خلع الكمامة يثير جدلا فى أوروبا.. بريطانيا تسير على خطى أمريكا بإلغاء إلزامية ارتدائها.. إسبانيا تستعد للتخلى عن القناع بداية من يوليو.. بولندا تسمح بالتنقل بدونها.. وخبراء يحذرون من التخلى عن إجراءات الوقاية

بدأت بعض الدول الأوروبية، السير على خطى الولايات المتحدة الأمريكية فى الاستعداد لخلع الكمامات وإلغاء إلزامية ارتدائها، على الرغم من تحذيرات بعض الخبراء الصحيين من أن هذا الإجراء من الممكن أن يشكل خطورة.

تستمتع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وجبل طارق بالأيام الأولى بدون ارتداء الكمامة، بينما في آيسلندا وأستراليا ونيوزيلندا، عادوا إلى حياة طبيعية تمامًا.

خلع الكمامة

تستعد إسبانيا للتخلص من إلزامية ارتداء الكمامات فى الأماكن الخارجية، وذلك مع انخفاض عدد الإصابات المستمر وتزايد أعداد اللقاحات، حيث تلقى حوالي 1 من كل 3 إسبان فوق سن 16 عامًا جرعة أولى من لقاح فيروس كورونا، حسبما قالت صحيفة "إيه بى سى" الإسبانية.

كانت الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت الخميس الماضى إلغاء إلزامية ارتداء الكمامة بالنسبة للأمريكيين الذين تم تطعيمهم ضد فيروس كورونا في الأماكن المغلقة في قرار وصفه الرئيس جو بايدن باليوم العظيم في المعركة الطويلة لمكافحة الوباء.

كما أعلنت بريطانيا عن تخفيف قيود كورونا منذ نهاية أبريل الماضى، كما تم الإعلان عن تخفيف القيود المفروضة على المدارس، ولم يعد ارتداء الكمامات إلزامياً داخل الصفوف الدراسية أو في المناطق العامة للمدارس الثانوية والكليات.

وقال مدير مركز تنسيق التنبيهات وحالات الطوارئ الصحية فيرناندو سيمون بإسبانيا، "خلال شهر سنكون فى أرقام التحصين لسكاننا والتى ستضعنا فى وضع ملائم للغاية للحد من بعض القيود، مشيرا إلى أن هذه المراجعة ستشمل فى أيام ليست كثيرة مرونة استخدام حماية الوجه فى الهواء الطلق، على الرغم من أنه يجب أولا ضمان أن المخاطر آخذه فى التناقص.

وأفاد سيمون "لدينا تغطية تطعيم جيدة للغاية، مما يزيد نسبة السكان المحصنين بنسبة 1% تقريبًا يوميًا"،  في المجموع، تلقى 7.2 مليون شخص، أي ما يعادل 15.2% من السكان فوق سن 16 عامًا، جدول التطعيم الكامل حتى يوم الإثنين.

مع هذه المراجعة للقيود، ستتبع إسبانيا في أعقاب الولايات المتحدة، حيث أعلنت يوم الخميس الماضى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن جميع الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل ضد فيروس كورونا سيتمكنون من التواجد في الداخل والخارج بدون كمامة  أو احترام مقاييس التباعد الجسدي. ومع ذلك، فإن استخدامه على الطائرات والقطارات وأي وسائل نقل عام سيظل فيها ارتداء الكمامة بشكل إلزامى .

وأعلن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانتشيز، إن بلاده تعتزم تقديم لقاحات فيروس كورونا لمن تقل أعمارهم عن 50 عامًا اعتبارًا من يونيو المقبل مع دخول البلاد المرحلة الأخيرة من حملة التطعيم الشامل ضد الفيروس المستجد.

وقال سانتشيز - في تصريحات أدلى بها خلال مشاركته بمؤتمر دول أمريكا اللاتينية في مدريد: "بمجرد أن يتم تطعيم الغالبية العظمى من المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 70 و 79 عامًا بشكل كامل في شهر مايو الجاري، سنبدأ في شهر يونيو المقبل في حملة تطعيم جماعي لمن تقل أعمارهم عن 50 عامًا".

حدد رافائيل بينجوا ، وزير الصحة السابق في إقليم الباسك والمدير السابق لمنظمة الصحة العالمية، موعدًا لانتهاء الاستخدام الإلزامي للقناع في إسبانيا. لهذا، أشار إلى أنه يجب الحفاظ على "الاحتياطات" خلال الأسابيع المقبلة حتى يتبع فيروس كورونا نفس الاتجاه الهبوطي الذي يسجله حاليًا في إسبانيا. إذا استمر هذا الوضع، والذي يؤدي بالتوازي إلى زيادة كبيرة في التطعيم لمختلف الفئات العمرية الأصغر سنًا بشكل متزايد ، يقدر بينجوا أن القناع في "الهواء الطلق أو الشواطئ أو الأحداث الرياضية أو المدرجات" لم يعد إلزاميًا.

سيختفي القناع تدريجياً من يوم لآخر، ويبقى، قبل أن يتوقف عن كونه إلزاميًا تمامًا، لتلك الأماكن أو المواقف التي لا يمكن فيها ضمان مسافة الأمان بين الأشخاص. قدّر بينجوا أنه إذا استمر اتجاه فيروس كورونا المستجد خلال الأسابيع الثمانية المقبلة، فستتبنى الحكومة تخفيفًا في استخدام الأقنعة كما حدث بالفعل في بلدان أخرى. إذا تم تقديم تقدير الخبراء هذا، في نهاية يونيو أو النصف الأول من يوليو ، يجب التخلص من قائمة الاستخدام الإلزامي.

كما تسمح بولندا بالسير فى الشوارع دون الالتزام بارتداء الكمامات وأيضا فى الأماكن المفتوحة، كما تستعد بولندا السماح بتناول الطعام في الهواء الطلق مرة أخرى بعد أكثر من 6 أشهر من الحظر. واحتفل الناس في العديد من المدن الكبيرة طوال الليلة قبل الماضية بإعادة فتح المساحات الخارجية للمقاهي والمطاعم.

وسمحت السلطات في بلجيكا بإعادة فتح الساحات الخارجية للمقاهي والمطاعم مرة أخرى منذ مطلع الأسبوع الماضي، كما أنه من المتوقع تنفيذ مزيد من التخفيف في الصيف المقبل ومنها خلع الكمامة.

أعلنت الدنمارك وفنلندا وألمانيا مؤخرًا أن خططها قصيرة المدى تتضمن تخفيف الإجراءات التي تنطوي على الاستخدام الإلزامي للقناع. الحماية التي يجب أن يكونوا قد نسوها تقريبًا في مناطق أخرى مثل أيسلندا أو نيوزيلندا أو أستراليا ، حيث يعيشون حياة طبيعية تمامًا.

أما إيطاليا فعلى الرغم من أنها قررت إلغاء حظر التجول فى 21 يونيو إلا أنها لا تزال تتمسك باتباع الإجراءات الاحترازية مثل ارتداء الكمامة والالتزام بالتباعد الجسدى، ولم تحدد بعد الوقت الصحيح لإنهاء إلزامية ارتداء الكمامة.

"كن حذرا"

ومع ذلك ، استبعد أحد كبار مسؤولي الصحة في أوروبا وعلى رأسهم الخبير، ألبا فيرجيس، إعطاء موعد محدد لخلع الكمامة، وحذر فيرجيس بشأن موعد محدد لتطبيق الإجراء، حتى وإن كان تقريبا ، لرفع الاستخدام الإلزامى للكمامة، على الأقل في الأماكن المفتوحة وفي الهواء الطلق. إعطاء موعد صعب. واسمحوا لي أن أكون حذرا".

كما حذر الأمين العام لوزارة الصحة فى إسبانيا، مارك رامينتول من التخلى عن "التخلى عن الإجراءات الوقائية"  وهى استخدام الكمامة وتهوية الأماكن المغلقة، وكذلك الحفاظ على مسافات الأمان، حيث أنها من التفاصيل التى تؤثر على الجوانب الصحية.