هواية ملكية.. صيد الصقور "غية" بدو مطروح ومحور اهتمامهم.. صقر الشاهين يصل سعره لـ 300 ألف جنيه.. يقيمون مخيمات بمواسم هجرة الطيور.. ويشيدون برج حمام لنصب الشراك للصقور واصطيادها لتدريبها.. فيديو وصور

مطروح _ حسن مشالى

الجمعة، 07 مايو 2021 07:00 م

تعد هواية صيد الصقور وتدريبها للصيد بها، هى من أهم وأبرز هوايات واهتمام معظم البدو بشكل عام، وفى محافظة مطروح بشكل خاص ومعظم العائلات بها "صقارة" وهواة صيد ولا تخلو عائلة من امتلاكها صقرًا أو أكثر، وينظم أبناء قبائل مطروح رحلات صيد خلال فترات هجرة الطيور، وإقامة معسكرات فى أعماق الصحراء تستمر لقرابة شهرين فى ملاحقة وصيد الطيور، وعلى رأسها الشاهين والصقور الذى يصل سعره لأكثر من 300 ألف جنيه.

ويعتبر بيوت وعائلات قبيلة العشيبات، فى محافظة مطروح، من أكبر وأشهر هواة تربية وصيد الطيور، ولدى كل عائلة عدد من الصقور المدربة والأفراخ التى ما زالت تحت التدريب، وكثير من أبناء القبيلة بارعون فى تدريب وصيد الصقور.

هواية-تربية-الصقور-تنتشر-بين-ابناء-مطروح

وأجرى "اليوم السابع"، لقاء مع بعض أبناء عائلة شفيلة من قبيلة العشيبات، من هواء الصيد ومحترفى تربية وتدريب الصقور، ولقاء مع هديوة المالكى أحد العاملين فى مجال تدريب الصقور فى مصر والخليج، وشرح طرق تدريب صقور الصيد وكيفية تتبعها لأيام فى الصحراء لصيدها.

وأكد أبوزيد فرج أبو شفيلة، أن الطائر الذى معه هو فرخ شاهين، ويتم تدريبه على الصيد، مشيراً إلى وجود صقور أخرى ولكنها أقل كفاءة من الشاهين، مثل الجبيليات، والكراريك، وغيرها، ومعظم البدو يفضلون اقتناء وتربية الشاهين أو الصقور الجبلية، لصيد الكراوين وغيرها من الطيور.

الشيخ-هديوة-المالكي-مدرب-وصائد-صقور

وأوضح "أبو شفيلة"، أن الشاهين الذى يحمله يطلق عليه لقب "فرخ" لأن عمره أقل من سنة، وبعد أن يكمل عام وإكتمل ريشه يصبح إسمه "بِكر"، مضيفا أن كثير من أهالى مطروح، يهوون الصيد وإقامة مخيمات فى الصحراء، وقت مواسم هجرة الطيور، خلال شهور أكتوبر ونوفمبر وديسمبر، ويقومون ببناء برج حمام، لنصب الشراك للصقور المهاجرة واصطياد أفراخ لتدريبها.

ورصدت عدسة "اليوم السابع"، تدريبا عمليا لفرخ الشاهين، وكيفية تحلقيه وإستدعائه بمعرفة صاحبه، وكذلك عملية إنقضاض فرخ الشاهين على فريسته، وهى عبارة عن حمامة، يتم التلويح بها للشاهين وهو يحلق فى الجو فينزل وينقض عليها.

وقال الشيخ عبدالهادى المالكي، أحد هواة ومدربى الصقور فى مطروح ودول الخليج، إن تربية الصقور واصطيادها، هى هواية ملكية، ومن أفضل وأمتع الهوايات، وأن أفضل الطيور هو الشاهين، وتبدأ عملية تدريب فرخ الشاهين، بعملية التلواح له بحمامة ومناداته أثناء طيرانه، وبعد ذلك يتم تدريبه على نوع الفريسة التى سيصطادها سواء كان كروان أو أرنب برى أو الحبارة، لكى يعتاد على اصطيادها، وبعد ذلك يكون جاهزا لاصطحابه فى رحلات الصيد فى الصحراء.

بدو-مطروح-يعلمون-اولادهم-تدريب-الصقور

وأوضح "المالكي"، بأن الشاهين الجبلى يعيش فى دول شمال إفريقيا، وكان يوجد فى واحة سيوة قبل إنقراضه، لكنه متواجد ويعيش فى الصعيد أكثر ويتكاثر هناك، والشاهين الأوروبى أصغر حجما.

وكشف مدرب الصقور، أنه يتم اصطياد الشاهين، أثناء هجرته من أوربا إلى أفريقيا، مروراً بالصحراء الغربية، حيث يخرج الصقارين فى رحلات صيد، خلال هذه الفترة، ويبنون الخيام وبرج حمام، فترى الصقور برج الحمام فتحوم حولها لصيد الحمام والتغذى عليه فهو فريسته المفضلة، وهنا يقع الصقر أو الشاهين فى الشرَك المعد لاصطياده، وأن هناك صعوبة فى صيد الصقور، مؤكداً أن نسبة 10 % فقط من الصيادين ينجحون فى صيد الشاهين فى كل موسم.

ثلاثة-صقور-شاهين-وجبلية-يدربها-ابناء-مطروح

وحول أسعار الصقور، أكد "المالكي"، أن أجود وأغلى الطيور هو الشاهين، ويصل سعره إلى 300 ألف جنيه، وتأتى من بعده باقى الصقور بأسعار تتراوح بين 2000 جنيه و 10 آلاف جنيه، فى حين أن الصقر الأبيض يتجاوز سعره سعر الشاهين، على الرغم من أنه أقل جودة فى الصيد إلا أنه أكثر جمالا، وسر إرتفاع سعره، لأنه يستخدمه مشايخ وأمراء الخليج للزينة، والدخول به فى مسابقات الجمال، والحصول على جوائز كبيرة به.