100 صورة عالمية.. "السقا" الرجل الأمين يدخل بيوت المصريين

السقا فى مصر قديما
السقا فى مصر قديما
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نشاهد، اليوم، صورة لـ السقا فى بعض القرى المصرية، وبينما يقال إن الصورة تعود إلى سنة 1940، لكننى أعتقد أنها تعود زمنيا إلى أبعد من ذلك.
 
ولو فكرنا فى حال السقا فى مصر نجد أن كتاب "تراث مصرى" لـ أيمن عثمان، يقول: قديمًا كان لكل طائفة أدبياتها وشروطها الخاصة فى العاملين بها، وطائفة السقائين كانت من الطوائف صاحبة الخصوصية، فالسقا شخص يتعامل مباشرة مع السيدات، وهو أمر كان وما زال عند المصرى له حساسيته، لذلك فشروط الانتساب لهذه الطائفة كانت تدور فى فلك التدين والأمانة، متدينًا لمراعاة حرمة المنزل الذى يدخله، وأمينًا ومخلصًا فى عمله، فلا يستخدم قربة مصبوغة فتفسد الماء، ولا مثقوبة فتقل الحصة المتفق عليها، وكان لزامًا عليه أن يبذل مجهودًا مضاعفًا للوصول إلى تواجد المياه النظيفة بعيدًا عن المياه الراكدة والملوثة بالمخلفات البشرية وجيف الحيوانات، وكان عليه أن يطهر الماء بمادة الشبة، ويعطره بماء الورد وعيدان النعناع لزوم دلع الزبون.
 
السقاء
 
أن تكون سقاء، عليك أن تخضع لاختبارات وكشف طبى وكشف هيئة، أن تختبر فى التحمل، وأن يشهد لك الناس بحسن السير والسلوك إن لم يكن والدك سقا قديمًا فيشفع لك للانضمام، فالطائفة كغيرها من الطوائف والمهن والوظائف والمناصب، محجوزة لأبناء العاملين، فابن السقا سقا، وابن الباشا باشا.
 
وبالنسبة لاختبار التحمل لغير أبناء العاملين، فله شكل محدد وتقليدي، يحمل المتقدم على كتفه قربة مملوءة بالرمل تزن ثلاثين كيلو جرامًا لمدة ثلاثة أيام دون أن يتكئ على حائط أو يجلس على كرسي، بعد النجاح فى الاختبار يخضع المتقدم للكشف الطبى لإثبات خلوه من الأمراض الجلدية والمعدية، ويمنح "رخصة سقا" مدون فيها اسمه ومحل سكنه، وسنه، ومحل ميلاده وجنسيته، وهى رخصة شبيهة برخص باقى الطوائف وبرخصة تحرير العبيد، لكن يميز رخصة السقا وجود رسم كارياتيرى لسقا يحمل قربة، وجملة "تسيير واعتماد سقا".. بعدها يباشر عمله الرئيسى بتوريد المياه للمحتاجين إليها فى المنازل والمحلات التجارية.
 
فى ثلاثينيات القرن التاسع عشر تقاضى السقا ثمنًا لسعة القربة الواحدة 10 فضة مضروبة فى عدد مرات توريد القرب بعد أن يحسب مجموع العلامات التى كان يرسمها خلف باب المنزل فى كل مرة توريد، وفى المواسم والأعياد الدينية مثل شهر رمضان والموالد والأفراح وحفلات الختان.. الرزق واسع.
 
وبجانب توريد المياه كان عليه أن يكون متأهبًا وقت اللزوم للعمل كرجل إطفاء، فإذا كان فى فترة عمله عليه ترك ما بيده، والذهاب بقربته المملوءة إلى مكان الحريق للمساعدة فى إطفائها، وفى أوقات فراغه وجب عليه رش الأسواق والشوارع الترابية وأمام المحلات التجارية، وتوزيع المياه على السائرين العطشى مجانًا.
 
بعد ما يزيد على 1000 عام من خدمة طائفة السقائين للمصريين سطر الخديوى إسماعيل بداية النهاية للطائفة عندما أمر بردم الخليج المصري، ومنح امتياز ضخ المياه للمنازل لشركة "كوردييه"، والتى عرفها المصريون باسم "كوبانية الميه"، ولم تكن أنابيب المياه قد امتدت إلا فى منازل الأثرياء الذين يستطيعون دفع النفقات الباهظة التى كانت تفرضها شركات المياه الخاصة على طالبى المياه النظيفة، ولكن شركة "كوردييه" كانت تريد مزيدًا من المكاسب الطائلة، ولذلك عممت حنفيات المياه الكبيرة والعمومية فى الأحياء التى يصعب على سكانها جلب المياه من الترع أو الخليج.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المصرى يبدأ فى إنهاء إجراءات السفر لتونس لانطلاق المرحلة الثانية من الإعداد

تعرف على مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الثلاثاء

الأهلى يجهز بدائل "عادل وفيصل" فى صفوف اليد

جاشاري ينتظر الكشف الطبي في ميلان

عقوبات مشددة لمخالفة قانون ممارسة الحياة السياسية.. الحبس وغرامات تصل إلى مليون جنيه.. 500 غرامة المتخلف عن التصويت واسمه بالبيانات بغير عذر.. واحذر إتلاف أو سرقة صندوق الانتخابات أو التعدى على أعضاء اللجان


بعد عطل الاتصالات والإنترنت.. إقلاع 36 رحلة طيران وجار العمل على 33 أخرى

زى النهارده.. منتخب الشباب يتوج ببرونزية مونديال الأرجنتين أمام باراجواى

وزارة الطيران: تأخر محدود في إقلاع الرحلات لعطل بشبكات الاتصالات والإنترنت

للمرة الثانية..السيطرة على حريق مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تبدأ التبريد.. صور

الاتحاد يضع الرتوش الأخيرة على صفقة تبادلية مع سيراميكا.. بيع مغربى وضم 3 لاعبين


نقل حركة الإنترنت الثابت لعملاء المصرية للاتصالات لمركز الحركة بالروضة

زلزال بقوة 5 درجات يضرب البحر المتوسط قبالة سواحل تركيا

الاتحاد السكندرى يتفق على أولى ودياته استعدادا للموسم الجديد

تشكيل لجنة هندسية لمعاينة حريق سنترال رمسيس

السكة الحديد تنفى صحة نشوب حريق بأحد القطارات

شركات المحمول: تأثير حريق سنترال رمسيس قيد التقييم.. وفرق الدعم تتابع

رسامة جديدة تعلن: مها الصغير نسبت لوحتى لنفسها.. لست الأولى فقد سرقت 3 آخرين

تأثر خدمات الاتصالات جزئيًا بعد حريق سنترال رمسيس.. ومحاولات لإعادة التشغيل

الزمالك يحصل على 15% من قيمة صفقة انتقال ياسين مرعى من فاركو للأهلى

تداعيات أزمة لوحات الفنانة الدنماركية ليزا لاتشنيلسين.. الإعلامية مها الصغير تعتذر وتؤكد: مروري بأصعب ظروف فى حياتي ليس مبررا وزعلانة من نفسي.. والمجلس الأعلى للإعلام يستدعى الممثل القانوني لقناة "ON E"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى