وزير الأوقاف فى خطبة الجمعة: القرآن الكريم معجزة متجددة إلى يوم القيامة

الدكتور محمد مختار جمعه وزير الأوقاف
الدكتور محمد مختار جمعه وزير الأوقاف
الشرقية - إيمان مهنى

ألقى الدكتور محمد مختار جمعه وزير الأوقاف، خطبة الجمعة بمسجد الغنيمى فى  كفر الغنيمى بمنيا القمح محافظة الشرقية، وقال إن هذا هو شهر الصيام والقرآن ، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) : “الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ يَقُولُ الصِّيَامُ: أَى رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فشَفِّعْنِى فِيهِ ، وَيَقولُ الْقرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِى فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ” ، فالقرآن هو كلام الله ، من قال به صدق ، ومن حكم عدل ، ومن استمسك به هدى إلى صراط مستقيم ، فهو أحسن الحديث وأعذبه ، وأعظمه ، وأصدقه ، وأجمله ، حيث يقول سبحانه : “وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا” ، ويقول سبحانه : “وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا” ، لم تلبث الجن إذ سمعته أن قالوا : “إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا” ، وما أن سمع أحد الأعراب قوله تعالى : “وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِى مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِى وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِى الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِى وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ” ، حتى قال: أشهد أن هذا كلام رب العالمين لا يشبه كلام المخلوقين ، وإلا فمن ذا الذى يأمر السماء أن تقلع عن إنزال الماء فتقلع ؟ ويأمر الأرض أن تبلع ماءها فتبلع ؟ إنه رب العالمين ولا أحد سواه.

 

ثم ضرب الوزير نماذج على قدرة رب العالمين من الواقع ومن الكون حولنا ومن أنفسنا ؛ حيث يقول سبحانه : “سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِى الْآفَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ” ، مستشهدًا معاليه بقوله تعالى : “لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ” ، أيظن خطأ وجهلا أو جحودًا أن لن نجمع عظامه ، فليأخذ مثالًا من حياته ودليلًا عمليًّا على القدرة الإلهية غير المتناهية “بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّى بَنَانَهُ” ، واختص النص القرآنى البنان دون سواه من الأعضاء كالوجه مثلًا ، مع ما فيه من ملامح ، فقد أثبت العلم الحديث فى كل بلاد الدنيا ، أنه من بين مليارات البشر منذ أن خلق الله الأرض إلى يوم الناس هذا، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، لا يوجد تطابق بين بنان إنسان وبنان إنسان آخر ، فهذه البصمة لا يمكن أن تتطابق بين شخصين ، لا ممن هم على قيد الحياة ولا من الأموات ، حتى التوائم المتشابهة ، والتوائم المتلاصقة ، التى يصعب التفريق بينها ، يُفرق بينها ببصمة البنان ، فمن الذى علم سيدنا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) ذلك منذ مايزيد على1400عام ؟ إنه الواحد الأحد ، فيا أيها الإنسان “مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ” ، “أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا” ، ولم يقل أنفقت ، بل أهلكت وضيعت “أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ” ، وكما بدأ أول خلق يعيده.

 

واشار إلى نموذج آخر ، وهو مأخوذ أيضا من واقع خلق الإنسان ، حيث يقول الحق سبحانه : “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ” ، فمراحل خلق الإنسان من النطفة إلى العلقة إلى المضغة إلى العظام إلى نفخ الروح ، التى تتبعها العلم الحديث بأحدث التقنيات الطبية ، وبأحدث أجهزة التصوير الطبى ، ليؤكد أن الخلايا العظمية تُخلق قبل الخلايا اللحمية ، ثم تكسى اللحم ، وبينهما نحو أسبوع واحد ، فسبحان من قال : “فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا” وعبر بالفاء التى تفيد الترتيب والتعقيب ، “فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ” ، “هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِى مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ” ، فمن الذى علم سيدنا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) ، وأعلمه بمراحل تكوين الجنين ، فى بيئة وطبيعة لم يكن فيها تصوير طبى ، ولا غير طبى ، فمن الذى علّم سيدنا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) وأخبره بها ، مما أدهش علماء الطب والأجنة ، إنه الله سبحانه ، ولا أحد سواه ، فهذا هو كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وفيه يقول (صلى الله عليه وسلم) : “تركتُ فيكم ما إنِ اعتصمتُم به، لن تضلُّوا أبدًا كتاب الله، وسُنَّة نبيِّكم”.

 

وأشار إلى أن هذا شهر القرآن ، فعلينا ألا نجعل القرآن مهجورا، فمن شغلته الدنيا فى زمان ما ، فهذا شهر القرآن ومدارسة القران ومراجعة القرآن ، “وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِى اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا” ، فيجيب الحق سبحانه : “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِى عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ” ، أي: يصد عن الحق ويصد عن كتاب الله ، هكذا الدنيا صراع بين الحق والباطل ، بين الشهوات والطاعات ، امتحان وابتلاءات ، لست وحدك “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِى عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ” ، فهم الذين قالوا: “وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ” ، وهذا دأب الكافرين منذ أن خلق الله الأرض إلى أن تقوم الساعة ؛ صراع بين الحق والباطل ، فلا يغلبنكم أحد على كتاب الله (عز وجل) تمسكوا به ، فهو الحق المبين ، والصراط المستقيم ، من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن استمسك به هدى إلى صراط مستقيم.

 

واختتم بالتأكيد على أن رمضان شهر القرآن، وكان النبى (صلى الله عليه وسلم) خلقه القرآن ، داعيًا معاليه إلى التخلق بأخلاق القرآن ،وأولها التواضع ، والأدب مع الله ، والأدب مع سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، والأدب مع الخلق ، والبر ، والرحمة ، والتراحم ، وإطعام الطعام ، وقراءة القرآن.

 

كانت خطبة الجمعة بمسجد “الغنيمي” بكفر الغنيمى بمنيا القمح محافظة الشرقية ، بحضور  الدكتور ممدوح غراب محافظة الشرقية ، و أحمد عبدالمعطى نائب محافظ الشرقية ، واللواء إبراهيم عبد الغفار مدير أمن الشرقية ، و محمودالمرسى رئيس مجلس ومدينة منيا القمح ، و عصام نصرت مدير عام فرع الثقافة بمحافظة الشرقية ،والشيخ مجدى بدران مدير مديرية أوقاف الشرقية ، والدكتور محمد إبراهيم حامد وكيل المديرية ، وعدد من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ بمحافظة الشرقية ، وعدد من القيادات الأمنية والشعبية بالمحافظة، وبمراعاة الضوابط الاحترازية والإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وفاة سيدة أربعينية إثر إصابتها فى إنهيار جزئى لمنزل بالطوب اللبن بإسنا

مقتل أستاذ طاقة نووية أمريكى قرب بوسطن بطلق نارى

تفاصيل رقم قياسى للأهلى فى مونديال الأندية أبهر رئيس فيفا

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة


محمد عبد الله مطلوب فى الدوري البرتغالي.. واللاعب يحيل العروض للأهلي

مصدر مقرب من أحمد حمدى يكشف كواليس أزمته مع أحمد عبد الرؤوف

شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025

حمادة صدقى: أداء منتخب مصر أمام نيجيريا مطمئن.. وإمام عاشور يصنع الفارق

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور


أمم أفريقيا 2025.. منتخب مصر يفوز على نيجيريا بعد غياب دام 9 سنوات

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

مسار يكتسح بيراميدز 9 - 0 فى دورى الكرة النسائية ويواصل العلامة الكاملة

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

فرصة ذهبية لـ عدى الدباغ مع الزمالك فى كأس عاصمة مصر

أحمد فهمى ومرام على يعترفان بحبهما فى مسلسل 2 قهوة الحلقة 14

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

وزير التعليم العالي يشهد إطلاق برنامج «رعاية» لتدريب الأطباء على تشخيص وعلاج الأمراض النادرة للأطفال.. شراكة بين المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية و أسترازينيكا مصر.. والبحوث الطبية تتصدر الإنتاج العلمي المصري

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى