وزير الأوقاف: الدين لا بد له من دولة وطنية آمنة مستقرة تحمله وتحميه

الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
كتب ــ على عبد الرحمن
بدأ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الحلقة الثانية عشرة من برنامج "رؤية" للفكر المستنير، والذى يذاع على القناة الفضائية المصرية، قائلاً: "إن حلقة اليوم من الأهمية بمكان، حيث تأتى فى عمق تجديد الخطاب الدينى من خلال الحديث عن كتاب: "مفهوم الكليات الست"، ويأتى ذلك من حيث العمل على وضع الأمور فى نصابها، بالتفرقة بين الثابت والمتغير، والمقدس الحقيقى وغير المقدس، مؤكدين على قصر التقديس على الذات الإلهية، وعلى كتاب الله (عز وجل)، وثابت سنة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أما القراءات التى قامت على قراءة النصوص فهى من المتغيرات، فقد تتغير بتغير الزمان أو المكان أو الأحوال.
 
وأضاف جمعة: "نبعت فكرة هذا الكتاب من اهتمامنا بأهمية ومشروعية الدولة الوطنية، حيث حاولت الجماعات المتطرفة أن تضع الناس فى تقابلية خاطئة، إما أن تكون مع الدين، وإما أن تكون مع الوطن، مع أن الدين لا ينشأ ولا يُحمى ولا يحفظ فى الهواء الطلق، إنما لا بد له من دولة وطنية آمنة مستقرة تحمله وتحميه، وبما أن الحفاظ على الوطن وعلى بناء الدولة وكيانها لا يقل أهمية عما ذكره العلماء من الحفاظ على النفس أو المال أو العرض، ذلك أن أى وطنى شريف إنما يفتدى وطنه بنفسه وماله، فبدون الوطن لا بقاء للنفس ولا للمال ولا للعرض، ولا حتى للدين، لأن الدين لابد له من وطن آمن مستقر، أما المشردون فلا يقيمون دينًا ولا دولة، وتحدث العلماء عن الكليات فذكروا الدين والنفس والمال والعقل والعرض مع تقديم وتأخير".
 
وتابع جمعة: "ورأينا أن الوطن من الأهمية بمكان أن يكون فى العمق والصميم من هذه الكليات، فجعلنا الكتاب مبنيًّا على ست كليات هى : الدين والوطن والنفس والمال والعقل والعرض، أما الدين : فهو فطرة الله التى فطر الناس عليها، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"، ويقول سبحانه : " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ"، ويقول سبحانه: "وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِى خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْى الْعِظَامَ وَهِى رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِى أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ الَّذِى جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ أَوَلَيْسَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ".
 
وأضاف وزير الأوقاف: "أن مهمة الأنبياء والرسل والأديان هى الإصلاح، فحيث تكون المصلحة فثمة شرع الله، والدين الحقيقى هو فن صناعة الحياة، وليس فن صناعة الموت، وهو فن صناعة السعادة لا الشقاء، ألم يقل الحق سبحانه وتعالى مخاطبًا نبيه (صلى الله عليه وسلم) : "طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى"، أى ما جاء القرآن الكريم ولا جاءت السنة النبوية المطهرة، ولا جاء الوحى الشريف لشقاء الناس، بل إن نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول : "اللهُمَّ مَنْ ولِى من أمْرِ أُمَّتِى شيئًا فَرَفَقَ بِهمْ فارْفُقْ به، ومَنْ ولِى من أمرِ أُمَّتِى شيئًا فَشَقَّ عليهم فاشْقُقْ علَيهِ" فالأديان قائمة على الرحمة والسماحة وحوائج الناس، قال تعالى: "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ"، لتحقيق العدل بين الناس، ويقول سبحانه :"يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِى الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ"، ويقول سبحانه لنبينا محمد (صلى الله عليه وسلم): "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" ويقول سبحانه وتعالى على لسان سيدنا شعيب (عليه السلام) : "أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِى الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ"، ويقول سبحانه على لسان نبى الله (عز وجل) سيدنا صالح (عليه السلام): "فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِى الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ".
 
واختتم وزير الأوقاف:"ومن الآيات المحكمات التى أجمعت عليها جميع الشرائع السماوية الوصايا العشر فى أواخر سورة الأنعام، قال تعالى: "قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسَاناً"، فجميع الأديان السماوية أجمعت على بر الوالدين وعلى إثم من يعق والديه، وقال تعالى : "وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ مِّنْ إمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَواحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقّ"، فجميع الأديان والشرائع السماوية على حرمة قتل النفس، قال تعالى :"ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"، وقال تعالى : "وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ "، أرونى أى شريعة سماوية أجازت أكل مال اليتيم أو أكل السحت أو أجازت الكذب أو أجازت الظلم، قال تعالى: "وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" قال سيدنا عبدالله بن عباس (رضى الله عنهما) هذه آيات محكمات لم تنسخ فى أى شريعة من الشرائع ولا ملة من الملل، ولذلك جميع الأديان تحذر من الإلحاد والكفر بالخالق (عز وجل) فالإلحاد هو الخروج على منهج الله وفطرته التى فطر الناس عليها مدمر لصاحبه وللمجتمع، مهلك للإنسان فى أمر دينه ودنياه، فواقع الملحدين مرٌ مليء بالمشكلات، ويكفى أن نقف عند قول الله تعالى : "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا" نص ثابت فى القرآن، قال تعالى: "وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِى أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى وَكَذَلِكَ نَجْزِى مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى"، ويقول سبحانه: "وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ"، ثم إن الإيمان يحجز صاحبه عن الموبقات يقولون من الصعب بل ربما كان من المستبعد أو المستحيل أن نجعل لكل إنسان جنديًا أو شرطيًا أو حارسًا يحرسه أو يراقبه، ولكن من السهل أن نصنع فى كل إنسان ضميرًا حيًا ينطق بالحق ويدفع إليه، راقبناه أو لم نراقبه، لأنه يراقب من لا تأخذه سنة ولا نوم ".
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الزمالك ينتظر العروض الرسمية لرحيل ناصر منسى

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

منتخب مصر الأول يطير للمغرب اليوم للمشاركة فى كأس الأمم الأفريقية

نهائى كأس العرب 2025.. تفوق عرب أفريقيا على آسيا فى النهائيات

بدء الاقتراع بأول أيام جولة إعادة المرحلة الثانية لانتخابات النواب


انتشار أمنى مكثف لتأمين جولة إعادة المرحلة الثانية من انتخابات النواب

السلامى VS السكتيوى.. نهائى مغربى خارج الخطوط فى نهائى كأس العرب

الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى تحدد شروط صرف منحة وفاة أصحاب المعاش

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة


باريس سان جيرمان يتحدى فلامنجو فى نهائى كأس القارات للأندية الليلة

عبد الرؤوف يجهز بدائل الزمالك أمام حرس الحدود بكأس العاصمة

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

ليلة زفاف نجم الأهلى.. أحمد عبد القادر يحتفل وسط أسرته وأصدقائه فى الدقهلية.. عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام أبرز الحضور.. وعصام صاصا وأورتيجا يشعلان الأجواء بالأغانى.. فيديو وصور

إمام عاشور يوجه رسالة مؤثرة: مريت بمرحلة صعبة ومش مستنى آخد لقطة

شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

تعرف على أصوات محمد صلاح وحسام حسن فى جائزة ذا بيست

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى