المنافسة تشتعل بين البنوك المركزية فى العالم بسبب العملات الرقمية.. الدولار الرقمى على وشك الإصدار.. أوروبا تطرح اليورو الافتراضى منتصف 2021.. اليابان تخطط لإصداره.. واليوان الرقمى يكون جاهزا بأواخر 2022

يتجه العالم بداية من عام 2021 إلى العملات الرقمية التى تعتبر البديل الآمن للنقود الورقية، وبدأت تشهد بيئة العملات المشفرة نشاطا مكثفا فى الفترات الأخيرة بعد الأزمة التى خلقها فيروس كورونا، واتخذت حكومات العالم زمام الأمور ووضع الأسس القانونية الجديدة خاصة بالعملات الرقمية، والتى منها اليورو الرقمى، والريال الرقمى، والأيوان الرقمى.

وفق بيانات صادرة عن بنك التسويات الدولية، فقد أجرت أكثر من 60 دولة في العالم على مدى الأشهر الـ 12 الماضية، تجارب على عملات رقمية وطنية.

وقالت صحيفة "ثينكو دياز" الإسبانية، إن هذه الخطوة تأتى فى وقت يسرع فيه تفشى كورونا فى التخلى عن الأوراق النقدية، بينما يراقب صانعو السياسة بقلق صعود عملات خاصة مشفرة على غرار "بتكوين".

الولايات المتحدة الأمريكية.. الدولار الرقمى

في الولايات المتحدة، أعلن مشروع الدولار الرقمي، وهو شراكة بين شركة الاستشارات "أكسنتشر" ومؤسسة الدولار الرقمي، ويقوده منظمون ومديرون تنفيذيون سابقون، 5 مشاريع تجريبية لمعرفة كيفية عمل العملة الرقمية التابعة للبنك المركزي.

الغرض من مشروع الدولار الرقمي هو تشجيع البحث والمناقشة العامة حول المزايا المحتملة، وجمع قادة الفكر والفاعلين في القطاع الخاص، واقتراح النماذج الممكنة لدعم القطاع العام، وسيعمل على تنسيق البرامج مع أصحاب المصلحة المهتمين لقياس قيمة وإنشاء الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها لإنشاء دولار رقمى.

وكانت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، قالت فى مارس الماضى، إن هناك تفكيرا فى العمل على استخدام الدولار الرقمى، والذي سيكون بمثابة نظام دفع أسهل للأمريكيين، ويفترض أنه سينافس عملة بيتكوين والعملات المشفرة الأخرى، ولكن هناك القليل من الأسباب المنطقية للعمل بهذا الدولار الإلكتروني، الذي ستتم إدارته من قبل الحكومة، والذي يشبه بيتكوين، كما أنه ربما توجد طرق أفضل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لجعل دفع ثمن الأشياء أسهل وأرخص للأمريكيين.

كمبوديا..باكونج

كمبوديا تعد أول دولة في العالم تطلق عملة رقمية، والمسماة باكونج، أواخر العام الماضي.

الصين واليوان الرقمى  

تعتبر الصين أولى الدول التى طرحت العملة الرقمية الخاصة بها، حيث منحت السلطات فى فبراير الماضى فى العديد من المدن عشرات الملايين من اليوان الرقمى كهدايا، والتى يمكن تحميلها على الهواتف الذكية، حيث وزعت بكين وسوتشو وحدهما 200000 حزمة كل واحدة تحتوي على 200 رنمينبي يعادل 31 دولارا في يانصيب عام.

يقول المحللون إن بكين تأمل في استخدام اليوان الرقمي كوسيلة لإعادة تأكيد سيطرة الدولة على صناعة التكنولوجيا المالية وسوق الدفع الإلكتروني الواسع الذي تهيمن عليه شركات خاصة.

وقال المسؤولون في بكين إن استراتيجية الصين هي تعميم العملة الرقمية من خلال إجراء تجارب على مستوى المدينة هذا العام والعام المقبل، وجعلها جاهزة للاستخدام بحلول الوقت الذي تستضيف فيه دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في أواخر عام 2022.

اليورو الرقمى فى أوروبا

بدأ البنك المركزي الأوروبي بتاريخ 12 أكتوبر 2020، مجموعة المشاورات تمهيدًا لتأسيس عملة رقمية رسمية لدول منطقة اليورو البالغ عددهم 19 دولة، ولا يستطيع البنك المركزي اتخاذ قرارًا بإطلاقها أم لا بحلول منتصف عام 2021.

يكون اليورو الرقمي أو الافتراضي، نسخة إلكترونية من أوراق اليورو النقدية وقطعها المعدنية، وستكون عملة رسمية يكفلها البنك المركزي الأوروبى، كما ستسمح لأول مرة للأفراد بالإيداع مباشرة لدى البنك المركزي الأوروبى، وقد يكون ذلك أكثر أمانا من إيداع الأموال لدى المصارف التجارية التي قد تفلس أو الاحتفاظ بالأوراق النقدية التي قد تتعرض للسرقة أو الضياع.

هناك العديد من القضايا العالقة والتحديات التي يتعين حلها، بما في ذلك كيفية تجنب غسيل الأموال أو كيفية إدراج اليورو الافتراضي في ما يسمى بالمحافظ الإلكترونية ، لتسهيل الدفع في التجارة، ولكل هذا، يعتبر التعاون مع القطاع ضروريًا اليوم خاص، مع الإشراف المصرفي من قبل البنك المركزى الأوروبى.

وجاءت هذه المشاورات بالتزامن مع أزمة الفيروس التاجي "كوفيد-19" التي أدت إلى تغييرات هيكلية تجلت في "زيادة المدفوعات الرقمية بشكل كبير في أوروبا وخاصة في إيطاليا وألمانيا، علاوة على ارتفاع التجارة الإلكترونية بنحو خمس مرات من حيث الحجم والمبيعات خلال الفترة من فبراير إلى يونيو، ومع تخفيف إجراءات الإغلاق زادت ثقة الأفراد في المدفوعات الرقمية بشكل أكبر".

وأعلن البنك المركزي الفرنسي أول اختبار ناجح لليورو الرقمي، بتاريخ 20 من مايو 2020، وبذلك أصبحت فرنسا أول دولة تنجح في تجربة اليورو الرقمي الذي يعمل على تقنية البلوك تشين "blockchain"، حسبما قالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.

اليابان

بدأ بنك اليابان BOJ  فى أبريل الماضى، تجارب لدراسة جدوى إصدار العملة الرقمية للبنك المركزي CBDC، مما يجعله ينضم إلى جهود البنوك المركزية الأخرى التي تهدف إلى مواكبة الابتكار في المجال الذي حققه القطاع الخاص.

وقال بنك اليابان في بيان: "نجري الاستعدادات لبدء التجارب على العملة الرقمية للبنك المركزي CBDC في أوائل السنة المالية 2021 لاختبار الجدوى الفنية للوظائف والميزات الأساسية المطلوبة للعملة الرقمية للبنك المركزي CBDC".

البرازيل والريال الرقمى

إنشاء امتداد رقمي للريال البرازيلي "لمواكبة ديناميكية التطور التكنولوجي للاقتصاد البرازيلى بعد أزمة كورونا. يدرس البنك المركزي البرازيلي إمكانية تطوير عملة رقمية.

وأكدت وكالة أوروبا بريس على موقعها الإلكترونى، أنه لم يتم تحديد موعدا محددا للإطلاق المحتمل للعملة ، ولكن هناك أهمية خاصة بتعميق الحوار مع القطاع الخاص حول هذا الأمر، حيث يتم قبل تحديد جدول التنفيذ، السماح بالمحادثات مع الوكلاء المختلفين بتحليل أكثر تفصيلاً ليس فقط لحالات الاستخدام التي يمكن أن تستفيد من إصدار عملة مشفرة ، ولكن أيضًا لأنسب التقنيات لـ تنفيذه.

ومع ذلك، فقد أشارت الوكالة إلى أنها قد تعيد تقييم موقفها في المستقبل فيما يتعلق بإنشاء العملة، اعتمادًا على كيفية تطور المناقشات، بالنظر إلى "مرحلة وديناميات المناقشات والتطور حول هذا الموضوع في جميع أنحاء العالم".

فنزويلا

دافع الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو عن إطلاق حكومته عملة "بترو" الرقمية لتفادى العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة، وذلك فى العام الماضى.

وقال مادورو إن عملة "بترو" ستكون مدعومة من احتياطات النفط، وسيتم بيع 100 مليون من العملة الرقمية بقيمة أولية تبلغ 60 دولارا لكل "بترو"، وذلك على أساس سعر برميل النفط الفنزويلى .