سماسرة القمح

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

قبل نحو 20 عاماً كان الفلاح يورد محصول القمح مباشرة إلى وزارة التموين، وكنا نذهب إلى "الشون" أو الصوامع الحكومية، لفرز ووزن المحصول، وبعدها مباشرة نتسلم الثمن عداً ونقداً، إلا أن هذا الوضع تغير تماماً بعد تفشى ظاهرة السماسرة، الذين يجمعون القمح من المزارعين، ويخططون لذلك قبل موسم الحصاد بأسابيع وربما شهور، ويدفعون مقدمات ثمن، لربط صاحب المحصول بهم، حتى صار في كل قرية تاجر أو اثنين لتنفيذ هذه العملية.

التجارة في حد ذاتها ليست المشكلة، لكن الأزمة أن سلسلة الوسطاء بين المواطن والحكومة تتسع جداً، وعلى أثرها يبيع الفلاح بضاعته بأقل من الأسعار المعلنة، فالتاجر الصغير الموجود بالقرية يريد أن يحقق ربحاً معتبراً، وبدلا من شراء إردب القمح بـ 725 جنيهاً يعرض 700 فقط أو أقل، حتى يحصل على المكسب المناسب، بينما يبيع للتاجر الكبير بسعر أعلى، ليحقق الجميع مكاسب على حساب الفلاح، الذى تدعمه الدولة بالأساس ورفعت سعر القمح من أجله.

الحكومة حددت سعراً عادلاً لتوريد القمح خلال العام 2021، بما يتوافق مع الأسعار العالمية، بواقع 725 جنيها لدرجة النظافة الأولى، و715 لدرجة النظافة الثانية، وأخيراً 705 لدرجة النظافة الثالثة، إلا الفلاح لا يحصل على أي من هذه الأسعار، ماعدا أصحاب المساحات والحيازات الكبيرة، التي تنتج عشرات ومئات الأطنان من القمح، فيتجه هؤلاء إلى التوريد المباشر لوزارة التموين والتجارة الداخلية، بينما الفئة الغالبة، التي تشكل النسبة الأكبر تقع ضحايا مافيا السماسرة والتجار.

الخطورة في ظاهرة سماسرة القمح لا تتمثل فقط في كثرة الوسطاء بين الفلاح والحكومة، والأسعار البخسة التي يتم عرضها لشراء القمح، والملايين التي يجنيها هؤلاء من أقوات الفقراء، ولكن تتمثل في بيع الأقماح إلى مصانع الحلويات الكبيرة، وعدم التوريد لوزارة التموين بشكل مباشر، وهذا يؤثر بطبيعة الحال على حجم التوريد والمخزون الخاص بالقمح كأهم سلعة استراتيجية تعتمد عليها البلاد.

يجب التحرك العاجل من جانب أجهزة الدولة لمواجهة سماسرة القمح في كل القرى المصرية، وحسم هذه الظاهرة، التى تمثل تهديداً صريحاً للأمن الغذائي، وتقتص من عوائد الزراعة على الفلاح المصرى، الذى ينتظر الحصاد بفارغ الصبر، لينفق على أسرته أو يسدد ديونه، لذلك يستحق هذا الموضوع اهتمام الحكومة وتحركها نحو مواجهة مافيا تجارة القمح، التى توحشت وباتت تتحكم في هذه السلعة الاستراتيجية الهامة، وتجنى أموالا ضخمة جراء هذه التجارة المشبوهة.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أخبار مصر.. غدا آخر فرصة للتقديم على وظائف فى مشروع الضبعة النووية

مجلس الوزراء عن جدل شهادة الحلال: تعزز المنافسة وتعطى فرصة أكبر للقطاع الخاص

المتحدث باسم مجلس الوزراء يوضح ما أثير بشأن "شهادة الحلال"

12 يوماً تفصل زيزو عن انتهاء علاقته بالزمالك وارتداء قميص الأهلي

السعودية تستطلع هلال شهر ذي الحجة لعام 1446 مساء الثلاثاء القادم


صور الأقمار الصناعية.. موجة شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

16 يوما تفصل المتهم بقضية الطفل ياسين عن الاستئناف على حكم المؤبد

رابطة الأندية تُسلم درع الدورى للبطل فى احتفالية خاصة نهاية الموسم

نهضة بركان يسعى لحسم اللقب القاري الثالث أمام سيمبا فى نهائي الكونفدرالية

ليفربول يستضيف كريستال بالاس فى أجواء احتفالية بختام الدوري الإنجليزي


موعد إعلان بطل دوري 2025 بعد رفض المحكمة الرياضية الشق المستعجل لبيراميدز

احذر تزوير إعلام الوراثة يقودك لخلف القضبان.. اعرف التفاصيل

أولى جلسات سفاح المعمورة بمحكمة جنايات الإسكندرية اليوم

امتحانات نهاية العام.. موعد إعلان وظهور نتيجة الفصل الدراسى الثانى 2025

%92 من القراء يؤيدون تكثيف حملات الرقابة على محال الجزارة لمواجهة تجار اللحوم المغشوشة

غدا آخر فرصة للتقديم على وظائف فى مشروع الضبعة النووية.. اعرف التفاصيل

أسئلة مهمة.. مراجعة مادة التاريخ لطلاب الثانوية العامة 2025

مواعيد مباريات اليوم الأحد 25 - 5 - 2025 والقنوات الناقلة

قطع المياه عن هذه المناطق بالقاهرة لمدة 8 ساعات.. تعرف على التفاصيل

ملخص وأهداف مباراة الريال ضد ريال سوسيداد فى الدورى الإسبانى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى