سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم..21مايو 1948النقيب مصطفى كمال والرائد عز الدين صادق والملازم أول أحمد تيسير.. أول ثلاثة ضباط مصريين شهداء على أرض فلسطين

الفريق عبد المنعم خليل
الفريق عبد المنعم خليل
«وصلتُ بمعونة الله إلى غزة، وستسمعون عنا خيرا إن شاء الله، سأكتب لكم كلما قضينا على موقع من المواقع اليهودية».
هكذا كتب اليوزباشى «النقيب» مصطفى كمال محمود عثمان، رسالته بخط يده إلى والده فى مدينة بنى مزار بمحافظة المنيا، صعيد مصر، يوم 17 مايو عام 1948، لكن وحسب مجلة «المصور»، يوم 15 مايو 1953، فإن هذه الرسالة وصلت إلى الوالد ومعها فى الوقت ذاته إشارة من وزارة الدفاع: «الضابط مصطفى كامل فى عداد المفقودين»، و«هو تعبير ملطف لخبر الوفاة»، حسب الفريق عبدالمنعم خليل فى مذكراته «حروب مصر المعاصرة»، مضيفا: «بعد أيام تتلقى الأسرة حقيبة البطل المفقود وفيها ملابسه وآثاره التى تروى قصة بطولته الرائعة».
 
البطولة الرائعة للشهيد كانت على أرض فلسطين، وكان هو ضمن قوات الجيش المصرى التى ذهبت لمحاربة العصابات الصهيونية، وانتهت بإعلان دولة «إسرائيل» على الأراضى الفلسطينية يوم 15 مايو 1948، ويتتبع الفريق «خليل» سيرته فى سياق تحققه من أنه أول ضابط مصرى شهيد فى هذه الحرب، وكان استشهاده يوم 21 مايو «مثل هذا اليوم» عام 1948، فى معركة «دير سنيد»، وهى المعركة التى يذكرها المؤرخ الفلسطينى، عارف العارف، فى مجلده «النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود»: «اتجهت الكتيبة التاسعة شمالا صوب دير سنيد، واحتلت مستعمرة يدمردخاى، الواقعة على الطريق بعد معركة حامية بدأت يوم 19 مايو 1948 وانتهت فى 24 مايو1948، وبعد أن قذفها المصريون بما لا يقل عن ألف قنبلة من قنابل المدافع الضخمة من عيار 25 رطلا، خسر المصريون فى هذه المعركة عددا غير قليل من رجالهم ضباطا وجنودا، وكان أكبر خطأ اقترفه المصريون أنهم كانوا يهاجمون المستعمرة بالمشاة نهارا، ولم تكن لديهم قوات مدرعة تكفى حمايتهم».
 
ينقل الفريق «خليل» سيرة الشهيد مصطفى كمال من التحقيق الذى نشرته «المصور» من واقع زيارتها لأسرته فى بنى مزار، بالمنيا، قائلة: «كان أبوه محمود عثمان من صغار موظفى الدولة، وظل يتنقل من مركز إلى مركز كشأن الموظفين غير المحظوظين، لكنه كان سعيدا بزوجة صالحة ولدت له فى يوم 24 أكتوبر 1922 طفلا سماه مصطفى كمال تيمنا باسم بطل الترك مصطفى كمال أتاتورك، ودخل مصطفى مدرسة بنى مزار الابتدائية، وأتم تعليمه الابتدائى فى جد واجتهاد، ثم التحق بمدرسة بنى سويف الثانوية، فلم يكن مغمورا، كان فتاها اللامع الذى يشترك فى المناظرات ويحصل على الجوائز الأولى فى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، ولم ينته من دراسته حتى لقبه زملاؤه بالكابتن، لطول ما كان يتحدث عن الكلية الحربية التى قدر له أن يلتحق بها فى عام 1939».
 
 تضيف «المصور»: «يشعر مصطفى أنه بحاجة إلى صديق فلا يجد أخلص ولا أكثر كتمانا لسره من مفكرة يبث نجواه وهمسات لنفسه، ويكتب فيها عن امتحانه فى الكلية الحربية ونجاحه وترتيبه الـ22 من 151 طالبا هم دفعته، ويروى قصة تجواله بين المعسكرات المختلفة فى الخرطوم، وفى جبل أولياء ثم ألماظة، وكيف كان مولعا بالصحراء، ويشاء الله أن ينتقل إلى العريش فيصل إليها ظهر يوم 3 مايو 1948، ويرسل للأسرة برقية يبلغها بوصوله، ويلتمس منها صالح الدعاء، ويريد أن يطمئن والدته فيقول: صحتى جيدة جدا، ورزقنى الله بمجموعة من الضباط على جانب كبير من سمو الأخلاق»، وفى خطاب آخر يمنى الأسرة بقرب التقائه بها بعد شهرين، ولكن تشاء الأقدار أن تعلن الحرب فى 15 مايو 1948، فيكتب إلى والده، يقول: «لقد وصلت بمعونة الله إلى غزة، وستسمعون عنا خيرا إن شاء الله، سأكتب لكم كلما قضينا على موقع من المواقع اليهودية، ثم يكتب التاريخ على الرسالة «17 مايو 1948»، تصل الرسالة إلى والده، وتصل معها فى الوقت نفسه إشارة من وزارة الدفاع «الضابط مصطفى كمال فى عداد المفقودين».
 
يؤكد الفريق عبدالمنعم خليل، أنه لم يكتف بما نشرته المصور، للبحث عن أول شهيد للجيش المصرى فى حرب 1948، فبحث فى القائمة التى نشرها عارف العارف فى مجلده «النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود»، ووجد اسم مصطفى كمال محمود عثمان، وفى خانة الرتبة مكتوب «يوزباشى»، وأن تاريخ الاستشهاد 21 مايو 1948، والمعركة التى استشهد فيها «دير سنيد».
 
يضيف «خليل»: لأن قائمة الشهداء التى نشرها عارف تضم الشهداء من الضباط، ضباط الصف، الجنود، حسب الترتيب الأبجدى، فقد قمت بفحصها اسما اسما، بحثا عن أول ضابط شهيد وتاريخ استشهاده فوجدته، مصطفى كمال ومعه ضابطان آخران استشهدا معه فى نفس اليوم 21 مايو 1948، ونفس المعركة «دير سنيد»، وانتهت بنصر مصرى بعد تضحيات جسيمة، أما الضابطان الشهيدان الآخران فهما، الصاغ الرائد عزالدين صادق الموجى، والملازم أول أحمد تيسير بشير، بذلك يكون هؤلاء الثلاثة هم أول ضباط يستشهدون على أرض فلسطين، وسبقهم عدد من ضباط الصف والجنود المدنيين المتطوعين. 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس الوزراء: شركة آتون ريسورسز أعلنت عن كشف منجم جديد للذهب فى مصر

شاهد.. لحظة إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسى يضم سفير مصر.. فيديو وصور

"أصحابه حاولوا ينقذوه وفشلوا".. غرق طالب بالمرحلة الإعدادية فى النيل بدسوق

بعد حذفه بيان الانفصال.. مها الصغير تحذف بوست ردها على أحمد السقا

سي إن إن نقلا عن مصادر: ترامب منزعج من بطء مسار مفاوضات غزة


فرنسا تستدعى السفير الإسرائيلى بعد تعرض دبلوماسيين لإطلاق نار فى جنين

الحكومة: مد خدمة المدرسين المحالين للمعاش أثناء العام الدراسى لنهاية العام

الحكومة: الدراسة بالتعليم قبل الجامعى 12سنة إلزامية منها 6 ابتدائى و3 إعدادى

اتحاد الكرة يكشف تفاصيل تنصيب حلمى طولان مدربا لمنتخب مصر فى البطولة العربية

"أنا مش تمام" أغنية جديدة لـ أحمد شيبة.. تطرح قريبًا


حلمى طولان مدير فني لمنتخب مصر فى البطولة العربية بتواجد الصقر والحضرى

فحص عقود بيع 6 فيلات بقيمة 50 مليون جنيه من نوال الدجوى إلى حفيدتيها

الطقس غدا.. أجواء ربيعية مائلة للحرارة معتدلة ليلا والعظمى بالقاهرة 32 درجة

نص تعديلات قوانين انتخابات مجلس النواب

جوليان أسانج يرتدى تي شيرت يحمل أسماء شهداء غزة من الأطفال

أول تعليق لـ مها الصغير بعد إعلان السقا طلاقهما: واصبر حتى يحكم الله

بعد سرقة منزل نوال الدجوى.. أدلة بمسرح الجريمة تساهم فى تحديد الجناة

التشكيل المتوقع لمباراة توتنهام ومان يونايتد فى نهائى الدورى الأوروبى

جائزة بوشكاش تنتظره.. هدف عمر مرموش في بورنموث حديث العالم

أحمد السقا يعلن انفصاله عن زوجته مها الصغير بعد 26 سنة زواج

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى