وزير الأوقاف: الحفاظ على النفس من مقاصد الإسلام بغض النظر عن الدين أو اللون

وزارة الأوقاف
وزارة الأوقاف
كتب على عبد الرحمن
أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الحفاظ على النفس أحد أهم الكليات بإجماع أهل العلم من الفقهاء, والأصوليين, وسائر العلماء قديمًا وحديثًا, وعندما حرم الإسلام قتل النفس حرم قتل النفس على إطلاقها فقال (سبحانه وتعالى) "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ" فلم يحدد قتل نفس مؤمنة أو قتل نفس كافرة , أو قتل نفس حرة , أو عبدًا, أو قتل رجل , أو قتل امرأة , حَفظ الله (عز وجل) النفس على إطلاقها ، ويقول سبحانه وتعالى في صفات عباد الرحمن: " وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" ، ويقول (سبحانه وتعالى) : "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا".
 
وأضاف جمعة خلال الحلقة الثالثة عشرة من برنامج : "رؤية" للفكر المستنير، خلال الحديث حول كتاب : "الكليات الست (2)":"ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ" ، وعن سيدنا أنس بن مالك (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : "أكْبَرُ الكَبَائِرِ : الإشْرَاكُ باللَّهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وقَوْلُ الزُّورِ" ، وقال (صلى الله عليه وسلم): "لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ في فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ، ما لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا" ونظر (صلى الله عليه وسلم) يومًا إلى الكعبة وقال : "أيتها الكعبة ما أعظمك وأعظم حُرْمَتك، ولَلْمؤمن أعظم حُرْمَة عند الله منكِ " ، وهو القائل (صلى الله عليه وسلم) في خطبته الجامعة في حجة الوداع : "ألَا تَدْرُونَ أيُّ يَومٍ هذا قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: حتَّى ظَنَنَّا أنَّه سَيُسَمِّيهِ بغيرِ اسْمِهِ، فَقالَ: أليسَ بيَومِ النَّحْرِ قُلْنَا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: أيُّ بَلَدٍ هذا، أليسَتْ بالبَلْدَةِ الحَرَامِ قُلْنَا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: فإنَّ دِمَاءَكُمْ، وأَمْوَالَكُمْ، وأَعْرَاضَكُمْ، علَيْكُم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا" ، وقال (صلى الله عليه وسلم) : " لَزَوَالُ الدنيا جَمِيعًا؛ أَهْوَنُ على اللهِ من دَمٍ يُسْفَكُ بغيرِ حقٍّ" ، ويقول(صلى الله عليه وسلم): "لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمُ اللهُ فِي النَّارِ" ، ويقول(صلى الله عليه وسلم): "من أعَان عَلَى قتل مُسلم وَلَو بِشَطْر كلمة لَقِي الله وَهُوَ مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ آيس من رَحْمَة الله" ، فما بالكم بجماعات التحريض والفتنة والشر والغي والإفساد التي تحرض على القتل وسفك الدماء ليل نهار ، لا تألو على خلق ولا دين ولا وطن ولا إنسانية , قالوا للنبي (صلى الله عليه وسلم) أوصنا فقال : "إنَّ أوَّلَ ما يُنْتِنُ مِنَ الإنْسَانِ بَطْنُهُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أنْ لا يَأْكُلَ إلَّا طَيِّبًا فَلْيَفْعَلْ، ومَنِ اسْتَطَاعَ أنْ لا يُحَالَ بيْنَهُ وبيْنَ الجَنَّةِ بمِلْءِ كَفِّهِ مِن دَمٍ أهْرَاقَهُ فَلْيَفْعَلْ" ، أي : أن الدم الحرام يحول بين صاحبه وبين دخول الجنة.
 
وأكد وزير الأوقاف، أن الإسلام لم يكن متشوفًا أبدًا أو متعطشًا إلى الدماء , بل إن مهمته هي الحفاظ على الدماء حتى في الحرب فكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يوصي أصحابه فيقول : "نْطَلِقُوا بِاسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَلاَ تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا وَلاَ طِفْلاً وَلاَ صَغِيرًا وَلاَ امْرَأَةً وَلاَ تَغُلُّوا وَضُمُّوا غَنَائِمَكُمْ وَأَصْلِحُوا وَأَحْسِنُوا ‏(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)" ولما رأى امرأة كافرة مسنة مقتولة قال: "من قتلها ، ما كانت هذه لتقاتل" ، مما يؤكد أنه لا قتل في الإسلام على المعتقد قط , فقد ضمن الإسلام حرية المعتقد حيث يقول الحق (سبحانه وتعالى) : "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" ، وإنما القتل دفع للعدوان ودفع للاعتداء بدليل قوله (صلى الله عليه وسلم) : من قتلها ؟ ما كانت هذه لتقاتل , فلو كان القتل على المعتقد ما قال (صلى الله عليه وسلم) ذلك.
كما أشار جمعة، إلى أن الإسلام دعا إلى الحفاظ على النفس بغض النظر عن الدين , أو اللون , أو الجنس , أو الحرية , أو العبودية , فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا" فمفهوم عهد الأمان في القديم في السابق في الفقه يعادله عهد المواطنة , وحق المواطنة , وتأشيرة الدخول, وتأشيرة الأمان, فكل مواطن له حق المواطنة , وله حق الأمان في دولته , وكل من دخل بلدنا زائرًا , أو سائحًا, أو دبلوماسيًا , أو مقيمًا , طالما دخل بلدنا دخولًا شرعيًا معتبرًا فله حق الأمان وهو حق أمان لنا وحق أمان علينا ، وحينما يسافر الإنسان لدولة أخرى فالتأشيرة كما هي أمان لك في الدولة التي تدخلها , فهي أمان عليك ألا تسيء إلى أهلها , وألا تفسد, وألا تبغي , وألا تظلم , وألا تخالف قوانين الدولة التي استقبلتك سواء أكنت في دولة ذات أغلبية مسلمة , أو ذات أغلبية غير مسلمة , ولعظم الذات الإنسانية حرم الإسلام أن يقتل الإنسان نفسه , وجعل جزاء من يقتل نفسه كمن يقتل غيره , فقال (سبحانه وتعالى) : "وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا" وقال (سبحانه وتعالى): "وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" ، وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ في نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيها أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ في يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فيها أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَديدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ في يَدِهِ يَجَأُ بِها في بَطْنِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيها أَبَدًا".
 
 
وأوضح وزير الأوقاف، أنه للحفاظ على النفس البشرية أباح الشرع الحنيف للمضطر أكل الميتة , أو أكل أو شرب ما يحفظ عليه حياته , حتى لو كان من المحرمات قال (سبحانه وتعالى): "إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" ، ونهى حتى عن مجرد الترويع فقال (سبحانه وتعالى): "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" فالمسلم الحقيقي من سلم الناس من لسانه ويده, والمؤمن الحقيقي من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم , ولا يكون مؤمنًا حقًا إلا إذا أمنه الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم , هكذا أحاط الإسلام النفس البشرية بسياجات واسعة من الحفظ دون أي تمييز على أساس الدين, أو اللون, أو العرق , أو الجنس , أو اللغة , فكل الدماء مصانة ومحفوظة في شرع الله الحنيف ، نسأل الله أن يرزقنا حسن الفهم .
 
 
 
 
 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إصابة 12 شخصا فى سقوط أسانسير بمستشفى الجامعة بشبين الكوم

موعد أول سحور فى ذى الحجة.. وقت أذان الفجر وحكم صيام العشر الأوائل

الطلائع يتفوق على الاسماعيلى فى القيمة التسويقية قبل لقاء الليلة

محامى عمرو وأحمد الدجوى: آخرون من العائلة سرقوا وادعوا على موكلينا

إيلى كوهين ومصر.. جاسوس إسرائيلى لم يستطع خداع المصريين أبدا.. السلطات اعتقله فى العدوان الثلاثى.. كان مسئولا عن تفجيرات خطيرة فى الإسكندرية.. والمعلومات تؤكد: الأجهزة المصرية لعبت دورا كبيرا فى إسقاطه


موعد مباراة الأهلى والزمالك لحسم التأهل لنهائى دورى سوبر السلة

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى نهائى دوري أبطال أفريقيا

فيفا: الأهلى يراهن على خبرات حسين الشحات فى كأس العالم للأندية

نيويورك تايمز: قطر أرادت "بيع" طائرتها الفاخرة حتى وضع ترامب عينيه عليها

إيلي كوهين.. ماذا تعرف عن أشهر جواسيس إسرائيل فى الستينيات


فاينانشيال تايمز: ترامب يتنحى عن الوساطة بين موسكو وكييف ويتركهما أمام مفاوضات مباشرة

نهى صالح تحتفل بزفافها وتكشف عن صورها بالفستان الأبيض

موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025

طلائع الجيش يواجه الإسماعيلى اليوم فى إياب ربع نهائى كأس عاصمة مصر

موعد صرف مرتبات شهر مايو 2025 للعاملين بالدولة

تطورات واقعة سرقة مبالغ مالية ومشغولات ذهبية من فيلا نوال الدجوى

نهاية الرحلة.. الأهلي يوجه الشكر إلى علي معلول نهاية الموسم

جلسة حاسمة مع عبد الله السعيد فى الزمالك بعد أزمة التجديد

الجولة الأخيرة من دوري نايل تحسم صراع عاشور ومنسى وفيصل على لقب الهداف

موعد مباراة الأهلي أمام فاركو فى الدوري المصري والقناة الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى