فى الذكرى 48 لانتصار العاشر من رمضان.. تراجع معدل الجريمة أثناء حرب أكتوبر.. اقترب من "الصفر" و95% من المجرمين أعلنوا توبتهم وقت الحرب.. وخبير يؤكد: فى الشدة تظهر معادن الرجال

حرب العاشر من رمضان - أرشيفية
حرب العاشر من رمضان - أرشيفية
كتب علاء رضوان

تهل علينا اليوم الخميس، الذكرى الـ 48 لانتصار العاشر من رمضان، الموافق السادس من أكتوبر عام 1973، تلك الحرب التى تمثل الانتصار الأعظم فى تاريخ مصر، التى لم تكن مجرد حرب عابرة فى تاريخ العسكرية المصرية المليئة والحافلة بالبطولات، بل كانت حدثا فريدا من نوعه أثار العالم أجمع، حيث شهد هذا اليوم أكبر الانتصارات المصرية والعربية، وتمكن المصريون حينها من عبور قناة السويس، أكبر مانع مائي فى العالم، وتحطيم دفاعات خط بارليف الحصينة، وتلّقى العدو ضربة قاسية تحطمت فيها أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

وفى الحقيقة تُعد الحروب فى الغالب هي التجربة الأكثر مقدرة على ترك أثر فى مصير الدول والبصمة على الأرض، حيث يظهر من خلالها معادن الرجال ومدى قدرة صلابة الشعوب في مواجهة الأزمات، فالدولة بكل ما تملكه من عناصر ومقومات بشرية تصبح على المحك في مثل هذا الاختبار الكبير في محاولة لاسترداد الحق أو دفع العدوان.

65810-201704220732163216

معدل الجريمة في حرب أكتوبر = (صفر)  

الشعب المصرى بكافة مستوياته يحتفل خلال ساعات بالذكرى الثامنة والأربعين لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة 1973، حيث تُدشن تلك الاحتفالات ابتداء من اليوم حتى نهاية الشهر، إلا أن السؤال الذى يطرح نفسه خلال تلك الاحتفالات، كيف كان حال الجريمة فى مصر أثناء تلك المعركة الحاسمة، ومدى قدرة الشعب على الخروج من النكسة التى تعرض لها.  

 

تنكشف الأخلاق في ساعة الشدة

وفى الحقيقة فإن المثل العربى القديم قال: "تنكشف الأخلاق في ساعة الشدة"، بينما المثل الشعبى يقول: "وقت الشدة تبان معادن الناس".. وهو عادة ما يتردد على ألسنة المصريين وقت الشدائد والمحن، فالظروف الصعبة دائما هى تجمع الناس أو الشعوب بكل توجهاته على قلب رجل واحد، وهو الأمر الذي بدوره حدث فى حرب السادس من أكتوبر 1973.

97857-170300

الشعب المصري برمته تذوق حنق ومرارة هزيمة 67 التي أُطلق عليها بعد ذلك "النكسة" أو بمعنى أصح "نكسة 67"، التي جعلت الشعب يلتف حول قيادته العسكرية والنظر للهزيمة على أنها مسألة حياة أو موت، وذلك بهدف الخروج من ويلات النكسة وعنق الزجاجة، فقد وصلت آثار صدى "نسكة 67" إلى الخارجون عن القانون والمجرمون.

 

المجرمون يعلنون توبتهم

 

ملحمة "حرب 6 أكتوبر" والعاشر من رمضان شارك وساهمت فيها طوائف الشعب المصري بمختلف التوجهات والمذاهب وعلى رأس هؤلاء كان الخارجون عن القانون والمجرمون الذين أعلنوا مجتمعين توبتهم في تلك الفترة عن طريق التوقف عن ارتكاب أي جرائم أو مخالفات قانونية من شأنها أن تكون نقطة سوداء في تلك الحقبة الزمنية.

سجلات الأمن العام والأجهزة المعنية في فترة حرب 73، ذكرت أن مؤشرات معدل الجريمة تراجعت تراجعا مذهلا خلال حرب العاشر من رمضان - أكتوبر، الأمر الذي كاد معه أن تخلو سجلات الجريمة من الجرائم الجنائية،‏ فقد كشفت السجلات حينها أن المحاضر والبلاغات بأقسام الشرطة والنيابات خلت خلال الأيام الثلاثة الأول من الحرب من تسجيل سوى الجرائم المعروفة لدى أجهزة الأمن بـ"الجرائم العارضة".

1049121-201710040832163216

احصائيات الجريمة فى الحرب

والذى وضح جلياَ خلال حرب أكتوبر بالنسبة لـ"الجريمة" أنها تميزت بعدة سمات أبرزها أن الجنايات الكبرى في الفترة التي بدأت من ‏6‏ وحتى يوم ‏21 ‏ أكتوبر قد انخفضت عن مثيلتها في العام السابق من ‏95‏ جناية عام ‏1972 ‏ إلى ‏71‏ جناية في أيام الحرب وبنسبة كبيرة هي ‏26%، وطبقاَ للتسجيلات فقد تراجعت أرقام جنايات السرقة الكبرى‏ من ‏11‏ جناية في الفترة نفسها من العام السابق إلى ‏7 ‏جنايات وبنسبة ‏ 40% - حسب سجلات الأمن العام .

فيما انخفضت جرائم السرقة الصغيرة انخفاضا يزيد عن ‏ 35 %‏ في ذات المدة، وفيما يتعلق بجرائم النشل اليومية فقد سجلت انخفاضا يزيد على ‏ 45 %‏ عما كانت عليه قبل الحرب‏، وخلال اليوم الثاني للقتال وهو يوم ‏7‏ أكتوبر خلت مدينة القاهرة من جرائم النشل، وبالنسبة لجرائم القتل فانخفضت أرقام جرائم القتل والشروع فيه خلال هذه الفترة بنسبة ‏25%‏ عن معدلها في العام الذي سبق الحرب‏.

بينما ذكرت السجلات الأمن العام في ذلك التوقيت تسجيل ‏63‏ محضر جناية قتل وشروع فيه مقابل ‏82‏ جناية في عام ‏1972، ومن خلال بيانات وزارة الداخلية حينها فإن الجرائم السياسية والجنائية قد اختفت مع الطلقة الأولى لحرب أكتوبر، حيث أن وزارة الداخلية وقتها لم تتلق أية اخطارات أو بلاغات تمثل مصدر خطورة.   

 

انضمام المجرمين للمقاومة الشعبية

من جانبه، يقول الدكتور أحمد الجنزورى، أستاذ القانون الجنائى والمحامى بالنقض، إن الأغلبية العظمى من البلطجية واللصوص خلال تلك الفترة العصبية عادة ما كانوا ينضمون لحركات المقاومة الشعبية، وذلك طبقا لما كشفت عنه الإحصائيات والتقارير الصادرة عقب المعركة.

الخارجون عن القانون- بحسب "الجنزورى" فى تصريح لـ"اليوم السابع" - تمكنوا خلال حرب 73 من تشكيل جبهة مقاومة قوية نتج عنها أثار سلبية للعدو لأنهم كانوا يتعاملون معهم بطريقة حرب العصابات التي تشبه حروب الشوارع، ما أدى الى تكبد العدو خسائر فادحة.   

 

حال الشعب وقت الحرب

فيما أكد محمود البدوي، الخبير القانوني والمحامي بالنقض أن مسألة تراجع معدل الجريمة وقت حرب 73 يرجع للعديد من العوامل النفسية والاجتماعية للشعب المصري الذي تظهر فيه بشكل واضح التضحية والإثار والتسامح في الشدائد والأزمات، وها ما كشفت عنه احصائيات وتقارير وزارة الداخلية التي سجلت عدم وجود بلاغات أو محاضر لمدة 3 شهور قبل الحرب وبعدها واكتملت المدة حتى نصف نوفمبر.

ووفقا لـ"البدوى" فى تصريح خاص فإن الجريمة تراجعت فى حرب أكتوبر 73 نتيجة الشعور بالحس الوطني لدى المصريون بضرورة تغييب المصلحة العامة وتجميد الخلافات الشخصية، ولذلك كانت المجالس العرفية داخل الأحياء والقرى هي التي تقوم بحل النزاعات القائمة، فعلى سبيل المثال لا الحصر لم تسجل حالة سرقة واحدة رغم أن أصحاب المحلات كانوا يتركون محلاتهم في العراء دون حراسة في أوقات الغارات لتكاتف الشعب.

ويُضيف الخبير القانوني جُل ميزانية الدولة المصرية فى تلك الفترة كانت تذهب للجيش المصرى، ما أدى إلى اقتسام لقمة العيش بين المصريين ببعضهم البعض خاصة أهل السويس والإسماعيلية، لإن هذه الأسباب متعلقة بالدفاع عن الأرض والشرف فعندما انتهت الحرب انتهى معها الإيثار والإخاء والتكافل الاجتماعي التي كانت موجودة في الشدائد.   

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جيش الاحتلال يعلن البدء في تجنيد 54 ألفا من الحريديم للقتال في صفوفه

غلق اتجاه القادم من تقاطع الإقليمي مع إسكندرية الصحراوي حتي طريق السويس أسبوعا

بالمواعيد..الخريطة الكاملة لحفلات الدورة 3 من مهرجان العلمين الجديدة.. أنغام تفتتح الفعاليات وتامر حسنى يشارك للمرة الثالثة.. عمرو دياب فى سهرة غنائية أول أغسطس.. تامر عاشور على مسرح يو أرينا.. وكايروكى بالختام

الداخلية تضبط سيارة تسير عكس الاتجاه بالطريق الإقليمي.. فيديو

ميركاتو الأهلى..7 راحلين و8 صفقات جديدة والقوس لا يزال مفتوحا


مصدر في الأهلي: صفقة الحملاوي لم تُحسم.. وأوجستين خارج حساباتنا

محمد صلاح يزين قائمة أفضل 10 صفقات في تاريخ كرة القدم

تنسيق الجامعات 2025.. نماذج استرشادية لاختبار القدرات لكليات الفنون التطبيقية

ريال مدريد ينجو من ريمونتادا دورتموند فى كأس العالم للأندية.. كيليان مبابى يقص شريط أهدافه بالمونديال.. جارسيا يكرر إنجاز رونالدو وينتزع صدارة قائمة الهدافين.. و"الملكي" ينفرد برقم تاريخي تحت أنظار الأهلى

إيقاف 7 مهندسين بسبب بناء جسر بزاوية 90 درجة فى الهند.. فيديو


الأهلي يمنح علي معلول 13 مليون جنيه.. اعرف السبب

نرمين الفقي تخطف الأنظار بصورها على البحر.. والجمهور: جمال طبيعى

منتخب قطر يتلقى عرضًا لمواجهة مصر وديًا استعدادًا لكأس العرب

بالتواريخ أهم الظواهر الفلكية المرتقبة بسماء يوليو 2025.. اقترانات بديعة للقمر مع النجوم والكواكب طوال الشهر تشاهد بالعين المجردة.. وقمر الرعد بدر محرم ولمعانه 100%.. وشهب الدلويات تمطر السماء بـ20 شهاب بالساعة

تنسيق التمريض.. فتح باب التقديم للمدارس الثانوية الفنية للتمريض 2025-2026

الأهلى يرفض ضغوط وسام أبو علي للتراجع عن دفع 10 ملايين دولار للرحيل

جمال عبد الناصر يكتب: زوزو نبيل.. فنانة تسكن الشخصيات لا تؤديها فحسب

شيرى عادل تُصوّر حكاية ديجافو من مسلسل ما تراه ليس كما يبدو آخر يوليو

المسابقات تسحب اليوم قرعة دوري القسم الثاني (ب) للموسم الجديد

"ياقلبي يامحظوظ".. كليب جديد لـ واما بتوقيع محمود أنور وعمرو المصرى ومحمد ياسر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى