فى حضرة "عشماوى"

محمود عبد الراضي
محمود عبد الراضي
محمود عبد الراضي

"على فكرة..أنا الناس بتقابلني مرة واحدة بس ..وانت قابلتني كتير"، بهذه الكلمات مازحني "عشماوي" أو "عم حسين قرني" كما يناديه أهالي الزاوية الحمراء في القاهرة، قبل 8 سنوات من الآن، في آخر حوار له لـ"اليوم السابع"، والذي ودع الحياة أمس عن عمر تخطى السبعين عامًا.

وأنت تجلس في حضرة "عشماوي" الذي نفذ الإعدام في 1070 متهما، وتسمع منه قصص وحواديت أغرب من الخيال عن المتهمين، وأسرارهم قبل حبل المشنقة، أبرزهم "عزت حنفي" امبراطور جزيرة النخيلة بأسيوط، لابد أن نستلهم الدروس المستفادة، وتقف على أخطاء الغير، التي قادتهم لهذا المكان.

يكاد جسمك يقشعر من هول كلمات "عشماوي"، وهو يتحدث عن الدقائق الأخيرة في حياة عتادة الإجرام، لتعلم وقتها أن الدنيا لا تساوي شيء، وأن التعايش في سلام ومحبة، أفضل بكثير من الجنوح للعنف والدم وظلم الناس.

لحظات صعبة وقاسية يعيشها المحكوم عليه بالإعدام قبل تنفيذ الحكم، ربما تكون هي الأصعب من تنفيذ الحكم ذاته، منذ فتح غرفته في الخامسة فجرًا وإعطاؤه حبوب مهدئه تجعل جسده يسترخى إلى حدا ما، ثم يسحبه مساعدا عشماوي بقيود حديدية إلى غرفة المأمور ويظل بها من الساعة الخامسة وحتى السابعة صباحا وقت التنفيذ، "ودول أصعب ساعتين فى حياته، يسترجع ذكرياته "يبكى.. يصرخ.. ينظر إلى السماء.. يضع يده على رأسه" يتأكد أن الدنيا لا تساوى شيئا"، هكذا وصف عشماوي المشهد الأصعب.

مع اتجاه عقارب الساعة إلى السابعة صباحا، يتم اقتياد المتهم إلى غرفة الإعدام واستبدال القيود الحديدية بأخرى من جلد حتى لا يؤذى نفسه، ويكون مرتديا للزي الأحمر، ويكون برفقتنا قرابة 50 شخصا من الطب الشرعى والقضاة ومندوب من مديرية الأمن التابع لها وشيخ فى حالة لو كان مسلما وقسيسا فى حالة إذا كان قبطيا، ومأمور السجن وعددا آخر برفقته".

يقف المتهم وسط مساعدى عشماوي "الأول والثانى"، أمام غرفة الإعدام المكتوب عليها بالخط الأحمر "غرفة إعدام"، ويتم قراءة ملخص سريع للقضية، إنه فى يوم كذا حدث كذا وصولاً إلى صدور حكم عليه بالإعدام شنقا، وعند كلمة شنقا يتحرك عشماوي نحوه ويستلمه ويتوقف به ثوان حتى يقول له الشيخ: "قول يا ابنى ورايا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله"، ويرددها المتهم، ثم يضع "الطاقية" السوداء على رأسه، وسائل صابون حول الحبل قبل وضعه حول عنقه، ثم يقف قرابة دقيقة، وينتظر الإشارة حيث يسحب "السكين" ليسقط فى البئر مشنوقا.

لحظات صعبة وقاسية، يموت فيها الشخص مئات المرات قبل أن يموت فعليًا، لو عاد به الزمن، ما قتل أو سرق أو اغتصب، وإنما عاش في محبة وسلام، متسامحًا مع الجميع، حتى لا يقابل "عشماوي" أبدًا.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الاحتلال الإسرائيلى يواصل هدم المنازل فى مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم

الرمادى يفاضل بين حسام أشرف والجزيرى لقيادة هجوم الزمالك أمام فاركو

ضبط المتهم بقتل زوجته فى أبو كبير بالشرقية

إصابة 11 شخصا فى حادث تصادم بالشرقية

الحكومة الإسرائيلية توافق على مقترح ويتكوف بشأن وقف إطلاق النار بقطاع غزة


بسبب العيد.. الزمالك يترقب تعديل موعد نهائى الكأس مع بيراميدز

حماس وإسرائيل تدرسان مقترح ويتكوف ومن المتوقع الرد عليه خلال 24 ساعة

وثيقة ويتكوف: مصر وقطر وأمريكا ستضمن استمرار وقف النار لمدة 60 يوما

عبد الله السعيد يقرب طارق حامد من العودة إلى الزمالك

دموع أحرجت العالم.. لحظات مؤثرة بمجلس الأمن بسبب أطفال غزة.. صور وفيديو


صراع الهداف.. إمام عاشور يترقب مشاركة ناصر منسى مع الزمالك

الصحة العالمية: شركات التبغ تغرى النساء والشباب للإدمان بأكثر من 16 ألف نكهة

قبل الإعلان.. كل ما تريد معرفته عن الإسباني خوسيه ريفيرو مدرب الأهلى الجديد

كل عام وأنتم بخير.. إجازة عيد الأضحى من الخميس 5 يونيو إلى الاثنين 9 يونيو

رابطة الأندية عن ياسر إبراهيم: رجل واحد بإمكانه تغيير المسار.. فيديو

الحكومة: الامتحانات مستمرة وفق مواعيدها خلال إجازة عيد الأضحى

مجلس الوزراء: إجازة عيد الأضحى من الخميس 5 يونيو حتى الإثنين

استشهاد وكيل إدارة المرور فى حادث مرورى بطريق وادى النطرون العلمين

غموض موقف ناصر منسى من المشاركة مع الزمالك أمام فاركو

سر اتهام نوال الدجوى لحفيدها أحمد بالسرقة.. شيك بقيمة 166 مليون جنيه

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى