خطر الإرهاب فى فرنسا.. دراسة حديثة تكشف الجذور الإيديولوجية للتطرف فى باريس.. وكيف واجهت الحكومة الفرنسية جماعات العنف باتخاذ الإجراءات والعقوبات الصارمة لمواجهة جماعات الشر

الإرهاب في أوروبا
الإرهاب في أوروبا
كتب محمود العمرى

كشفت دراسة للمركر الأوروبى لمكافحة الإرهاب أن التطرف يطرح نفسه فى الساحة كظاهرة اجتماعية لا يمكن التغاضى عن مدى خطورتها، إذ بات التطرف والإرهاب يشكلان وجهين لعملة واحدة، فأينما ذكر مصطلح التطرف إلا وارتبط بظاهرة الإرهاب.

وكشفت الدراسات الحديثة عن تزايد مستمر فى معدل الجريمة والعنف والتخريب وغيرها من المظاهر السلبية فى المجتمعات الأوربية، بالأخص فى فرنسا والتى تتصدر مؤشر الإرهاب فى أوروبا، الأمر الذى يضع سياسة فرنسا تجاه محاربتها لمثل لهذه الظاهرة محل شك وانتقاد، فالسؤال الذى يطرح نفسه هنا هو لماذا تتصدر فرنسا مؤشر الإرهاب فى أوروبا؟

 

 الجذور الإيديولوجية للتطرف
 

الدراسة أكدت أنه بالرغم من الاتهامات الموجهة للأمة الإسلامية حاليا نتيجة اتخاذ الكثير من الجماعات المتطرفة والإرهابية راية الإسلام كشعار لها، إلا أن الكثير من الديانات والحضارات والدول عبر التاريخ عانت من الفكر المتطرف نتيجة لتأويل وتحريف النصوص الدينية عن سياقها الطبيعى واستخدامها لمصلحة هذه الجماعات.

وأوضحت الدراسة أنه تبين هذه الرؤية أن الإسلام كدين ليس له علاقة بالتطرف والإرهاب بدليل وجود الفكر المتطرف فى الكثير من الحضارات والأمم عبر الأزمنة، بل أن هناك اعتداءات قد ارتكبتها الجماعات الإرهابية على النصوص الدينية، وبالتالى ليس من المنطق أن نربط التطرف والإرهاب بالإسلام.

وتابعت الدراسة أما فيما يخص الجذور الإيديولوجية للتطرف والتى يربطها البعض بمصطلح -الإسلام السياسي- فهى تعود للسياق الاستعمارى فى النصف الثانى من القرن 19م، حين عاد مفكرون إصلاحيون كجمال الدين الأفغانى ومحمد عبده للنصوص الدينية المُؤَسِسة لمواجهة تفوق الغرب العلمى والتكنولوجى، بغية إعادة تفسير التراث الإسلامي. غير أنه قد تمت إعادة توجيهه نحو مشروع إسلامى شامل مناهض للغرب، من أبرز وجوهه رشيد رضا الذى دعا إلى عودة دولة الخلافة، هذا النهج اختارته جماعة الإخوان المسلمين التى تأسست فى مصر فى 22 مارس 1928، على يد حسن البنا، حيث يعتبرها المؤرخون بمثابة قاعدة أساسية للجماعات الإسلامية التى ستظهر فى المنطقة فى القرن 20م. محاربة التطرف العنيف فى فرنسا ـ استراتيجيات جديدة.

 

 أسباب النزوح نحو التطرف مجتمعيا فى فرنسا
 

وأوضحت الدراسة أنه ترتبط ظاهرة التطرف فى فرنسا بالانعزال وهذا الأمر يمثل حالة من الاغتراب الاجتماعى تعيشها الجاليات المسلمة فى فرنسا، إذ يتركز الكثير منها فى أحياء هامشية تنتشر فيها البطالة والانقطاع عن الدراسة ويشكّل فيها السكان مجموعات منعزلة عن الثقافة الفرنسية، ومن زاوية أخرى مغايرة فأغلب المتطرفين فى فرنسا ليسوا أبناء المساجد ولا المراكز الثقافية الإسلامية، فهم مسبوقين قضائيا فى ملفات لا علاقة لها بالدين، إذ يحاولون القطع مع ماضيهم بالتطرف والإرهاب، كما أن مساراتهم تبيّن أن لدى كل منهم دوافع خاصة، كذلك يمكن الإشارة لقضية الإحساس بالتهميش والتى ترتبط بأصول هؤلاء الواقعة فى الضواحي.

 

الاستقطاب عبر الإنترنت والجلسات المغلقة بالمساجد
 

وأكدت الدراسة أنه يوضح أحد المحللين بأن شبكة الإنترنت مليئة بالدعاية الجهادية الإسلامية المتطرفة، ومن الصعب على السلطات أن تحول دون ذلك، لأن الإنترنت من حيث المبدأ شبكة حرة.

وقامت السلطات الفرنسية بإجراءات لمنع التطرف داخل المساجد منذ شهر سبتمبر 2017 لمحاربة التطرف، حيث يتم اتخاذ إجراءات إغلاق المساجد والمراكز بموجب قانون الأمن الداخلى ومحاربة الإرهاب.

 

 المدارس الخاصة فى أوروبا تعتمد على أئمة من الخارج
 

وتسعى فرنسا للتخلص تدريجياً من الأئمة المبعوثين من دول أخرى، وطالب فى الوقت نفسه برفع عدد الأئمة المدربين فى فرنسا، حيث يتواجد فيها كثير من أئمة المساجد، الذين تم استقدامهم من دول مثل تركيا أو الجزائر ويتلقون رواتبهم منها، ساعيا بذلك للتحكم فى تمويل المساجد والأئمة بشكل صارم مستقبلا، كما أطلق ماكرون فى يناير 2019، “الجمعية الإسلامية للإسلام فى فرنسا”، والتى تعد مسؤولة عن مراقبة جمع التبرعات وجمع مداخيل ضريبة المنتجات الحلال، بالإضافة إلى تدريب واستقدام الأئمة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور الثلاثاء، 19 أغسطس 2025 05:00 م

الأكثر قراءة

بالزغاريد والدموع.. والدة شيماء جمال تعلن موعد العزاء.. وتؤكد: ربنا رجعلها حقها

دفاع قاتل الإعلامية شيماء جمال يكشف تفاصيل تنفيذ حكم الإعدام للمتهمين

تنفيذ حكم الإعدام فى قتلة الإعلامية شيماء جمال.. والأسرة تعلن موعد العزاء

جدول ترتيب الدورى الممتاز.. المصرى يتصدر

1 سبتمر.. اختبار حاصلى الثانوية العامة السعودية للالتحاق بالجامعات الحكومية


مصطفى حجاج يغنى لأول مرة عسل عسل ويرفع شعار كامل العدد بحفل مهرجان القلعة للموسيقى والغناء فى دورته 33.. ويهدى "بشكرك" لوالدته.. ويقدم أغانى لـ عدوية ونجاة وسط تفاعل الجمهور

10 صور من تتويج محمد صلاح التاريخى بجائزة الأفضل فى إنجلترا

المصرى يتعادل مع بيراميدز فى مباراة مثيرة بالدورى.. فيديو

إعلام إسرائيلى: وزير الدفاع يجتمع مع رئيس الأركان للتصديق على احتلال غزة

وصول محمد صلاح إلى حفل PFA Awards لأفضل لاعب فى إنجلترا.. صور


مصرع والد محمد الشناوي في حادث سير بطريق الواحات

محاكمة بدرية طلبة بتهمة الإساءة للشعب المصرى 16 سبتمبر.. مستندات

ميلان يعلن غياب لياو في افتتاح الدوري الايطالي أمام كريمونيزي

الأعلى للإعلام يواصل مناقشة ضبط أداء الإعلام الرياضي.. رئيس المجلس: تثقيف الشباب ونبذ التعصب ضرورة.. رئيس رابطة النقاد: الإعلام لا يزال قويا.. ويجب الالتزام بالأكواد الإعلامية وميثاق الشرف الصحفي

حسام المندوه فى تصريحات إذاعية: الزمالك "هيموت" لو تم سحب أرض 6 أكتوبر

تحسن الحالة الصحية لأمير عابد لاعب المقاولون وخروجه من المستشفى خلال ساعات

ميكروفون مفتوح يكشف "سر جنونى" بين ترامب وماكرون حول بوتين.. تفاصيل

إحالة الفنانة بدرية طلبة للمحاكمة بتهمة إساءة استخدام مواقع التواصل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى