التاريخ الأسود لـ"عبد الرحيم المسمارى".. العقل المدبر لحادث الواحات.. من أصل ليبى واقتنع بأفكار التطرف بعد ثورة ليبيا 2011.. ارتكب أعمالا إرهابية ضد قوات الجيش والشرطة المصرية.. أعدم شنقا يونيو 2020

عبد الرحيم المسمارى - صورة أرشيفية
عبد الرحيم المسمارى - صورة أرشيفية
كتب كامل كامل

صباح يوم السبت 27 يونيو 2020 تم تنفيذ حكم الإعدام شنقا فى الإرهابى عبد الرحيم المسمارى، المتورط في الانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقانون ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، حيث انضم لجماعة ردع الطغاه التابعة لتنظيم الفتح الإسلامى، إحياءً لتنظيم الميليشيات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابى بدولة ليبيا.

 

عبد الرحيم المسمارى هو العقل المدبر لحادثة الواحات التي سلط مسلسل الاختيار 2 عليها الضوء في حلقة أمس، وحادث الواحات الإرهابى أدى إلى استشهاد عدد من أفراد الشرطة يوم 20 أكتوبر عام 2017، الذي راح ضحيته 16 من قوات الأمن وإصابة 13 آخرين، حيث سادت حالة من الحزن بين أهالي قرى ومدن الجمهورية وقتها، على استشهاد أفراد قوات الشرطة المصرية، خلال مداهمتهم لبؤرة إرهابية على طريق الواحات البحرية، خاصة خلال مراسم دفن الشهداء في الجنازات العسكرية والشعبية التي كانت بغالبية محافظات الجمهورية.

 

وقضت المحكمة المختصة في غضون 17 نوفمبر 2019 بالسجن المؤبد لـ 5 متهمين، والسجن المشدد 15 سنة لمتهم واحد، والسجن المشدد 10 سنوات لـ 9 متهمين، والسجن 5 سنوات لمتهم واحد، والمشدد 3 سنوات لـ 6 متهمين، وبراءة 20 متهما، والسجن المؤبد والمشدد غيابيا لعشرة متهمين، وفى غضون 27 يونيو 2020، نفذت السلطات المصرية، حكم الإعدام في الإرهابي عبدالرحيم محمد المسماري المتهم الرئيسي في العمل الإرهابي الذى راح ضحيته 16 من قوات الأمن وإصابة 13 آخرين.

 

حادث الواحات الإرهابي

حادث الواحات الأليم الذى لا يزال يتذكره المصريون وقع يوم الجمعة 20 أكتوبر 2017، بمنطقة صحراوية في الكيلو 135 طريق الواحات البحرية، بعمق كبير داخل الصحراء، وصل بـ35 كم، حيث قالت وزارة الداخلية، إن 16 رجل شرطة بينهم 11 ضابطًا، قتلوا عندما تعرضت تلك المأمورية الأمنية للهجوم وأصيب 13 آخرين، وسقط 15 من الإرهابيين بين قتيل وجريح.

 

وفى تلك الأثناء - تم الدفع بالمزيد من القوات مدعومة بمروحيات قتالية ودعم لوجيستي من القوات المسلحة لضبط العناصر الإرهابية، حيث تمكنت المروحيات من قصف وتدمير سيارتي دفع رباعي بمن فيهما، إضافة إلى تمشيط محيط موقع الحادث طوال الليل، وألقي القبض على الإرهابي عبد الرحيم محمد مسماري، ليبي الجنسية، شارك في الثورة الليبية ضد نظام معمر القذافي سنة 2011، وتدرب وعمل تحت قيادة الإرهابي المصري المتوفى عماد الدين أحمد، وشارك في العملية الإرهابية التي استهدفت رجال الشرطة بالواحات، واختطاف النقيب محمد الحايس.

 

وأدلى المتهم بمعلومات تفصيلية عن معسكرات لتنظيم "داعش" داخل ليبيا، كما اعترف بأن الهدف كان استهداف الأقباط في الفيوم والجيزة، وقيل أن هذا الرجل كان مسئول الدعم والمعيشة ومتابعة الأسرى بخلية الواحات، وأنه كُلِّف بتدريب عناصر الخلية على حمل السلاح وتصنيع المتفجرات، وقال إنه دخل مصر مع 14 شخصًا من جنوب درنة، فتنقلوا بين عدة محافظات بالصعيد، منها الظهير الصحراوي لمحافظات قنا وسوهاج وأسيوط، قبل الاستقرار بمنطقة الواحات في شهر يناير 2017، وأمضت المجموعة 10 أشهر في المنطقة المذكورة، وانضم إليها خلالها 6 عناصر جديدة، وهم المجموعة التي نفذت هجوم دير الأنبا صموئيل بالمنيا.

 

المسمارى اعترف فى التحقيقات أنه يحارب الشرطة والجيش في مصر، وذلك لأنه لديه قناعة منهجية تابعة لتنظيم القاعدة، وأن ضميره لم يؤنبه بعد مقتل أفراد الشرطة في حادث الواحات، وأن الهدف من ذلك "تحكيم شرع الله في الأرض، وإقامة دين الله في الأرض، والخلافة الإسلامية".

 

 كيفية دخول المسمارى مصر

وفقا لـ"التحقيقات" – أقر المسماري أنه فور دخوله مصر اشتبكوا مع قبيلة "التبو"، حيث استغرق دخولهم الحدود المصرية حوالي شهر، وتمركزوا في صحراء محافظات قنا وسوهاج وأسيوط، ثم استقروا في منطقة الواحات من يناير 2017، الأمر الذى أدى معه إلى التعرف على مجموعة في الواحات في حي سكني، على قناعة بأفكارهم الجهادية، وكانت مهمتهم توفير الدعم اللوجستي من بنزين وطعام وشراب، وأن مسألة قدومه إلى مصر كانت لتطبيق شرع الله، باعتباره واجب عليه وعلى غيره، لأن "الجهاد فرض عين".

 

لمن كان يتبع الإرهابي المسمارى؟

الإرهابى عبد الرحيم المسمارى اعترف خلال التحقيقات بأنه كان تابعاً للإرهابي عماد الدين عبدالحميد، المعروف بـ"الشيخ حاتم"، وكان مسؤولاً مع زميله "فرج الليبي" عن تقديم الدعم اللوجيستي للتنظيم التابع له، حيث أن التمويل كان يأتي من شيئين "الصداقات، والغنائم"، وأنه تعرف على شخص يدعى عماد الدين عبدالحميد، اسمه الحركي، الشيخ حاتم، مصري الجنسية، صاحب ميول قاعدية، في مجلس شورى المجاهدين، وبايعه على السمع والطاعة، باعتبار أنه أفكاره تتوافق مع أفكاره هو الآخر، وأن "الشيخ حاتم" شكّل تنظيما من 13 شخصاً من أجل إقامة الخلافة الإسلامية في مصر، حيث أنه كان جزءا من هذا التنظيم ولا فرق لديه بين مصري يحارب في ليبيا أو ليبي يحارب في مصر، لأنهم في النهاية مسلمين.

 

وبحسب التحقيقات اعترف الإرهابي المتهم بحادث الواحات "المسمارى"، إنه اقتنع بأفكار الجهادية بعد ثورة ليبيا 2011، وشارك أهل مدينة درنة الليبية في عدة عمليات مسلحة ضد جيش القذافي، وانضم في أواخر 2014 إلى مجلس شورى المجاهدين درنة، وهو عبارة عن كيانات اندمجت في صورة المجلس، وأفكاره كانت سلفية جهادية، وأنه شارك في زرع عبوات ضد الجيش الليبي، ودخل في مواجهات مع الجيش الليبي في أكثر من مكان.

 

عمليات عدائية تجاه دور العبادة

وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة أن المتهم تلقى تدريبات بمعسكرات داخل الأراضي الليبية على كيفية استخدام الأسلحة الثقيلة وتصنيع المتفجرات، وتسلل إلى مصر لتأسيس معسكر تدريب بالمنطقة الصحراوية بالواحات كنواة لتنظيم إرهابي، تمهيدًا لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تجاه دور العبادة المسيحية وبعض المنشآت الحيوية.

 

أسندت الجهات المختصة للمتهم الإرهابي عبد الرحيم محمد المسمارى الذى أرتكب وأخرون 11 اتهاماَ كالتالى:

 

أولاَ: الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، بأن انضموا إلى جماعة – كتائب ردع الطغاة والتى تتبع تنظيم الفتح الإسلامية – إحياء لتنظيم المليشيات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي بدولة ليبيا .

 

ثانياَ: الاشتراك فى اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جرائم إرهابية بأن أتحدت إرادتهم على ارتكاب جرائم قتل ضباط القوات المسلحة والشرطة المدنية وإتلاف أسلحتهم ومعداتهم واستهداف المنشأت العامة والحيوية فى الدولة المصرية.

 

ثالثاَ: قتل عمداَ مع سبق الإصرار والترصد 16 من ضباط وأفراد الشرطة المدنية من قوة مأمورية مداهمة الواحات البحرية بتاريخ 20 أكتوبر 2017 بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على إزهاق روح المجنى عليهم وكل من عساه أن يتواجد من قوات المداهمة لمكان تمركزهم بمنطقة الواحات البحرية، وأعدوا لذلك أسلحة نارية وذخيرة ومفرقعات – وترقبوا وصول المجنى عليهم فى أماكن مرتفعة أعلى التباب بمنطقة الحادث، وما أن ظفروا بهم حتى أمطروهم بوابل من الطلقات النارية والقذائف من مختلف الأسلحة حيازتهم قاصدين إزهاق أرواحهم، وقد اقترنت تلك الجنايات بأخرى عاصرتها وهى شروعهم فى قتل 12 من ضباط وأفراد الشرطة المدنية عمداَ مع سبق الإصرار والترصد.

 

رابعا: خطف وأحتجز وأخرون المجنى عليه نقيب شرطة مدنية محمد علاء الحايس، رهينة بغية التأثير على السلطات العامة فى أداء أعمالها وبغية الحصول منها على ميزة بإرغامها على إبداله بأحد التكفيريين المقبوض عليهم والمتحجزين قانونياَ والذى تم تحريره بواسطة قوات مكافحة الإرهاب.

 

خامساَ: سرقا بالإكراه أسلحة وذخيرة ومهمات قوات الشرطة المدنية لمعسكر العناصر الإرهاربية بمنطقة الواحات البحرية والمملوكة لوزارة الداخلية.

 

سادساَ: حازا وأحرز أسلحة نارية وبنادق ألية وذخائر لا يجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها بقصد استعمالها فى الإخلال بالأمن والنظام العام والمساس بنظام الحكم فى الدولة المصرية.

 

سابعاَ: خرب عمداَ أموالاَ منقولة مملوكة لوزارة الداخلية وهى أسلحة ومهمات ومعدات ومركبات قوات مأمورية الشرطة المدنية فى مداهمة منطقة الواحات البحرية.

 

ثامناَ: استخدام القوة والعنف والتهديد بغرض الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه وأمنه للخطر وإيذاء الأفراد وإلقاء الرعب بينهم وتعريض حياتهم وحرياتهم وحقوقهم العامة والخاصة للخطر.

 

تاسعا: تعدى على القائمين على تنفيذ وتطبيق أحكام القانون بالقوة والعنف .

 

عاشراَ: استولى بالقوة والعنف والتهديد والترويع على وسيله من وسائل النقل البرى – مركبات الشرطة المدنية من قوة مأمورية مداهمة منطقة الواحات البحرية ومعداتها ووسائل إدراتها، وذلك لاستخدامها ضد القوات المداهمة لوكرهم وتسهيل فرارهم.

 

الحادى عشر: حاز وأحرز بالذات والواسطة مواد تعتبر فى حكم المفرقعات معدة ومجهزة للانفجار وهى 20 عبوة كبيرة الحجم من المفرقعات وعدد من القنابل اليدوية

 

إعدام المسمارى

يشار إلى أنه فى غضون 13 أكتوبر 2019، أحالت المحكمة المختصة الليبى عبدالرحيم المسماري، المتهم الرئيسى فى قضية كمين الواحات، إلى مفتى الجمهورية، لاستطلاع الرأى الشرعى فى إعدامه، وفى غضون 17 نوفمبر 2019 قضت المحكمة المختصة بالسجن المؤبد لـ5 متهمين، والسجن المشدد 15 سنة لمتهم واحد، والسجن المشدد 10 سنوات لـ 9 متهمين، والسجن 5 سنوات لمتهم واحد، والمشدد 3 سنوات لـ 6 متهمين، وبراءة 20 متهما، والسجن المؤبد والمشدد غيابيا لعشرة متهمين.  

وفى غضون 27 يونيو 2020، نفذت السلطات المصرية، حكم الإعدام في الإرهابي عبدالرحيم محمد المسماري في القضية المعروفة إعلاميا بـ"حادث الواحات" الذى راح ضحيته 16 من قوات الأمن وإصابة 13 آخرين.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

70 هدفا فى 396 مباراة.. شيكابالا يحتل المركز الثامن بقائمة هدافى الزمالك عبر التاريخ

I’m Glad My Mom Died مسلسل جديد لـ جينيفر أنيستون.. اعرف تفاصيله

ملخص وأهداف مباراة فلومينينسي ضد الهلال فى كأس العالم للأندية

محمد إمام وهشام ماجد ومعتز التونى فى حفل زفاف حفيد عادل إمام (صور)

زيزو والشحات ومحمد شريف أبرز أبطال فيلم "صفقات برعاية بر الوالدين".. فيديو وصور


مصر تهزم نيجيريا وتتوج ببطولة أفريقيا للريشة الطائرة الهوائية

رامى إمام يحتفل بزفاف حفيد عادل إمام بحضور المقربين

الهلال السعودي يودع كأس العالم للأندية بالخسارة أمام فلومينينسي 2 - 1.. صور

تعرف على تطورات محاولات الأهلي لتدعيم الدفاع الأحمر فى ميركاتو الصيف

مصرع طفل صدمته سيارة والده أثناء لهوه فى البدرشين


فلومينينسي ضد الهلال.. ليوناردو يسجل التعادل للزعيم فى الدقيقة 51.. صور

محمد فؤاد يغنى "أنا بين إيديك" لابنته وزوجها فى حفل زفافهما (صور)

الصور الأولى من زفاف ابنة محمد فؤاد.. وهانى رمزى أول الحاضرين.. صور

زد يترقب موقف الأهلي من إعارة أحمد عبد القادر موسما خلال ميركاتو الصيف

تنسيق الجامعات 2025.. قائمة كليات يشترط القبول بها اجتياز اختبارات القدرات

أشعة جديدة تنتظر طاهر محمد طاهر فى الأهلي بسبب شد منشأ العضلة الأمامية

صاحب سندال تجسد علاقة صداقة حمادة الليثى بـ أحمد عامر قبل رحيله

المصرى مينا رزق يفوز برئاسة المجلس التنفيذى للفاو لمدة 4 سنوات بالإجماع

وفاة سائق قطار 43 سنة تعرض لنوبة قلبية بعد توقفه بمحطة التحرير بالبحيرة

شروط الالتحاق بمدرسة التكنولوجيا التطبيقية للصناعات النسيجية بالغربية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى