ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير.. طلب الهلاك للنفس

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم : أحمد إبراهيم الشريف
نمر، جميعًا، بلحظات من التعب والضجر والعجز وقلة الحيلة والإحساس بالظلم وعدم جدوى الحياة، ما يجعلنا غاضبين على النفس وعلى كل ما يحيط بنا، يُهيأ لنا أننا تعرضنا لظلم فنروح ندعو على أنفسنا وعلى كل ما يخصنا بالهلاك، نرفع أيدينا إلى السماء طالبين من الله أن يدمر كل شىء وأن يمحو كل خير، ولكن الله رحيم فيسلمنا من أنفسنا ومما دعونا إليه.
 
يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة الإسراء "وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ۖ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولاً"، هذه الآية بها معنى كاشف للنفس الإنسانية، معنى حقيقى رأيناه كثيرًا فى البيوت والشوارع، وهو الدعاء على النفس والآخرين باستعجال النهاية وطلب الهلاك لهم، يدعو الإنسان بالشر بنفس قوة دعائه بالخير.
والعجب هنا يأتى من فكرة أن الطبيعى فى الأمر أن الإنسان يدعو ربه بالخير، يريد منه أن يزيده من فضله، وأن ينعم عليه بخيره ورزقه وراحة باله، ولكن أن يطلب منه الشر فيطلب أن ينقص من أعمار الناس أو أرزاقهم فهو أمر صعب، خاصة أن كثيرًا من المفسرين يرون أن المقصود بالدعاء هنا "الذات والأهل"، وإن كنت أرى أن المعنى أكبر من ذلك، ويشمل حتى الدعاء على الغرباء.
والطبيعى فى الأمر أن يدعو الإنسان بالخير لنفسه ولمن يحب، وإن أصابه ظلم دعا ربه أن يكشف عنه ظلمه، أما الدعاء على النفس والآخرين بالخراب والدمار ففيه شيء من العجلة، لذا تقول بقية الآية "وكان الإنسان عجولا"، أى متسرعًا، يتبع نفسه ويسير خلف غضبه المؤقت، يسمح للقلق فى داخله بأن يهدد كل شىء، ولكن رحمة الله الواسعة تنقذه.
تعالوا نتخيل كم الحزن الذى يعيش فيه الإنسان لو استجاب الله، سبحانه وتعالى، لما طلبه من شر، كان سيعيش بجرم الإحساس بالذنب ومسئولية ما وقع بسبب هذا الدعاء، وهو ما ينعكس على حياتنا جميعًا.
ولعل فى الربط بين ثنائية الخير والشر فى هذه الآية دليل قوى على أن الدعاء لله، سبحانه وتعالى، من المستحب أن يكون بالخير بطلب الرحمة والرزق ولا داعى أن نشغل أنفسنا بالشر وتوابعه.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يستطلع رأي ريبيرو بشأن عروض الإعارة لـ محمد عبد الله

القبض على المتهم بقتل طليقته بأحد شوارع مدينة 6 أكتوبر

"إنت الوحيد".. أغنية من كلمات وألحان تامر حسني في ألبومه بتوقيع شريف مكاوي

قطار الثانوية العامة يصل محطته الأخيرة.. الطلاب يؤدون غدًا امتحان الأحياء والإحصاء والرياضيات التطبيقية.. و"التعليم" توجه بتدقيق البيانات بورقة الإجابة.. وتطمئن طلبة علمى بتسليمهم مفاهيم اختبار الأحياء باللجان

انتظام صرف معاشات شهر يوليو بالزيادة الجديدة 15%


الرئيس البرازيلى يدين إعلان ترامب فرض رسوم جمركية إضافية ضد دول "بريكس"

الطلائع يواجه الجونة وديا اليوم في معسكر الإسماعيلية

محمد صلاح يزين قائمة الأكثر موهبة في تاريخ ليفربول

منتخب مصر الثانى يقترب من مواجهة سوريا وديا فى سبتمبر

من أجل مياه نظيفة صالحة.. تحسين نوعية المياه على رأس أولويات الحكومة.. الانتهاء من التقييم البيئى والفنى للمنشآت الصناعية على مصارف كتشنر وبلبيس وبحر البقر.. وخفض أحمال التلوث من الصرف الصناعى على بحيرة المنزلة


قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

مناقشة كتاب "عن المسرح سألونى" لـ عصام السيد بمكتبة مصر العامة

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

ترامب يعلن حضور نهائى كأس العالم للأندية 2025

آمنة تحدت الظلام والأمية.. سيدة كفيفة عمرها 55 سنة من سوهاج تحفظ كتاب الله وترتله بأحكامه فى 8 سنوات.. كانت تسير مسافة بعيدة 3 مرات أسبوعيًا لأجل القرآن الكريم.. وتصبح محفظة وتحلم بالعمرة.. صور

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة

الاهلى يستقر على تمديد وتعديل عقد أليو ديانج في معسكر تونس

"فتش فى دفاترك القديمة" شعار صفقات الأهلى فى الميركاتو الصيفى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى