تسليم الوحدات السكنية بعد 4 سنوات = خسائر 25% للمشترى

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم : محمد أحمد طنطاوى

مع كل الحملات الدعائية والتسويقية التي تقودها الشركات العقارية، إلا أن هناك مشكلة أساسية ترتبط بمواعيد تسليم الوحدات السكنية، بعدما وصلت إلى 4 سنوات فى معظم الشركات، فقط زاد المطورون العقاريون سنوات التقسيط لفترات تتراوح من 8 إلى 10 سنوات تقريباً، إلا أنهم أيضا زادوا الفترة الخاصة بالتسليم، لدرجة أن الزبون المحتمل للعقار سوف يدفع نصف الثمن تقريباً دون أن يتسلم شيء، وهى طريقة لا تتناسب مع المستهلك المصرى، الذى يرغب في حيازة الوحدة السكنية مادام يدفع أقساطها.

 استلام الوحدات السكنية على فترة زمنية تصل إلى 4 سنوات تعنى أن المستهلك سيتحمل تكلفة الفرصة البديلة إذا ما أودع هذه الأموال في أحد البنوك بمعدلات فائدة من 10 إلى 11.5% من خلال شهادات ادخارية على 3 سنوات أو 5 سنوات، بمعنى أنه لو قرر شراء شقة ثمنها مليون جنيه، يتسلمها بعد 4 سنوات، سيدفع 500 ألف جنيه، دون أن يحصل على مزايا، بينما لو تم استثمار هذا المبلغ في شهادات ادخارية لنفس الفترة سيحصل على فائدة حوالى 220 ألف جنيه، بما يعنى أن التكلفة الفعلية للوحدة ستكون مليون و220 ألف جنيه، أى أن ربع ثمن الوحدة تقريباً سيتحمله "الزبون"، نتيجة ضياع الفرصة البديلة.

المماطلة في مواعيد التسليم مشكلة أخرى تواجه القطاع العقارى، خاصة في الشركات الصغيرة والمتوسطة، فمن الممكن أن يكون موعد التسليم المعلن خلال 4 سنوات، إلا أن التسليم الفعلى يتم خلال 5 أو 6 سنوات، حسب التشطيب والمرافق والخدمات الأساسية، بالإضافة إلى وسائل جودة الحياة المتاحة " مدارس – مستشفيات – مولات – أندية"، خاصة أن أغلب الوحدات السكنية التي يتم التسويق لها تقع داخل المدن الجديدة، أو ربما على أطرافها أو في حدودها البعيدة، لذلك لن يقبل المواطن على شراء عقار يدفع أكثر من نصف ثمنه في مثل هذه المعطيات، لاسيما أن الأسعار مرتفعة وتحقق مكاسب للمطورين بنسب قد تصل إلى 200%.

أغلب الشركات العقارية في الوقت الراهن تطرح الوحدات السكنية وفق أنظمة كاملة التشطيب، وهو نمط قد لا يقبل عليه بعض المستهلكين، خاصة أن تشطيبات أغلب الشركات العقارية ليست بالجودة التي يبحث عنها المستهلك، وتستخدم خامات رخيصة، قد يلجأ معها الزبون إلى إعادة التشطيب مرة أخرى وهذا عبء إضافى يحتاج إلى دراسة احتياجات السوق والتعرف على أذواق المستهلكين، وفتح جميع الخيارات أمامهم، بحيث يتم تحديد السعر الكامل العادل للتشطيبات، وترك الخيار للمستهلك، إذا ما كان يرغب في التشطيب أم لا، بما يحقق المرونة في الطلب على الوحدات السكنية.

مشكلة أخرى مرتبطة بالقطاع العقارى تتمثل في أن بائع العقار وحائزه ينظرون إليه على أنه مرشح للزيادة دائماً، وأسعاره في ارتفاع مستمر، على عكس أي أداة استثمارية في العالم، فالدولار يصعد ويهبط، والذهب كذلك، واليورو يحقق طفرات ثم يعود إلى الهبوط مرة أخرى ثم إلى ثبات وهكذا كل الأدوات الاستثمارية في العالم تحكمها قوى العرض والطلب، بينما في مصر لابد أن يزيد ثمن العقار، ولا يتنازل عنه البائع أو المشترى إلا بمكاسب مرتفعة، وهذا كان مقبولاً في فترات معينة كان حجم العرض فيها أقل من الطلب، إلا أن الآن حجم المعروض كبير جداً والسوق يعانى تخمة تصل إلى حد الركود، لذلك لم يعد من المقبول التعامل مع العقار باعتباره سلعة لا تخسر أبداً، بل هو كسائر الأدوات الاستثمارية يتحرك صعوداً وهبوطاً بما يتناسب مع العرض والطلب، لذلك علينا أن نضع الأمور في نصابها وننظر للقضية بمعيار موضوعى.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حصاد الرياضة المصرية اليوم السبت 20 -12- 2025

عمرو ناصر يتقدم للزمالك أمام حرس الحدود بعد عرضية بيزيرا.. صور

مانشستر سيتى يكتسح وست هام بثلاثية ويتصدر الدورى الإنجليزى مؤقتا

محمد صلاح العزب يكشف كواليس زيارة سمية الألفى لفيلم ابنها سفاح التجمع

تعرف على موعد أول أيام شهر رمضان وفقا للحسابات الفلكية


كشف مقبرة الملك تحتمس الثاني بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025

عمر الفيشاوي يقرأ القرآن على والدته سمية الألفي بمسجد مصطفى محمود.. صور

برشلونة يرفع عرضه المالي لضم حمزة عبد الكريم فى يناير المقبل

الطقس غدا.. أجواء شديد البرودة وانخفاض بدرجات الحرارة والصغرى بالقاهرة 11

ترتيب مجموعة الزمالك فى كأس عاصمة مصر قبل مواجهة حرس الحدود الليلة


حنان ترك تهنئ نجلها بزفافه.. ورواد السوشيال ميديا يتساءلون عن عدم حضورها

شريهان تنعى سمية الألفى وتقدم العزاء لنجليها عمر وأحمد الفيشاوى

وزارة التعليم تتيح لطلاب شهادات الدبلومات تسجيل استمارة الامتحان

سمية الألفى عن فاروق الفيشاوى x لقاء سابق: ندمت إنى مكنتش مراته لما مات

وزارة العمل: 664 محضرا خلال 10 أيام لمنشآت لم تلتزم بتطبيق الحد الأدنى للأجور

الإدارية العليا تستقبل 8 طعون على نتيجة 30 دائرة ملغاة بانتخابات النواب

تعرف على سبب انفصال سمية الألفي عن فاروق الفيشاوي وقصة بكاءهما عند الطلاق

تطورات العثور على جثة الطفلة شهد بعد اختفائها بإحدى قرى الصف في الجيزة

المصري يجس نبض الأهلي لشراء عمر الساعي بعد توصية نبيل الكوكي

مواعيد مباريات اليوم.. توتنهام مع ليفربول وقمة يوفنتوس أمام روما

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى