مصر وفلسطين.. الوحدة والسلام فى واقع دولى متشابك

أكرم القصاص
أكرم القصاص
أكرم القصاص
بعد انتهاء العدوان الإسرائيلى على غزة، لا تزال الأوضاع فى الأراضى المحتلة قابلة للاشتعال، خاصة أن القضية الرئيسية فى القدس وحى الشيخ جراح قائمة، والانتفاضة الفلسطينية مستمرة لمواجهة الاستيطان والتوسع الإسرائيلى على حساب الفلسطينيين، ومحاولة رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، إقناع المجتمع الإسرائيلى بتحقيق انتصار، بينما النتائج النهائية لا يمكن حسابها الآن.
 
دوليا، فإن تكتلات القوى الكبرى لا تزال موزعة، ومن الصعب الرهان على تدخل حاسم من أى طرف، الولايات المتحدة لا تزال تحاول مع إدارة جو بايدن تحديد اتجاهاتها، وسط الانشغال بإعادة الاقتصاد لمساراته إلى ما قبل جائحة كورونا، والاتحاد الأوروبى لا يزال يعيد رسم خطواته مع كورونا ومعالجة الأثار الاقتصادية وأيضا ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد، والتكيف مع تحولات سياسية قادمة بألمانيا وباقى دول أوروبا وبريطانيا نفسها. 
 
فيما يتعلق بموقع الولايات المتحدة، فإن البيت الأبيض لم يصل إلى نتائج تدل على التفاوض مع إيران، والمنافسة مع الصين وروسيا، وبالرغم من إعلان بايدن عن تغيير سياسات الولايات المتحدة ومعالجة انسحاب ترامب من مناطق التوتر، فإن الاتجاه لسحب القوات من أفغانستان، والتعامل مع بقايا تنظيم داعش، وإعادة بناء المنافسة مع الصين أو روسيا، ومدى تأثير هذا فى سياقات الأحداث فى سوريا، ومدى تأثير روسيا الطرف الأكثر قربا من هذا الملف.. كل هذه التفاصيل تجعل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ضمن الكثير من الملفات المعقدة، وربما لذلك كل طرف من مصلحته أن يعرف ماذا يريد، ومدى استعداده لتقديم تصورات ومطالب وأهداف فى ظل نظام إقليمى وعالمى صعب. 
 
من هنا تظهر أهمية التصور أو الدور المصرى، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فقد تدخلت مصر من البداية وطرحت وجهات نظرها لوقف العدوان وتقديم المساعدات والحديث عن إعادة الإعمار، وبرزت مصر، بينما تراجعت قوى تقليدية اعتادت الظهور فى الحرائق، مصر لم تظهر كوسيط فقط نجح فيما فشل فيه مجلس الأمن والأمم المتحدة، وبجانب إعلان ضرورة وقف العدوان، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى «حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى، وإقامة دولته المستقلة، وفق المرجعيات الدولية»، وقال وزير الخارجية سامح شكرى أمام مجلس الأمن: «لا سلام دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية».
 
مصر تجرى اتصالات مع الصين وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، وإقليميا مع السعودية والأردن والعراق وقطر وتونس، وبالطبع الاحتلال الإسرائيلى، وأيضا مع القيادات الفلسطينية فى غزة والضفة.
 
 الحديث عن إعادة جهود السلام قد يبدو بعيدا، خاصة أن المفاوضات أو المؤتمرات جرت عادة بعد أحداث كبرى، فقد عقد مؤتمر مدريد بعد حرب تحرير الكويت، ولم يحدث أى تقدم ما بعد اتفاق «واى ريفرز»، الذى عرف بـ«غزوة أريحا أولا»، ولا توجد دوافع أو أحداث قد تشير إلى إعادة القضية الفلسطينية للواجهة، وقد عادت مع الأحداث الأخيرة على خلفية أحداث القدس وحى الشيخ جراح، وقد تعود مرة أخرى إلى الحالة العادية، مع احتمالية صدامات أو توترات.
 
ربما لهذا سعت مصر منذ سنوات لإعادة المصالحة بين الفصائل، والدفع نحو توحيد الفلسطينيين ليكونوا قادرين على التفاعل مع تحولات إقليمية ودولية تسمح بإعادة جهود السلام. 
 
لقد تحدث الاتحاد الأوروبى أثناء الأزمة عن أن «الحل السياسى وحده هو الذى سيحقق السلام الدائم، وينهى النزاع الفلسطينى الإسرائيلى برمته مع استعداد الاتحاد لتقديم الدعم الكامل للسلطات الإسرائيلية والفلسطينية مع الشركاء الدوليين والولايات المتحدة والمنطقة، والرباعية للشرق الأوسط». 
 
مصر تواصل اتصالاتها إقليميا ودوليا لإعادة إحياء السلام، فهل يمكن للفلسطينيين امتلاك إرادة العمل معا، فى ظل وضع دولى وإقليمى ليس من المتوقع أن يتغير لفترة قادمة؟

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

لغة الأرقام.. الأهلي زعيم الألقاب المحلية في كأس العالم للأندية

تعرف على أبرز زيجات مديحة يسري وقصص الحب والفراق.. ذكرى وفاتها

متهم يمارس السحر والشعوذة: أوهمت الضحايا أن أمراضهم ليست عضوية

انطلاق ماراثون امتحانات الشهادة الإعدادية غدًا.. 1.2 مليون طالب يؤدون اختبار الترم الثانى 2025 بمجموع 140 درجة.. ووزارة التعليم تشدد على التصدى لمحاولات الغش وتصوير الأسئلة.. وتكشف: بدء أعمال التصحيح بعد العيد

داعش تعلن عن أول هجوم لها فى سوريا منذ تولى الشرع الحكم


البيت الأبيض: نأمل أن تنخرط موسكو وكييف في مفاوضات مباشرة الأسبوع المقبل

ضحكنا معه ولم ننساه.. إفيهات خالدة لحسن حسني في ذكرى رحيله

موعد مباريات الأهلى فى كأس العالم للأندية 2025 بأمريكا

قاضية توقف قرار ترامب منع جامعة هارفارد من تسجيل طلبة أجانب

عادة كل سنة.. قس يشترى خروف العيد لمشاركة المسلمين فى الأضحية (فيديو وصور)


قانون حماية المستهلك.. 7 سلع لا تُرد ولا تستبدل أبرزها الملابس الداخلية

قضية الطفل ياسين تعود من جديد.. استئناف على حكم المؤبد للمتهم أمام الجنايات

تعرف على مجموعة مصر فى كأس العالم للشباب.. إنفوجراف

الاستثمار فى المستقبل.. كيف تبنى مصر اقتصادًا مقاومًا للصدمات؟.. خارطة طريق لرفع الادخار لـ15.5% من الناتج المحلى 2028.. و45 مليار دولار مستهدفات تحويلات المصريين بالخارج.. و40 مليارًا استثمارات أجنبية مباشرة

تحذير هام من معهد التغذية: لا تشترِ هذه اللحوم فى عيد الأضحى المبارك

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 30 - 5 - 2025 والقنوات الناقلة

طولان: الزمالك قادر على الفوز بكأس مصر.. والأبيض يبقى بتاريخه وجماهيره

محمد منير .. "دموعك غالية علينا" الجمهور يتفاعل مع فيديو بكى فيه الكينج

الأهلي يتلقى عرضا لقضاء حمزة عبد الكريم معايشة في بايرن ميونخ

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى إياب نهائى دوري أبطال أفريقيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى