حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل.. مصر تحارب على أكثر من جبهة بالحرب العالمية الأولى

الحرب العالمية الأولى
الحرب العالمية الأولى
كتب محمد عبد الرحمن
العديد من الحروب والأحداث الكبرى مرت على مصر ودفعت ثمنها دون أى ذنب، معارك وحروبا عالمية دخلنا فيها ونحن لا ناقة لنا ولا جمل، لكن فى عصور الاحتلال، ووضعنا تحت حكم العثمانيين، جعل البلاد تدخل العديد من الحروب دون أن نكون طرفا فيها، ومن بينها الحرب العالمية الأولى.
 
رغم الرغبة المباشرة للسلطات البريطانية في إقحام مصر بالحرب العالمية الأولى، فإن الخديوي عباس حلمي الثاني كان مترددًا في اتخاذ مثل هذا القرار الذي أصبح أمرًا حرجًا، في نوفمبر ١٩١٤ عندما أعلنت تركيا العثمانية تحالفًا مع ألمانيا، أصبحت أيام الخديوي عباس حلمي الثاني معدودة، لأنه كان يأمل بأن يحرر الألمان مصر من السيطرة البريطانية، حسب الرواية الألمانية.
 
حالة مصر المستترة كمحمية بريطانية في الظل أصبحت علنية في ديسمبر ١٩١٤، عندما أزيح الخديوي عباس حلمي ونصب بدلاً عنه عمه حسين كامل سلطانًا لمصر.
 
بدأ المسؤولون العسكريون البريطانيون بإعادة تشكيل الجيش المصري كقوة أمن داخلية لمصر والسودان، وكان هذا تعطيلاً للقوات المصرية أثناء الحرب العالمية الأولى/ ومن المنظور المصري هذا التركيب للقوات كان قد صممه البريطانيون عمدًا لإبقاء توازن القوة العسكرية المحلية، وأن لا تُهدد أبدًا القوات أو المصالح البريطانية في مصر.
 
ذكَرت دكتورة لطيفة محمد سالم في كتاب "مصر في الحرب العالمية الأولى"، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، كلية الآداب، مشاركة المصريين في الحرب العالمية الأولى، حيث قامت الحرب وكانت مصر تحت النفوذ الإنجليزي.
 
استغلت بريطانيا موقع مصر، وما لبث أن تعدت هذا الاستغلال بالسيطرة على المصريين أنفسهم لخدمتها وخدمة حلفائها. وقد أسهمت مصر بمجهود حربي وافر في هذه الحرب، لدرجة أن قوات إنجلترا أشادت بالمساعدة، واعترفوا بأنها هي التي رجحت كفة الإنجليز.
 
بحسب "التاريخ العسكري للجيش المصري من الحرب العالمية الأولى حتى نهاية الحرب العالمية الثانية"، للواء يسري عبدالعليم، والعقيد فطين أحمد فريد، اشتركت مصر في العديد من المعارك خلال الحرب العالمية الأولى، كان أبرزها صد الهجوم العثماني الأول على سيناء، في أواخر شهر يناير ١٩١٥.
 
لم تدافع الوحدات المصرية عن سيناء فقط، وإنما بقيت متمركزة وراء قناة السويس في وظائف الحراسة والإسناد، القوات المصرية والسودانية التي يبلغ عددها 22 ألف جندي، تم تخصيصهم لصد الهجوم العثماني نشرت لدعم القوات الإنجليزية - الأسترالية - النيوزيلندية والهندية المشتركة في مصر والتي بلغ مجموعها 70 ألف جندي.
 
تمكنت وحدة عثمانية في ٢ فبراير ١٩١٥، من وضع جسر خفيف عبر قناة السويس في محطة توسون قرب الإسماعيلية، وجوبهت بشدة من قبل الملازم الأول أحمد حلمي، الذي عرقل بصورة تامة الجهود العثمانية للعبور إلى مصر، وتوقف الهجوم العثماني الثاني الذي قام به 18 ألف جندي في الرمانة في أغسطس ١٩١٦ ضد القوات البريطانية في مصر.
 
وفى الجنوب قامت القوات التابعة لسلطان دارفور على بن دينار وبمساعدة قوات عثمانية وألمانية بهجوم مماثل فتصدت لها القوات المصرية ولاحقتها داخل السودان وألحقت بها الهزيمة فى برنجية وهي إحدى المناطق التابعة لمدينة الفاشر في مايو 1916.
 
وفي الغرب شنت القبائل السنوسية بقيادة ومشاركة عثمانية هجوما نجح فى احتلال مرسى مطروح وسيوة والداخلة والخارجة، بينما واجه الجيش المصرى هذا الهجوم وحسم الأمر فى معركة "عجاجيا" فى 1918، وفى الشمال فرض الأسطول العسكرى الألمانى حصارًا بحريًا لمنع وصول السفن البريطانية إلى الإسكندرية وبور سعيد.
 
أعدت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية العالم الماضي، تقريرًا عن دور العرب والمسلمين في الحرب العالمية الأولى، تحت عنوان "الأبطال المنسيين"، قدَّرت مؤسسة "فيريي" عدد المسلمين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى على نحو 2.5 مليون مسلم، أما مشاركة المصريين، فجاءت في الفئة الثانية، العمال الذين كانوا يصاحبون الجنود، وقدَّرت بـ 100 ألف عامل مصري، 35 ألف عامل صيني، 130 ألفًا من الصحراء الكبرى، 40 ألف هندي، أغلبهم من المسلمين الذين لم يتأخروا عن أداء صلاوتهم أو مناسكهم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المدير العام للإيسيسكو: الإسلاموفوبيا تحد يواجه الإنسانية ويهدد أسس المجتمعات

تداول فيديو لحريق مصنع إسفنج دمياط ..استمرار محاولات السيطرة على النيران

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

"روسأتوم" توقع خلال زيارة "ليخاتشوف" لمصر على الاتفاق التكميلى لمحطة الضبعة

مراحل التصحيح الإلكترونى فى امتحانات الثانوية العامة.. الكنترولات الفرعية تتسلم الأوراق من اللجان.. الإرسال لمقر التقدير الرئيسى ودخول ورقة البابل شيت على الجهاز.. قراءة البيانات من رقم الجلوس المظلل للطالب


الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات

حريق سنترال رمسيس..13 ساعة للسيطرة على النيران.. بدأ من الطابق السابع وامتد لباقى المبنى.. وتجدد 3 مرات..و12 سيارة إطفاء و2 سلم هيدروليكى.. والنيابة العامة تعاين الحادث وتكلف بالكشف عن الأسباب

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم

وزارة النقل تغلق الدائرى الإقليمى فى هذه المناطق

الإهمال الإدارى يُكلف برشلونة 15 مليون يورو من "يويفا"


الحسابات الفلكية: الصيف يستمر 92 يوما و39 ساعة وهذا موعد بداية فصل الخريف

الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

طلب خاص من وسام أبو على للأهلى لإنهاء شرط العشرة ملايين دولار

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

مواعيد مباريات اليوم.. فلومينينسي مع تشيلسي فى كأس العالم للأندية

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

فلومينينسي يصارع تشيلسي على بطاقة نهائى كأس العالم للأندية 2025

الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع

طلاب الثانوية العامة نظام قديم يؤدون اليوم امتحان الديناميكا

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى