لماذا كان استشهاد عثمان بن عفان أصعب على المسلمين من عمر بن الخطاب؟

عثمان بن عفان
عثمان بن عفان
كتب أحمد منصور

تمر اليوم الذكرى الـ1365، على رحيل خليفة المسلمين عثمان بن عفان، ثالث الخلفاء الراشدين، والذى رحل فى يوم الجمعة الموافق 18 من شهر ذى الحجة سنة 35 هـ، إلا أن هناك اختلاف فيما يخص تاريخ وفاته بالتقويم الميلادى، فهناك احتمالان بأنه قتل فى 17 يونيو عام 656م، أو فى 17 يوليو من العام نفسه، وبعيدًا عن ذلك لماذا كان مقتل عثمان أصعب على المسلمين من مقتل عمر بن الخطاب؟.

يقول المفكر عباس محمود العقاد فى كتابه "عبقرية عثمان"، فى سيرة عثمان ـ رضى الله عنه ـ صدمة عنيفة تواجه كل باحث فى تاريخ صدر الإسلام، وتلك هى قتلته البشعة وهو شيخ وقور جاوز الثمانين.

لم يكن عثمان أول خليفة قتل فإن الفاروق عمر بن الخطاب قتل قبله غدرًا وهو يقيم الصلاة، لكن مقتل عمر لم يكن صدمة فى تاريخ العقدية، قتله غلام دخيل على الإسلام ومن ورائه عصابة تدين بغير دينه، وتكره منه ما عمله لإقامة ذلك الدين، فلا غرابة ولا صدمة، ولا شىء فيه غير الفاجعة، التى تفجع نفوس المسلمين.

أما تلك القتلة البشعة التى أنهت بها حياة الخليفة الثالث فشىء غير هذا، وشىء بعيد عن هذا فى صدمته المفاجئة لم يتابع تاريخ العقيدة الإسلامية فى أطوارها الأولى، لم يمض جيل على الإسلام ويقتل خليفة المسلمين هذه القتله؟ فماذا صنعت هذه العقيدة إذا بنفوس الحاكمين والمحكومين؟، وماذا تغير من فتك الجاهلية بعد جهاد المؤمنين وإيمان الكافرين؟ والسؤال صدمة عنيفة، لكنه قائم على خطأ جسيم، وإن يكن خطأ قريب التصحيح.

فالعقيدة لا تبطل الخلاف والنزاع، ولا تختم الوقائع والأحداث فى التاريخ، ولم يحدث قط فى دعوة إصلاح فى الدين أو غير الدين أنها قسمت التاريخ إلى عهدين: عهد سابق كان فيه نزاع وكانت فيه أحداث، وعهد لاحق يبطل فيه النزاع وتنقضي فيه الأحداث.

لم يحدث هذا قط ولا يحسن أن يحدث، فأنه لو حدث لكانت العقيدة المصلحة شللا معطلا لحياة الأمم، معوقا للتاريخ فى مجراه المطرد إلى غير قرار، أن العقيدة لا تلغى الحوادث والخصومات، ولكنها تجدد القيم التى تدور عليها الحوادث والخصومات.

 

فإذا تركنا الحوادث جانبا ونظرنا إلى التاريخ في صدر الإسلام على أنه تاريخ قيم ومبادئ، فلنا أن نقول أننا امام فواجع مؤلمة، يود الناظر إليها لو يقبض بصره عنها، وليس لنا أن نقول أننا أمام صدمة يصطدم هناك إذا نحن وزنا الحوادث بميزان القيم، وعلمنا أن التاريخ لن يخلو من الحوادث، وان حوادث الخلاف ليست بأكبر الشرور التي تبتلى بها ضمائر بنى الإنسان.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إخلاء سبيل إبراهيم سعيد بعد استئنافه على حكم حبسه بسبب نفقة طليقته

الزمالك يتسلم استغناء عمرو ناصر خلال ساعات

الطقس غدا.. شديد الحرارة وشبورة والعظمى بالقاهرة 37 والإسكندرية 31 درجة

إصابة 4 أشخاص إثر حادث تصادم سيارتين فى التجمع

ريبيرو يخطر الأهلى برفض رحيل 7 نجوم بسبب أزمة وسام أبو علي


الرئاسة: الرئيس السيسى ونظيره الصومالى عقدا مباحثات ثنائية

وزير التعليم: نظام الثانوية العامة الحالى قاس على الطلاب والأسر

الأهلى يجهز مكافأة بالدوري والمشاركة فى المونديال لـ "يحيى عطية الله"

الرئيس السيسى: زيارة رئيس الصومال لمصر تجسد عمق روابط الأخوة بين البلدين

وزارة العمل تنذر 7 منشآت بالقاهرة غير ملتزمة بتطبيق الحد الأدنى للأجور


وزير التعليم: "لو عايز تبقى مهندس وماجبتش مجموع البكالوريا هتديك الفرصة"

وزير التعليم: نظام البكالوريا المصرية خطوة فارقة في تاريخ التعليم المصرى

الأهلي يترقب القرار النهائي للريان القطري لحسم مصير وسام أبو علي

ملخص مباراة الولايات المتحدة ضد المكسيك فى نهائي كأس الكونكاكاف الذهبية

تصنيف جديد لرخص العمالة الوافدة بالسعودية.. اعرف التفاصيل

فيفا يحدد حكام مباريات نصف نهائي كأس العالم للأندية

نصف نهائي كأس العالم للأندية يرفع شعار "أصدقاء الأمس.. منافسي اليوم"

قبل ورود رأي المفتي.. 20 معلومة عن "سفاح المعمورة"

شريف مكاوى يكشف عن مشاركته فى ألبوم عمرو دياب ويشرح تفاصيل عمله كمصمم أصوات

أهداف مباراة الولايات المتحدة ضد المكسيك فى نهائى كأس الكونكاكاف الذهبية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى