خلف القضبان.. "حب حتى الموت" قصة مأساوية لقتل حامل وإشعال النيران بجسدها

حبس ـ أرشيفية
حبس ـ أرشيفية
كتب أحمد حسنى

"اليوم السابع" يقدم فى سلسلة "خلف القضبان" قصصا ليست دربا من الخيال ولا فكراً مجردا لمبدع، ولا صورة خيالية لفنان عن الواقع، وإنما قصص واقعية من داخل ساحات المحاكم تكشف فيها حقائق وأسرار وألغاز الكثير من القضايا.

 

"الحلقة العشرين".. "حب حتى الموت"

يروى هذه الحلقة المستشار بهاء الدين أبو شقة فى كتابه "أغرب القضايا"..

 

وقعت أحداث هذه القضية فى أقصى صعيد مصر، كانت أحداثها مثيرة بشعة تمتزج فيها الدهشة بالغرابة والحيلة.. كانت الخسة والنذالة .. تحجر القلب والوحشية التى لا حد لها ولا وصف.. هى الإطار الذى حوى أحداث هذه القضية..

 

كان رجلاً بالغ الصرامة والقسوة.. طغى جبروته على فكره.. واستبد عنفه بعقله.. كانت له سطوة ورهبة بين أهل قريته كان مرهوب الكلمة لا يستطيع أحد أن يرد له قولاً أو يعصى له أمراً.. عرف الجميع عنه أنه رجل بلا قلب.. أو وحش كاسر بلا فكر ولا مشاعر.. مات قلبه وانعدمت أحاسيسه وفارقت الرحمة قلبه.. له باع طويل فى الجريمة والإجرام.. كانت جرائمه كعدد حبات الأرز، ومع ذلك فما كان بمقدور أحد كائناً من كان فى قريته الوقوف فى وجهه أو الشهادة ضده فى أى جريمة من جرائمه، حتى ولو رآه رؤية العين وارتكبها فى وضح النهار.. لم يتحرك قلبه من قبل أمام أى امرأة .. فلم يعرف الحب طريقاً إلى قلبه.. رغم أنه كان "زير نساء".. عاشفاً لأجسادهن.. إلا أن مغامراته كانت كاجنة بعيدة كل البعد لا خلق ولا مبدأ لها غير النزوة المجردة والبوهيمية المطلقة.. ولم يتحرك قلبه الصخرى إلا أمام هذه السيدة..

 

كان قلبه أمامها ضعيفاً واهياً خافقاً لأول مرة فى حياته، فرغم أن من قابلهن فى حياته لم يحركن شعره فى رأسه.. إلا أن تلك المرأة هزته بعنف وغزت قلبه واستولت على فكره.. وأصبح ذلك الجبل أمامها ذرة من الرمال.. طفلاً وديعاً..

5
 

 

كانت هذه السيدة زوجة لعامل أجير فقير، وكعادته دائماً يحب الاستيلاء على ما فى يد غيره واقتناص وغصب ما لاحق له.. جرب كل الحيل أمامها فلم يفلح.. راودها عن نفسها كثيراُ وطاردها ليلاً ونهاراً عله يصل إلى قلبها ولكنه لم يحقق مراده، وباءت كل محاولاته بالفشل.. وفى كل مرة حاول فيها الظفر بها كانت تصده.. وفى المقابل كانت النار تتأجج بين ضلوعه وطول التفكير فيها ينهش فى قلبه.. وشوقه إليها وحبه لها سهام تغرس فى قلبه وتدمى فؤاده.. كان بمقدوره أن يصل إلى مراده بجبروته وعنفه كما حدث مع الكثيرات قبلها.. وكلما نشطت هذه الفكرة فى عقله طردها من عقله على الفور ولفظها من مخيلته بلا تردد..

 

رأى فيها صورة ونوعا جديداً من النساء .. ورغم أن جميع النساء كن يحملن بالظفر به لفحولته الطاغية وأمواله التى استحوذ عليها من نهب العباد، إلا أنه رأى أنها عجينة خاصة.. وباءت أحلامه ومحاولاته بالفشل بأن تقع هذه العجينة بين أسنانه.. ولم تكن أمامه بعد أن طال انتظاره سوى الشر الذى سيطر على أفعاله.. وكان حلاً لأى مشكلة تواجهه..

 

هداه شيطانه إلى استعداء زوجها وتهديده وتوعده بعظائم الأمور إن لم يطلقها.. وعلى طريقة العصا والجزرة نجح فى مراده.. أجبر زوجها على تطليقها وتزوجها.. وأشاع فى القرية أن زوجها قد غدر بها وأنه قبض ثمن طلاقها وساوم فى الثمن.. ولكن محبوبها الجديد لم يبخل من أجل عينيها، بل ودفع أكثر مما طلبت.. وشربت زوجته وأهل القرية تلك "التمثيلية" الدنيئة، واقتنعت بنذالة مطلقها وعاشت فى مملكتها الجديدة ملكة غير متوجة بعد أن وضع قلبه بين يديها، وماله وفكره وعقله رهناً لإشارتها.. لم يبخل عليها بشىء .. انسابت الأموال بين يديها.. أحضر لها أعلى الملابس والعطور .. ووضع تحت إمرتها العديد من الخدم حتى يعوضها عن حياة الفقر والحرمان التى عاشت من قبل..

4
 

 

قلبه الصخرى تحول إلى عجينة طيعة بين أناملها تشكلها كان تريد، وزادت سعادته عندما دب أول جنين له بين أحشائها.. أحس بالندم لما فاته فى صدر حياته وهو يعيش حياة العبث واللهو والمجون.. وصمم وهو يحوم حول الخمسين من عمره أن يكرس حياته لأسرته وأن ينفض غبار الماضى حتى يفتح ابنه عينيه على صورة مشرفة لأبيه.

 

ولكن الفرحة لم تدم وسعادته لم تستمر.. كان القدر له بالمرصاد وكأنه أراد أن ينتقم لماضيه.. فقد اختفت زوجته فجأة وهى فى شهرها السابع من الحمل وبحث فلم يجدها..

 

وبعد طول بحث تم العثور عليها قتيلة فى مكان مهجور من القرية.. قتلت بطريقة بشعة ثم سكب عليها "البنزين" وأشعلت فيها النار.

 

كان واضحاً- منذ الوهلة الأولى – لرجال الشرطة الذين انتقلوا فور الحادث وعاينوا مسرح الجريمة.. أن قتلها كان مدبراً وأن هناك قصداً مصمماً عليه لإزهاق روحها..وإحراق جسدها.. إذ إنه من البادى للوهلة الأولى أن إعداد القاتل "للبنزين" وإحضاره فى هذا المكان كان مقصوداً، حيث تبين من التحقيقات أنه لا حاجة ولا ضرورة لوجود البنزين فتى تلك العشة المهجورة التى لا يقطن فيها أحد.

 

وبسؤال صاحب الأرض التى وقع فيها الحادث ، قال إنه هجر تلك الأرض منذ فترة جاوزت السنتين لمرضه وأن العشة كان قد شيدها وسط أرضه ليستظل بها عندما كان يزرع الأرض..

 

كانت بشاعة الجريمة على النحو الذى تم فيه العثور على الجثة وقد تفحمت تمامًا، أن القصد من ارتكابها هو الانتقام من نفس متعطشة إلى إشفاء غليلها وإطفاء نار غيظها التى جردت القاتل من أية أحاسيس أو مشاعر ليقتل امرأة وهى تحمل فى أحشائها جنينًا.

 

ولكن السؤال الذى طرح نفسه: من القاتل الذى تحجر فؤاده ومات ضميره فارتكب جريمته فى لحظة غاب عنه ميزان العقل.. لماذا ذهبت المجنى عليها إلى هذه الأرض البور التى لا تطؤها قدم.. ولماذا ذهبت إلى هذا العش المهجور.. وهل كانت بمفردها أم كان معها أحد آخر.. ومن هذا الشخص.. ولماذا ذهبت معه.. وهل كان ذهابها معه اختيارياً أم إجبارياً..

 

كانت تلك الأسئلة الحائرة الباحثة عن جواب تحتل فكر سلطات التحقيق ... سنتناولها في الحلقة المقبلة..

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

منتخب الشباب يستدعى المحترفين لمعسكر سبتمبر استعدادا لكأس العالم

فيلم F1: The Movie لـ برلد بيت يحقق 590 مليون دولار عالميا

الزمالك ضد مودرن سبورت.. موعد المباراة والقناة الناقلة

قفزة أسعار القهوة والكاكاو عالميًا.. ضغوط مزدوجة على الأسواق والمستهلكين.. رسوم الرئيس الأمريكى الجمركية تهدد البن البرازيلى.. أزمات مناخية تعصف بدول إنتاج الكاكاو.. وتراجع حاد فى مخزونات البورصات العالمية

بشرى لأهالى الإسكندرية.. هدم كوبرى المندرة بالكامل وحل أزمة المرور شرقا.. المحافظة تعلن انتهاء المسارات البديلة.. المشروع امتداد لتوسعة الكورنيش 5 حارات.. وتجهيز الطريق لاستكمال مسار مترو أبوقير.. فيديو وصور


تعديل موعد جنازة والد محمد الشناوي إلى بعد صلاة الظهر بكفر الشيخ

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 20 - 8 - 2025 والقنوات الناقلة

بالزغاريد والدموع.. والدة شيماء جمال تعلن موعد العزاء.. وتؤكد: ربنا رجعلها حقها

دفاع قاتل الإعلامية شيماء جمال يكشف تفاصيل تنفيذ حكم الإعدام للمتهمين

تنفيذ حكم الإعدام فى قتلة الإعلامية شيماء جمال.. والأسرة تعلن موعد العزاء


مرسى علم مالديف مصر قلب الطبيعة البكر فى محمية وادى الجمال.. الأسطورة التى سقطت من السماء فى بحيرة النيزك.. وموطن السلاحف وعروس البحر فى أبو دباب.. ويستقبل مطارها الأسبوع الجارى 185 رحلة طيران أوروبية.. صور

دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا يوم السبت 23 أغسطس

مباشر الميركاتو.. تعرف على آخر تطورات سوق الانتقالات الصيفية

ملخص وأهداف مباراة الريال ضد أوساسونا فى الدوري الإسباني

تفاصيل مشروع خط سكة حديد "الروبيكى/ العاشر من رمضان / بلبيس"

تشييع جنازة والد محمد الشناوى بعد صلاة الفجر فى كفر الشيخ والعزاء ليلا

مصرع والد محمد الشناوي في حادث سير بطريق الواحات

طلائع الجيش يهزم فاركو بهدف أجورو بالجولة الثالثة لدورى nile

كهرباء الإسماعيلية يتعادل مع البنك الأهلى 1-1 في الدورى.. أهداف قاتلة

محاكمة بدرية طلبة بتهمة الإساءة للشعب المصرى 16 سبتمبر.. مستندات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى