لم يفقدوا بصيرة تقديم الخير برمضان.. حكاية مبادرة "سفرة هنية" يقودها 30 كفيفا بشمال سيناء لتوفير إفطار صائم.. وتستهدف سائقي الأجرة والمسافرين ومرافقى المرضى بالمستشفيات من الأسر المتضررة من الإرهاب.. صور

واصل 30 شابا من أبناء محافظة شمال سيناء المكفوفين، تنفيذ مبادرتهم الخيرية "سفرة هنية فى رمضان" بتوفير وجبات إفطار وتوزيعها على الأسر المستحقة فى مدينتى العريش وبئر العبد.

وقال الدكتور عبد الكريم الشاعر، الأستاذ بجامعة العريش، ومنسق المبادرة للشباب المكفوفين، إنه بدأت فكرة المبادرة مع انطلاقة الفريق قبل سنوات، ويطلق عليه اسم فريق أصحاب البصيرة، من خلال برنامج تعديل السلوك الذي يطبق مع المكفوفين لتطوير سلوكياتهم وايجاد بديل عن الاعتماد على الآخرين وأخذ المساعدات منهم إلى العطاء وتقديم المساعدات للآخرين، ومنها بدأت بفكرة  فى رمضان العام الماضى وهى مبادرة "إفطار  مار"، والذي استهدفت سائقي سيارات الأجرة والمسافرين في موقف العريش للمحافظات الأخرى، واستهداف مرافقين المرضى بمستشفى العريش العام، والنزلاء  بنزل الشباب من الأسر التي تضررت من الأعمال الإرهابية.

وأضاف منسق الفريق، أنها بدأت بعدد 50 وجبة تبرع بتكلفتها فريق أصحاب البصيرة بأنفسهم، لدرجة أن بعضهم اشترك في تكلفة وجبة واحدة من مصروفهم البسيط، وفى رمضان هذا العام دشن تم تدشين  مبادرة  "سفرة هنية"، تعاون فيها الشباب من فريق أصحاب البصيرة من المكفوفين وضعاف البصر وبالتعاون مع طلاب جامعة العريش ، وخلالها تم استهداف الأسر الأكثر احتياجا بأحياء مدينة العريش وبئر العبد، بينها أحياء  "الريسة – أبو صقل - عاطف السادت - البلد - السمران - الصفا - المساعيد "، بعدد 305 وجبة ويتم توصيلها إلى منازل الأسر نظرا لظروف أزمة كورونا .

وبدوره أشار " أحمد على"، أحد الشباب المكفوفين المشاركين فى المبادرة، إلى أنها لاقت استحسان المجتمع المدني والمتطوعين من شباب المجتمع بالمحافظة، وحظيت بدعم كافة الأطياف من رجال أعمال وشباب التطوع بالمحافظة وجامعة العريش، لافتا إلى أن المشاركين فيها المكفوفين وضعاف السمع بعدد 30 شابا وفتاة، ومن المتطوعين من شباب التطوع 20 ومن وقيادات المجتمع 15 شخصية عامة، ويقود أعضاء الفريق من أصحاب البصيرة توزيع الوجبات بأنفسهم في الأحياء التي يسكنوا فيها بمساعدة أسرهم والمتطوعين.

وأضاف على، أن الفريق الذي يجمعهم أطلقوا عليه اسم أصحاب البصيرة، وتأسس فى عام 2018، ويضم مجموعة من المكفوفين وضعاف البصر والمتطوعين، والهدف من عمل الفريق بروح واحدة تنمية الوعي الوطني لدى أعضاء الفريق والمجتمع، وبناء فريق فعال في العمل التطوعي، وتعديل السلوكيات الشخصية والاجتماعية والثقافية لدى أعضاء الفريق والمجتمع، وتنمية المواهب والمهارات الفكرية واليدوية لدى المكفوفين وضعاف البصر تحت اسم "لمسات كفيف".

تجهيز وجبات الافطار

وتابع على، أن أهدافهم من تجمعهم كفريق من المكفوفين وضعاف البصر، تنفيذ مبادرات اجتماعية بالتنسيق مع الجهات الحكومية والجهات الأهلية، وبناء شراكات مع المؤسسات المجتمعية في الاحتفال بالمناسبات المحلية والدولية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، وتعليم وتدريب البنات المكفوفات وضعاف البصر المهارات المنزلية المختلفة ونفذ فى هذا السياق مبادرة الشيف الكفيف، وتعليم المكفوفين وضعاف البصر مهارات القراءة والكتابة بلغة برايل وتم تنفيذ مبادرة علمني كفيف، إلى جانب مزاولة بعض الانشطة والمسابقات الرياضية والفنية والثقافية والترفيهية بتنفيذ مبادرة بعنوان  كنوز بصيرة.

وأشار العضو المؤسس بالفريق، إلى أن دورهم أيضا امتد لتشجيع زملائهم المبدعين وتنفيذ أعمال فنية من أدائهم منها مسرحية (قصة سند، وأغنية عروسة النصر ، وأنه قام الفريق بالعديد من المبادرات المجتمعية وهى" زيارة الـحبة، هي دي أمي، إفطار مار، سفرة هنية، لقاء مسؤول، منا والينا، فرحة العيد، عيش علي شاطئ العريش، كشافة من غير عيون، أصم وكفيف ايد واحده، أهل الرضا، صاحبات الكفاح، أصحاب العصا البيضاء، أصحاب الشرطة، أصحاب القرآن، أصحاب التميز، أصحاب النصر، أصحاب النجاح ،أصحاب الوفاء".

معوانة المتطوعين