تخافون أن يتخطفكم الناس.. الأمان يا رب

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
كتب أحمد إبراهيم الشريف
يحدثنا علماء النفس وخبراء التنمية البشرية عن الماضى، يطلبون منا أن نتجاهله حتى لا يتحكم فى حاضرنا ومستقبلنا، ولكن رأيى أن الماضى ليس دائما خنجرًا موجها إلى حاضرنا، فأحيانا يكون رمانة ميزان نحتاج إليها بشدة كى نحافظ على توازننا النفسى والاجتماعى.
معظمنا، إذا نظر إلى ماضيه عرف أن حاضره اختلف، وأن ظروفه صارت أفضل، فقد كان الواحد فينا ضعيفا وصار قويا وقادرا على خدمة نفسه ورعاية من يعول، كان فقيرا فأغناه الله من فضله، ومنَّ عليه بنعمه.
 
وعندما أقرأ قول الله سبحانه وتعالى فى سورة الأنفال "وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِى الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" يستوقفنى كثيرا قوله "تخافون أن يتخطفكم الناس" ولا أرى هذه الجملة مجرد تعبير عن الخوف والضعف، بل أكثر من ذلك، إنها تعبير عن الرعب، إحساس صعب بأنك ضعيف لا تملك قوة ولا حيلة، تتمنى النجاة، وربما تعد بآلاف الوعود لو أنك نجوت، وهو عادة ما يتناساه الإنسان بعدما تنتهى أزمته.
 
الذين عاشوا فى القرى يعرفون الصورة الفنية التى أوردتها الآية "تخافون أن يتخطفكم الناس" إنها الطيور الجارحة هى التى تتخطف الطيور الضعيفة، وهذا المعنى يمكن النظر إليه من زاويتين، الزاوية الأولى لو أخذنا الأمر على محمل الصورة الجمالية وضرب المثل، حيث أراد أن يصور الفزع الذى يشعر به الإنسان المستضعف، كأنه كائن ضعيف يخطفه كائن قوى، ووفى ذلك بلاغة تقرب المعنى للفهم.
 
أما الأمر الثانى، لو فهمنا المعنى على أساس أن الناس فى طبعهم، إلا من رحم ربى، يكمن الجبروت، الذى يمارسونه على الضعفاء حتى أنهم يتخطفونهم كطيور جارحة تنهش كل ما أمامها، وهذه الزاوية مرعبة فعلا.
 
المهم أن هذا الكائن الضعيف بحالته الصعبة وبالفزع المرسوم على ملامحه والساكن فى روحه والذى ينقذه الله سبحانه وتعالى بفضله وكرمه، ينسى كل ما مر به، وقد يتحول إلى طير جارح يتخطف الضعفاء.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فيريرا يرفع شعار المفاجآت قبل مواجهة المقاولون في دوري Nile

كل ما تريد معرفته عن المعهد الشرطى الصحى.. الشروط والمجموع المطلوب للتقديم

ليفربول يبدأ رحلة الدفاع عن لقب الدوري الإنجليزي ضد بورنموث الليلة

تفاصيل إحالة عامل للمحاكمة بتهمة التعدى على سيدة داخل سيارة

موسم صيد الإخوان.. عمامة أصولية على رأس تمثال الحرية.. أنشطة الإخوان تؤرق «العم سام» ودعاوى تصنيفها كيانا إرهابيا فى ازدياد.. الحزبان الكبيران يلتقيان على اتخاذ موقف من التنظيم ومؤسساته


الزمالك يختتم استعداداته لمواجهة المقاولون بالدورى

"بزعم تحديث البيانات".. التحقيق مع متهم استولى علي بيانات الدفع الإلكتروني للمواطنين

تعرف على قائمة أغنيات فيلم الرومانسية Materialists

الطقس اليوم.. شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 وأسوان 49

البنك الأهلى يخشى اليوم مفاجآت الظهور الأول لحرس الحدود بالدورى


الإمارات تدين تصريحات نتنياهو بشأن "رؤية إسرائيل الكبرى" وتصفها بـ"الاستفزازية"

البرازيلي خوان ألفينا يترقب الظهور الأول مع الزمالك

مجلس الشيوخ المصرى رحلة قرن ونصف من التشريع والحكمة.. من 1829 إلى 2024 ألغاز وحقائق تنكشف.. حكاية 9 ساعات فقط عُمر دورة انعقاد كاملة عام 1925.. تم حله 5 مرات ومازال صامدا.. المجلس رفضته الثورات وأعادته الدولة

عمر مرموش يتصدر أغلى اللاعبين الأفارقة في الدوري الإنجليزي الموسم الجديد

حمدي فتحي في اختبار صعب مع الوكرة ضد العربي في الدوري القطري

100 عام على ميلاد هدى سلطان.. باقية بمسيرتها الفنية وأعمالها الخالدة

أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية

مواعيد قطارات خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 15- 8 - 2025

الفصائل الفلسطينية: الأولوية فى الوقف الفورى للعدوان الإسرائيلى ورفع الحصار عن غزة

مواعيد عرض "بتوقيت 2028" ثانى حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى