حتى نغلق الباب أمام الدعاة المزيفين

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم أحمد التايب
مما لا شك فيه أن تجديد الخطاب الدينى أصبح ضرورة حتمية، وخاصة بعد أن حاول البعض من خلال العقود الماضية إلى تحويله إلى خطاب للكراهية والتطرف، فكان نتاج ذلك ظهور مذاهب وجماعات قدمت لنا خطابا يخدم أهوائهم حتى ولو على حساب الإسلام نفسه.
 
فرأينا خطابا محور تركيزه على إسلام السيطرة وأن لا إسلام دون الوصول إلى الحكم حتى لو تطلب ذلك جهادا من جميع الناس فصدمنا جميعا بكمية كبيرة من جماعات تكفيرية وتنظيمات سرية، طلت برأسها حينما حانت الفرصة لتكشف عن حقائق هؤلاء المخادعين.
 
 
والعجيب أن أصحاب هذا الخطاب من الذين يدعون السماحة والاعتدال والدعوة إلى الله هم أنفسهم دعاة لهؤلاء التنظيمات ومشجعين للانضمام إليها من خلال فتاويهم، وأفكارهم  من خلال التركيز على تقديم  إسلام الحروب والغزوات والفتوحات والقتال والدم، فامتلأ عقل الشباب بأسماء حملة السيوف، وعلت صيحات الجهاد وحتميّة قتال المشركين في أيّ زمان وأيّ مكان.
 
فوجدت الأمة نفسها أمام صورة بأن الإسلام دين الحروب وقتال المشركين، لتتولد عن تلك الصورة جماعات ارهابية متوحشة اتخذت من فتاوى هؤلاء ذريعةً لمسلكها الإرهابي واستحلال القتل وسفك الدماء لكل من يخالف أفكارهم حتى ولو كان مسلما مثله أو شريكا له فى وطنه وبلده أو حتى أخ له من أبيه وأمه.
 
بل إن من المؤسف حقا ونحن فى عصر الحداثة أن يختزل دين الإسلام العظيم وما به من قيم جليلة إلى الاستغراق في سفاسف الأمور وتضخيمها وجعلها قضايا مصيرية مثل، الحجاب والنقاب واللحيّة، وكيفية دخول الحمام  والطهارة والنجاسة، ودم البرغوث، لنكون أمام فتاوى كوميديا بمثابة أضحوكة ومحل سخرية وتهكم.
 
لذا.. بعد كشف زيف هذا الخطاب وادعاء أصحابه وضعف تخصصهم، يجب على المؤسسات الدينية كالأزهر الشريف العودة من جديد وبكل قوة لعدم السماح بوجود فراغ يستغله تلك المزيفون من جديد، وعلى رجال الأزهر وأهل التخصص أن يعملوا ليل نهار لإصلاح ما أفسده هذا الخطاب على مر عقود من زمان بتقديم صورة راقيّة رائعة لهذا الإسلام.
 
وختاما .. نعم لخطاب دينى يعمل على تقديم صورة إسلام العقل والفكر والحكمة، إسلام التسامح والاعتدال.. إسلام المواطنة والمحبة.. إسلام صالح لكل زمان ومكان.. إسلام يحث على الرخاء لا الدمار والخراب .. إسلام دين علم وفكر ، لأننا لو أننا قدمناه كذلك لتجنبنا تلك الشرور والإرهاب والجرائم التي ارتكبت باسم هذا الدين العظيم وهو منها براء.. ولوجدنا خطابا يلتف حوله الناس ويعم السلام وتنتشر المحبة ويرضى عنا رب العزة، مع ضرورة أن من يقوم بهذا التجديد هم أهله من أهل الاختصاص وخاصة أن لدينا نعمة هى الأكبر وهى الأزهر الشريف فلا ينبغى أن يترك هذا التجديد لكل من هب ودب.. وهنا المسؤلية تقع على عاتق المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف ليخرج خطابا صالحا للجميع يصب فى خدمة الدين والوطن ..
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جنايات الزقازيق تنظر محاكمة المتهم بقتل والدته حرقا بسبب المخدرات بالشرقية

فرص عمل فى 19 شركة فى الأردن بمرتبات تصل إلى 450 دينار شهريا.. إنفوجراف

وزير الصحة: 27 مصابا فى حادث حريق سنترال رمسيس وانتشال 4 جثامين

مصرع شاب إثر تعرضه للدغه ثعبان سام بالغربية

الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة


طلب خاص من وسام أبو على للأهلى لإنهاء شرط العشرة ملايين دولار

ترتيب الكرة الذهبية 2025.. صدارة فرنسية ومحمد صلاح رابعًا

معلومات الوزراء: مصر تتطلع للاستفادة من خبرات دول تجمع البريكس فى5 مشروعات

فرص عمل جديدة في البوسنة والهرسك برواتب 52 ألف جنيه شهريا.. التفاصيل

اتحاد الكرة: لن نستدعى زيزو والأهلى إلا بعد حضور محامى الزمالك لجلسة الاستماع


موعد مباراة فلومينينسى وتشيلسى فى كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

حبس السائق المتسبب فى حادث مصرع طالبة وإصابة 11 بالشرقية

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

وزير الاتصالات: عودة الخدمات بشكل تدريجى خلال 24 ساعة

ريبيرو يستفسر عن تطورات الصفقات الجديدة فى الأهلي قبل التحضير للموسم الجديد

فلومينينسي يصارع تشيلسي على بطاقة نهائى كأس العالم للأندية 2025

تعرف على الطرق البديلة عقب قرار غلق الطريق الإقليمى لمدة أسبوع

ميسي vs رونالدو.. هل يعود الصراع التاريخى عبر بوابة الدوري السعودي؟

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى