رمضان ليس موسماً للتوتر والعصبية

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

لا أعرف سبباً لربط اضطراب المزاج وزيادة معدلات التوتر والعصبية بشهر رمضان، خاصة أن الأصل في هذا الشهر الكريم الود والرحمة والشعور بالمحتاج، ومعاونة غير القادر والضعيف، وإطعام الفقير والزكاة إلى من ضاقت بهم أحوال المعيشة، إلا أن ما يحدث على النقيض تماماً من كل ما سبق، فتزيد المشكلات في الشهر الكريم، وترتفع حالة التباغض والتشاحن بين الناس، وترتفع الأصوات وتبطش الأيدى.

أتفهم جيداً أن الحالة البيولوجية للجسم تؤثر بصورة مباشرة على المزاج العام، فالامتناع عن الطعام والشراب لمدة تزيد عن 15 ساعة يومياً لها دور كبير في زيادة معدلات العصبية والضيف لدى البعض، كذلك من يدخون أو اعتادوا شرب الشاي والقهوة بصورة دائمة، يجدون صعوبة في ساعات الصيام، إلا أن هذا الشهر الكريم لا يستحق هذه الحالة.

رمضان الذى يعده الناس يوماً بعد الآخر، ووصفه الله في قرآنه بأنه أيام معدودات يتحول إلى عكس ما نتمنى، تحت ضغط الجوع والعطش والامتناع عن التدخين، لذلك يجب أن نتجاوز هذه العادات السلبية ونستعيد رحمات رمضان، والود المعروف عن رمضان، والهدوء المصاحب لأجواء رمضان، لا أن يكون إما للنوم أو المشاحنات والصراع، لذلك من الأولى أن تكون حالتنا المزاجية أكثر استقراراً، وشغفنا للعمل أكبر، خاصة أن الوقت الضائع في تناول الوجبات بالأيام العادية يمكننا استغلاله في الشهر الكريم لزيادة معدلات العمل والإنجاز.

لا يمكن أن يتحول الصيام إلى زريعة لرفع حالة التوتر وإثارة المشكلات، فالهدف الذى من أجله شرع الله الصيام عكس ذلك تماماً، فمن يغضبون سريعاً في الأيام العادية يجب أن يكونوا أكثر حكمة واتزاناً في نهار رمضان، فلم يأمرنا الله و رسوله بأن نتطاول ونظلم تحت دعوى الصيام ورمضان، بل علينا أن نصنع من هذا الشهر فرصة طيبة لتجاوز الخلافات واستعادة الهدوء والاستقرار داخل المجتمع، وإشاعة أجواء التراحم والبهجة على كل المستويات.

الرسول الكريم أخبرنا في حديثه أنه "خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له"، كدليل على أن الطريق إلى الجنة فى هذا الشهر ممهدة، وقصيرة، وسريعة، وسهلة ودون عوائق، وأبواب الجنة مفتوحة دون أقفال، تستقبل من أحسنوا الصوم والعبادة ومعاملة الناس، فعلينا أن نتحول برمضان إلى فرصة طيبة للفوز بالجنة، ونتجاوز الأفكار السلبية المرتبطة بالعصبية والحالة المزاجية السيئة، وانتهاز كل فرصة للود والتواصل والتراحم والتسامح، ونشر هذا بين الناس.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

ممنوع الرنجة والفسيخ فى رمضان

ممنوع الرنجة والفسيخ فى رمضان الثلاثاء، 20 أبريل 2021 12:24 م

"الجيم" للجميع

"الجيم" للجميع الإثنين، 19 أبريل 2021 02:00 م

تجربتى مع لقاح كورونا

تجربتى مع لقاح كورونا الخميس، 15 أبريل 2021 11:36 ص

سماسرة القمح

سماسرة القمح الأربعاء، 14 أبريل 2021 10:56 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مدافع شباب بلوزداد على رادار المصري في الميركاتو الصيفي

أحمد عبد القادر يقترب من الانتقال للحزم السعودي بعد ترحيب الأهلي

الأهلي يغلق ملف التفاوض مع مصطفى محمد خلال ميركاتو الصيف.. اعرف السبب

سيف الدين الجزيري يوافق على الرحيل عن الزمالك بشرط

26 صاروخ كروز ونحو 600 طائرة روسية فى هجوم ليلى مباغت على أوكرانيا.. زيلينسكي يكشف حجم الخسائر.. ويؤكد استئناف أمريكا إرسال الأسلحة.. والكرملين يعلق على خطط واشنطن لبيع السلاح لدول "الناتو" لتسليمها إلى كييف


الجيش اللبناني يضبط متهما بإطلاق النار و109 سوريين لتجوّلهم بدون أوراق قانونية

نتيجة الثانوية العامة 2025.. الإعلان بالدرجات على اليوم السابع خلال أيام

الأحزاب السياسية تُكثف استعداداتها لانتخابات الشيوخ.. تحالفات واسعة وخطط دعائية منظمة ورهان على الكفاءات.. مستقبل وطن يختتم اجتماعاته مع المرشحين.. حماة الوطن يوجه قواعده بالانضباط.. والوفد يضع اللمسات الأخيرة

الأخبار العربية والعالمية حتى الظهيرة.. تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار نتيجة إصرار إسرائيل على تقديم خريطة للانسحاب.. وتحذيرات من عواقب صحية وخيمة لانعدام المياه في غزة.. اعتقال أمريكي بتهمة توجيه تهديدات لترامب

استشهاد 27 فلسطينيا وإصابة 180 آخرين برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز مساعدات رفح


كشف أثرى بالكرنك.. العثور على مبنى بالطوب اللبن يحوى أفران ومعدات طهى خبز.. صور

فيلم أحمد وأحمد يحقق 30 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض بالسينمات المصرية

"اليوم السابع" يحصل على حق إعلان نتيجة الثانوية العامة 2025

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 12 يوليو 1893.. إسماعيل باشا يبدو عليه الكبر وضعف البصر أثناء استقباله لحفيده الخديو عباس الثانى فى الآستانة بعد 14 عاما من نفيه وشوقه للعودة إلى مصر

تنسيق الجامعات 2025.. خطوة بخطوة كيفية التسجيل لاختبارات القدرات؟

ولد أسيرا وارتقى شهيدا.. إسرائيل تقتل أصغر أسير فى العالم

منتخب مصر يواجه إثيوبيا 5 سبتمبر باستاد القاهرة فى تصفيات المونديال

نتيجة الثانوية العامة 2025.. جار تصحيح المواد لتجهيز النتيجة

نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. جاهزة على الاعتماد والإعلان

قطار تالجو.. مواعيد الرحلات على خطوط السكة الحديد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى