جمال القرآن.. "وحنانا من لدنا" بلاغة الوصف فى رحمة الله على عباده

الآية الكريمة
الآية الكريمة
كتب محمد عبد الرحمن
فى قراءة القرآن الكريم، صورًا وتعبيرات بلاغية جديرة بالتوقف، أمام هذا النص الإلهى البليغ، ومعجزة الله الكلامية التى جاء بها النبى محمد صلى الله عليه وسلم، ليرى الناس الهدى والفرقان ويهديهم من الظلمات إلى النور، فجاء كآية للناس بجلال كلماته وجمال مفرداته وعظمة بلاغته، ليظل "الفرقان" و"البيان" لدى الناس، قادر على جذب أسماعهم وأبصارهم، ويأسر قلوبهم.
 
وفى القرآن العديد من الآيات التى نزلت بلغة جميلة ووجيزة قادرة على التعبير الجمالى والتصوير الفنى، ومفردات كثيرة زينها الحسن والإبداع والإتقان، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً ۖ وَكَانَ تَقِيًّا (13).
 
وحنانا من لدنا
 
والمعنى: منحنا (يا يحيى) الحكم صبيا، ومنحناه من عندنا وحدنا رحمة عظيمة عليه، ورحمة فى قلبه جعلته يعطف على غيره، وأعطيناه كذلك زكاة أى: طهارة فى النفس، أبعدته عن ارتكاب ما نهى الله عنه، وجعلته سباقاً لفعل الخير (وَكَانَ تَقِيّاً) أى مطيعاً لنا فى كل ما نأمره به، أو ننهاه عنه.
 
وحنانا من لدنا معطوف على الحكم، وقال جمهور المفسرين: الحنان الرحمة والشفقة والعطف والمحبة، وأصله توقان النفس، مأخوذ من حنين الناقة على ولدها، وقال أبو عبيدة: تقول: حنانك يا رب وحنانيك يا رب، بمعنى واحد، يريد رحمتك، وقال طرفة: 
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا حنانيك بعض الشر أهون من بعض
وقال امرؤ القيس:
ويمنحها بنو سلخ بن بكر     معيزهم حنانك ذا الحنان
وقال مجاهد: (وحنانا من لدنا) وتعطفا من ربه عليه، وقال عكرمة: (وحنانا من لدنا) قال: محبة عليه، وقال ابن زيد: أما الحنان فالمحبة، وقال عطاء بن أبى رباح: (وحنانا من لدنا)، قال: تعظيما من لدنا.
 
ومعنى من لدنا من جانبنا، قيل: ويجوز أن يكون المعنى: أعطيناه رحمة من لدنا كائنة فى قلبه يتحنن بها على الناس، ومنهم أبواه وقرابته حتى يخلصهم من الكفر وزكاة معطوف على من قبله، والزكاة التطهير والبركة والتنمية والبر، أى: جعلناه مباركا للناس يهديهم إلى الخير، وقيل: زكيناه بحسن الثناء عليه كتزكية الشهود، وقيل: صدقة تصدقنا به على أبويه قاله ابن قتيبة وكان تقيا [ص: 885] أى: متجنبا لمعاصى الله مطيعا له، وقد روى أنه لم يعمل معصية قط، وبرا بوالديه معطوف على (تقيا)، البر هنا بمعنى البار، فعل بمعنى فاعل، والمعنى: لطيفا بهما محسنا إليهما ولم يكن جبارا عصيا أى: لم يكن متكبرا ولا عاصيا لوالديه أو لربه، وهذا وصف له عليه السلام بلين الجانب وخفض الجناح.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مايكل دوجلاس يكشف سبب ابتعاده عن التمثيل: لا أريد أن أموت فى موقع التصوير

مش كلها بتزود وزنك.. 7 أنواع من الجبن صحية وتساعد على فقدان دهون البطن

استشهاد 3 فلسطينيين إثر قصف الاحتلال الإسرائيلى خان يونس

الأهلي يرهن إعلان صفقة أسد الحملاوي برحيل وسام أبو علي

مواعيد مباريات نصف نهائي كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة


وزارة العمل تعلن عن وظائف فى الأردن بمرتبات تصل لـ450 دينارًا شهريًا

تعرف على أغلى أندية نصف نهائى كأس العالم للأندية 2025

بالأرقام.. حكيمى يخطف الأضواء بأداء استثنائى فى كأس العالم للأندية

التحقيقات: المتهم بتزوير محررات رسمية فى الجيزة نصب على ضحاياه بزعم تسفيرهم

نبيل الكوكي يُقسم مران المصري لـ 3 فقرات استعداداً للموسم الجديد


الجزائرى ميلود حمدى يصل اليوم لبدء مهمته مع الإسماعيلى

رادار المرور يلتقط 1150 سيارة تسير بسرعات جنونية خلال 24 ساعة

الخلاصة فى الاستاتيكا لطلاب الثانوية العامة استعدادا للامتحان

أساطير ارتدوا قميصي ريال مدريد وباريس سان جيرمان قبل موقعة مونديال الأندية

الإسماعيلى يبدأ اليوم فترة الإعداد للموسم الجديد بقياسات وزن

خيمينيز يسجل هدف تعادل المكسيك ضد أمريكا ويحتفل على طريقة جوتا.. فيديو

خيمينيز مهاجم المكسيك يودّع جوتا بطريقته الخاصة فى نهائى الكأس الذهبية

القبض على سيدة بتهمة قتل زوجها بمساعدة عاطل فى كفر الشيخ

تشكيل منتخب الولايات المتحدة ضد المكسيك فى نهائى الكأس الذهبية

ترامب: تأسيس إيلون ماسك لحزب سياسى جديد أمر سخيف

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى