خلف القضبان.. "عاش خاين ومات قاتل" جنون الشهوة يحول أخ إلى شيطان

حبس - أرشيفية
حبس - أرشيفية
كتب أحمد حسنى

"اليوم السابع" يقدم فى سلسلة "خلف القضبان" قصصا ليست دربا من الخيال ولا فكراً مجردا لمبدع، ولا صورة خيالية لفنان عن الواقع، وإنما قصص واقعية من داخل ساحات المحاكم تكشف فيها حقائق وأسرار وألغاز الكثير من القضايا.

"

الحلقة الثالثة عشر".. "جنون الشهوة"

يروى هذه الحلقة المستشار بهاء الدين أبو شقة فى كتابه "أغرب القضايا"..

انتهى الجزء الأول من القضية باعتراف الزوجة على زوجها وأنه هو من قتل زوجة أخيه بعد اغتصابها، وتم القبض على المتهم وتقديمه للمحاكمة الجنائية.

ويقول المستشار أبو شقة: "استوقفنى بالقضية ما جاء بتقرير الصفة التشريحية من أن سن صاحبة الجثة التى تم تشريحها أربعين عاماً، فى حين أن المجنى عليها عمرها حسبما هو ثابت فى قسيمة زواجها ورواية والدها عشرون عاماً".

طلبت من والدها أن يحضر لى مستخرجاً رسمياً من شهادة ميلاد ابنته.. ولم تمض أيام حتى أحضر تلك الشهادة الرسمية والتى تبين منها أنها تبلغ عشرين عاماً وشهرين.

وجاءت لحظة المحاكمة.. كانت الجريمة فى صورتها الماثلة على النحو السالف للوهلة الأولى، تتسم بالوحشية والتجرد من الإنسانية.. أخ يقتل زوجة شقيقه بعد أن يغتصبها ثم يحرقها وتشهد عليه زوجته وأم أولاده.

كان هذا هو سيناريو الأحداث الذى ملأ مخيلتى عندما قطع هذه الصورة صوت الحاجب وهو يعلن بدء الجلسة.. وبدأت إجراءات المحاكمة.. وسألنى رئيس الدائرة عما إذا كنت جاهز للمرافعة، أحسست من حديثه ولمحت فى عينيه وعيون بقية أعضاء الدائرة اقتناعهم التام بإثم المتهم وبشاعة جرمه ونذالة فعلته واستعجالهم القصاص منه.

طلبت مناقشة الطبيب الشرعى الذى أجرى التشريح.. وجاءت الطبيبة الشرعية وسألتها المحكمة عن سن الجثة التى شرحتها فأصرت على أنها تبلغ من العمر أربعين عاماً.. فسألتها المحكمة كيف استطاعت أن تتوصل إلى ذلك؟.. فأجابت أن ذلك تحكمه أصول علمية وأجهزة حديثة وأشعة تسلطها على العظام يمكن من خلال كل ما سلف تحديد السن على وجه مؤكد.

رفعت المحكمة جلستها واستعد كبير الأطباء الشرعيين فى الجلسة التالية، وسألته من جديد عن مدى تأكيد سن الجثة.. فأجاب أن الأجهزة والإشاعات تحدد على نحو مؤكد سن المتوفية.

وجاء والد الفتاة أمام المحكمة وأقسم على قول الحق.. وشهد أن ابنته تبلغ من العمر عشرين عاماً وشهرين وقت اختفائها، وأكد أنها ابنته وأنه يعلم سنها بداهة على نحو محدد.

وأصدرت المحكمة قراراً بتكليف نيابة سوهاج بالانتقال للسجل المدنى والاطلاع على تاريخ الميلاد الحقيقى للفتاة، وإحضار مستخرج رسمى بمعرفتها من واقع السجلات الرسمية.. وبالفعل قدمت النيابة مستخرجها وتبين صدق حديث الأب أن ابنته فى العشرين من عمرها، لترفع المحكمة الجلسة وتعود لتنطق بالحكم.. قضت المحكمة ببراءة المتهم مما أسند إليه.

خرج المتهم من سجنه مذهولاً.. شارداً.. وهو يسترجع تصرفات زوجته.. ما الذى دفعها إلى أن تتقدم بشهادتها لتطوق عنقه بحبل المشنقة، لتتخلص منه وهى تعلم أنه برىء.. بحث عنها فى كل مكان فلم يجدها، كانت النيران تشتعل فى أعماقه وهو يستعرض أمام عينيه مشهدها وهى تشهد ضده فى النيابة وأمام المحكمة وتؤكد أنه هو القاتل.. واستمر بحثه لأيام وشهور ونار الانتقام تزداد اشتعالاً فى أعماق نفسه.

وذات صباح استيقظ أهالى إحدى المناطق الشعبية بالجيزة على صوت أنين لسيدة تستغيث فهرعوا إليها وتم نقلها للمستشفى.. إنها الزوجة التى اعترفت على زوجها..أدلت وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة بآخر كلماتها.

قالت أمام النيابة.."زوجها هو الذى سدد إليها الطعنات القاتلة، تركها بعد أن اعتقد أنها جثة هامدة فارقت الحياة.. ولكنها كان مغشياً عليها وأفاقت.. وشاءت إرادة الله أن تكتب لها الحياة فى لحظات لتكشف الحقيقة.

"إنها على يقين أنه لم يقتل زوجة أخيه..لأنها عندما أحست بغدره وخسته وملاحقته لها ورغبته فى أن يصحبها إلى طريق الرذيلة، اتفقت هى ووالدها على أن تهرب إلى الإسكندرية لتقيم لدى صديقة لها هناك لا يعرف أحد مكان إقامتها سوى والدها، وباستدعاء والدها أكد هذه الحقيقة بل وأحضر ابنته من الإسكندرية وأدلت بأقوالها أمام النيابة بما يؤكد الأقوال الجديدة..وأنها لولا هروبها على نحو ما سبق لما تورع شقيق زوجها فى اختطافها واغتصابها وقتلها إن حاولت فضح أمره".

أما الجثة التى عثر عليها فقد قتلها فعلاً.. كانت زوجة لأحد أصدقائه لاحقها وطاردها، وعندما نهرته ورفضت مسايرته وتحقيق أغراضه الدنيئة اغتصبها وقتلها بالطريقة ذاتها التى أشرت إليها فى شهادتى مع تغيير شخصية المجنى عليها.. ولكنه حصل على البراءة لسبب لم أكن أتوقعه وهو اختلاف السن.. وأفصحت عن شخصية القتيلة، حيث أكدت التحريات صحة روايتها واختفاء تلك السيدة فى تاريخ معاصر، وإبلاغ زوجها باختفائها وتحرير محضر بذلك".

وباستدعاء زوج القتيلة أكد اختفاء زوجته وأنه قد حرر محضراً بذلك، وكان دائم البحث عنها حتى علم أخيراً بمقتلها على يد صديقه الندل..

وأكملت الزوجة فى اعترافتها "هكذا حافظت على شرف الفتاة وقمت بتهريبها بعلم أبيها وموافقته، لأننى أيقنت أنها لن تفلت من أنيابه وفى الوقت ذاته تيقنت من قتله للسيدة الأخرى بعد اغتصابها، فكانت شهادتى انتقاماً منه وتخليصاً للأبرياء من رذائله وجرائمه المتعددة والمستمرة التى لا تغتفر".

هكذا كان القدر للمتهم بالمرصاد فرغم أنه قضى ببراءته من تهمة قتل زوجة شقيقه التى ثبت أنها على قيد الحياة، إلا أنه حكم بإعدامه شنقاً عن تهمة خطف واغتصاب وقتل زوجة صديقه.. وكذا قتل زوجته عمداً مع سبق الإصرار والترصد.. والتى لفظت أنفاسها الأخيرة فور إبداء أقوالها أمام النيابة.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

برشلونة يستضيف فياريال فى احتفالية التتويج بالدوري الإسباني

مباراتان تفصلان المصري عن حسم المربع الذهبي بالدوري

نور الشربينى تتوج ببطولة العالم للاسكواش للمرة الثامنة فى تاريخها

مواعيد مباريات اليوم الأحد 18- 5 - 2025 والقنوات الناقلة

استعدادات "الحج" .. "المساعد الذكى" نافذة رقمية جديدة لخدمة ضيوف الرحمن.. وتدشين برنامج لتعزيز الأمن السيبرانى لتحسين خدمات الحجاج.. توفير 12 خدمة تقنية.. وخطب توعوية بمساجد المملكة بعدم جواز الحج بدون تصريح


مباراة واحدة اليوم فى ختام الجولة السابعة من مرحلة حسم الدوري

أساتذة القومى للبحوث يضعون روشتة متكاملة للقضاء على توتر الامتحانات.. النوم 8 ساعات وشرب 4-6 لتر مياه يوميا واستراحة 10 دقائق بعد كل ساعة مذاكرة.. القيلولة تزيد من الانتباه والسلمون والبيض والمكسرات تحسن المزاج

طارق مصطفى: حزين للخسارة أمام الأهلى.. وهذا سبب تعثر مفاوضاتى مع الزمالك

رئيس الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين فى حوار لـ"اليوم السابع": العمالة المصرية من أمهر العمالات فى البحرين ونطبق خطة لإحلالهم بقطاع الإنشاءات.. ويؤكد: نحتاج شبكة عربية موحدة لربط العرض والطلب بين أسواق العمل

نيللى كريم وشريف سلامة ثنائية جديدة في السينما.. اعرف التفاصيل


نتائج مباريات اليوم السبت فى دورى Nile

موعد مباراة الأهلى القادمة أمام فاركو فى ليلة حسم لقب الدورى

وزير خارجية إيطاليا يطالب إسرائيل بوقف هجماتها العسكرية على غزة

75 دقيقة.. الأهلى يبحث عن هدف التقدم أمام البنك الأهلى.. والنتيجة 1 / 1.. صور

ملخص وأهداف مباراة هوفنهايم ضد البايرن في الدوري الألماني

كشف حقيقة فيديو الاستيلاء على 1100 فدان ومقتل شخصين بالقليوبية

طرح لوحة سيارة مميزة رقمها "جـ د ع - 999" بسعر 700 ألف جنيه

رجال الإنقاذ يعثرون على جثة طفل غرق في نهر النيل بالحوامدية

بوتين عن أول قمة روسية عربية: ستسهم فى تعزيز التعاون بين بلداننا

بين الإطارات وسخونة المحرك.. 15 نصيحة لسلامتك وأمان سيارتك فى الأجواء الحارة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى