ثلاثة أولاد في مراحل تعليمية مختلفة.

 

ويروى الرجل قصته بصوت ملىء بالبكاء والحزن، "بصراحة أنا قتلـت مراتـى وانتابتـه نوبـة مـن الضـحك الهسـتيرى.. واستطرد "وأنا مبسوط وفرحان إنى قتلتها"، موضحا أسرار وخبايا قصته:.

 

قابلت زوجتى وملكت قلبى .. وتربعت على عرش فؤادى.. وكان لابد أن أتوج هذه العلاقة بإتمام نصف دينى.. وتزوجنا عن حـب مـلأ قلبنا على أن نضع يدينا ًمعـا ونقـتحم المسـتقبل وقد امتلأنا ًإصرارا وعزم سوي، ومضى بنا قطار العمر، كانت نعم الزوجة المطيعة التي لاهم لها إلا الاهتمام ببيتها وإسعاد زوجها وأولادها.

 

شاء القدر أن يقطن شاب إحدى شقق العقـار المواجـه لفيلتـى وذاع بين أهل الحى أنه طبيب يعمل في المنطقة ويسافر يومياً إلى المستشفى، حتى ان الجميع اعجبوا به وباحاديثه وبأسلوبه المهذب والشيق.

 

مرضت زوجة الرجل فاستدعى الطبيب فكانت هذه الزيارة بمثابة الفتيل الذي أشعل النار في بيته، حضر الطبيب إلى المنزل وقام بإجراء الكشـف عـلى الزوجة، وأعطاها العلاج الذى سكن آلامها وطلب منها المداومة عليه لمدة أسبوع، كان يتردد خلاله لمتابعة علاجها، وإعطائها الحقن العلاجية في المواعيد المحددة، حتى كتب لها الشفاء واستعادت عافيتها مرة أخرى.

 

ويروى الرجل، بعد مرور 3 أشهر تقدم الطبيب لخطبة ابنتى وتمت الخطوبة في جو رومانسى شاعرى حضره أفراد الأسرة والأقارب والأصحاب، ومرت الأيام وفجأ تبدلت أحاسيس ابنتى .. تغيرت إلى النقيض باتت لا تطيق صورته وتنفر من لقائه وتتأذى لمجرد سماع اسمه، فواجهتها بهذا التحول فقررت أنها أصدرت قراراً لا رجعة فيه بفسخ هذه الخطبة، وأنها اكتشفت أنه لن يكون الزوج المناسب لها وأنه مخادع وكاذب.

 

ويواصل فوجئت بخطاب يصلنى على الورشة وبمجرد أن قرأت سطوره حتى أصبت بدوار من هول كلماته، وتماسكت حتى لا اسقط على الأرض من فرط ما جاء به.. "مراتك يا محترم على علاقة مع عريس ابنتك".. وقعت عيناى على صورة كانت مع هذا الخطاب لحرمى المصون وهى ترقص مع عريس ابنتى في أحد الأندية الليلية.

 

بدأت أتحسس الأمر.. وعلمت من الحى أن حكايتها وسيرتها السيئة على لسان الجيران.. ومما زادنى ألماً أنى أخر من يعلم بهذه العلاقة.

 

حاول الرجل إخفاء معالم تلك الجريمة التي صنعتها زوجته والسير بمركب الزوجية حرصاً على أطفاله، وانتقل للعيش بإحدى الشقق السكنية بالهرم من خوفاً من حديث الناس والأقاويل التي طالت أسرته دون أن يفصح لزوجته عن علمه بخيانتها، وفى بداية العام استقر الرجل على بدء حياة جديدة مع زوجته ونسيان ما مضى، فأحضر "تورتة" وذهب لزوجته املاً في أن يبدأ حياة جديدة، إلا أنها كانت الصدمة الثانية عثر على الدبلة الخاصة بزوجته منقوش عليها اسم الطبيب وليس اسمه، واجه الزوج اخيراً زوجته بالخيانة، لترد ببرود ممزوج بالفجور " نعم أحبه.. لقد سكن قلبى واحتله كاملاً فما عاد مكان لغيره.. وجدت معه أنوثتى التي افتقدتها طيلة السنوات الماضية.. سمعت منه أحلي وأعذب الكلمات.. وبصراحة لا أطيق البعد عنه ولو للحظة واحدة".

 

ويروى الرجل، "لحظتها لم أشعر بنفسى فقـدت وعـى.. لم أدرمـاذا أفعـل ولم أتمالـك نفسى وأنا أمسك بالسكين التى كنت أحضرتها من المطبخ لتقطيع «التورتـة»، فغرستها فى قلبها.. ذلك القلب الذى لم ّتهزه عشرة السـنين ولم تحركه غريزة الأمومة، وانطلق ً عابساً تاركاً كل هذه القيم ً بحثا وراء لذة آثمة، ولم أتركها سوى جثة هامدة وسط بركة من الدماء وأغلقت عليها الباب".

 

تحريات المباحث أكدت خيانة الزوجة والعلاقة الآثمة التي ربطتها بالطبيب وكان آنذاك خطيب ابنتها، أحيل الرجل جراء ذلك إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد، وفى تلك الأثناء نودي على المتهم، وبسؤال رئيس المحكمة له، أصر علي الاعتراف وأنه قتلها عندما فاجأته، وأعلنت له في وقاحة وبلا استحياء أنها على علاقة آثمة بالطبيب.

 

وفي المرافعة جاء دور المحامي والفقيه الدستوري بهاء أبو شقه، الذي استهل الدفاع مرافعته قائلاً: «إن خير موارد العدل القياس على النفس»، وطرح سؤالاً يفرض نفسه في منطق الدليل في هذه القضية هو: "لو آياً منا ساقه قدره الأليم وحظه العاثر في أن يعيش فصول هذه المأساة التي عاشها المتهم.. فماذا هو فاعل؟".

 

"إن المجني عليه الحقيقي وبحق في الدعوي الماثلة هو هذا الزوج المسكين الذي تلقي طعنه غادرة في شرفه.. وكيانه.. في عرضه أمام نفسه.. أمام جيرانه.. أمام أولاده.. أمام الحي الذي عاش فيه.. كانت كفيله بأن تجهز عليه .. تحطمه .. تقضي عليه قضاء مبرماً".

 

لم يتسرع الزوج بالقصاص منها أو من الطبيب رغم وجود الدليل الدامغ معه علي خيانتها بعد أن تلقي خطاباً يفضح هذه العلاقة وبعد أن أصبحت سيرتها وفضيحتها علي كل لسان في الحي.. كان بوسعه أن يهدم المعبد على من فيه ويدفن الجميع تحت أنقاضه، ولكنه آثر أن يحافظ على هذا الصرح الذي تعب وجد وشقي حتى شيده صدق معسول قولها وأقنع نفسه بتصديق قولها علها تصحح من سلوكها المعوج.. ذكرها بأبنائها الذين يدرسون في الجامعات وأنهم سيتخرجون في الجامعة، وكيف أن سلوكها المعوج سيكون نقطة سوداء في الرداء الأبيض الذي حرص دائما أن يكون ناصعا.. ترك الحى الذي عاش فيه والفيلا التي بناها بعرقه واستأجر شقة بمكان بعيد كي يبتعد بها أو يبعدها عن هذا الطبيب.. ولكنها لم ترتدع اصمت أذنيها وأغلقت فكرها وداست علي ضميرها وابتعدت عن النصيحة واختارت طريق إبليس- حسب المرافعة.

 

من هول ما كشفت عنه التحقيقات أنه لم يكن طبيبا.. كان أفاقا.. يبتز أموالها.. وكانت تعلم ذلك جيداً وأدخلته البيت ليخطب ابنتها وهي تعلم جيداً ليكون إلي جوارها عابثة غير عابئة حتى بعد أن تأكدت ابنتها من خيانتها .. لم تفق من غفلتها ولا أنانيتها.. لم تتحرك أمومتها وهي تري أبنتها تتعذب.. تترك البيت حتى لا تري الخيانة في عيون أمها ليلاً ونهاراً .. ووصلت بها البجاحة والتدني منتهاها عندما فاجأت الزوج معترفة بخيانتها- طبقا للمرافعة.

 

من جانبها حكمت المحكمة: «بحبس المتهم سنة مع الإيقاف عن تهمة قتل زوجته كان قد قضاها في الحبس الاحتياطي وأوردت في أسباب حكمها أنها طبقت عليه المادة 237 من قانون العقوبات وقاست حالته على حالة التلبس باعتبار أن القياس جائز في المسائل الجنائية إذا كان لمصلحة المتهم».

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إنتر ميلان يستضيف لاتسيو لمطاردة نابولى على لقب الدوري الإيطالي

5 معلومات عن مباراة مصر ونيجيريا فى مباراة برونزية أمم أفريقيا للشباب

موعد مباراة الزمالك وبيراميدز فى نهائى كأس مصر والقناة الناقلة

نظر استئناف المتهم بقتل اللواء اليمنى على حكم إعدامه.. اليوم

موعد مباراة الأهلي القادمة أمام فاركو فى دوري nile والقناة الناقلة


متهم بالنصب على مواطنين بالإسكندرية: استغليت رغبتهم فى العلاج الروحانى

عرق الأرض.. حكاية صمود بالمنجل والفأس فى زراعة وحصاد سنابل الخير بغيطان الشرقية بأجر يومى. "سعيد الجيزاوى " صاحب الـ 67 عاما علم أجيالا أعمال الفلاحة الصحيحة فى الحقول.. أمنية حياته تأدية فريضة الحج قبل وفاته

"قوى النواب" تناقش مشروع قانون العلاوة وزيادة الأجور للعاملين بالدولة اليوم

مباراتان تفصلان المصري عن حسم المربع الذهبي بالدوري

موعد مباراة مصر ونيجيريا اليوم لتحديد المركز الثالث بأمم أفريقيا للشباب


المتحدة للرياضة تعلن فتح باب حجز تذاكر ودية الأهلي وباتشوكا استعدادًا لكأس العالم للأندية

اعترافات لصين بالقاهرة: نسرق المواطنين بأسلوب "انتحال الصفة"

النحاس: القتال حتى اللحظات الأخيرة أهم سمات الأهلي.. وهذا سبب إشراك معلول

الأهلي يزيد أوجاع الخلود في الدوري السعودي برباعية مثيرة.. فيديو

نيللى كريم وشريف سلامة ثنائية جديدة في السينما.. اعرف التفاصيل

كريستال بالاس ضد مان سيتي.. عمر مرموش يهدر ركلة الجزاء الثانية في مسيرته

موعد مباراة الأهلى القادمة أمام فاركو فى ليلة حسم لقب الدورى

المغرب يعلن إعادة فتح سفارته فى سوريا بعد غياب 12 عاما

جوارديولا يعلق على إهداء هالاند ركلة الجزاء لمرموش في نهائي كأس إنجلترا

طرح لوحة سيارة مميزة رقمها "جـ د ع - 999" بسعر 700 ألف جنيه

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى