على خطى هيمنجواى فى كوبا.. هايدى عبد اللطيف تقبل الهدية

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
كتب أحمد إبراهيم الشريف
"كان هيمنجواى يفضل العزلة والكتابة فى الصباح الباكر".. استوقفتنى هذه الجملة عندما قرأتها فى كتاب "على خطى هيمنجواى فى كوبا" لـ للكاتبة والمترجمة هايدى عبد اللطيف، والصادر حديثا عن دار نشر آفاق، وقلت: كيف أن الكاتب العظيم الذى صنع فى حياته وموته صخبًا أزعج العالم كله يحب العزلة؟
 
كتاب "على خطى هيمنجواى فى كوبا" رحلة حقيقية مع كوبا المدينة القديمة التي عرفت طريق الثورات والحروب وعرفت صناعة السيجار والموسيقى أيضا، كوبا التى يعرفها الجميع لأن "جيفارا" مر من هنا، وكذلك لأن الكاتب الأمريكى الشهير "أرنست هيمنجواى" عاش بها جانبًا مهما من حياته، فالكتاب عن جدلية الإنسان والمكان، وأن من حسن حظك لو عشت فى مكان تحبه ويحبك.
 
كانت هايدى عبد اللطيف تتبع أثر هيمنجواى هناك، لكنها فى الوقت نفسه كانت مشغولة بسبل الحياة القديمة والجديدة فى كوبا، لقد وقعت فى غرام المكان وناسه، وفهمت لماذا حدث الشيء نفسه مع هيمنجواى وكيف أنه أحب "هافانا" وأحبته.
 
أنا أحب قراءة الكتب التى يصيغها أصحابها بشغف، وهكذا جاء كتاب "على خطى هيمنجواى"، فلم تكن هايدى عبد اللطيف مكلفة به لجهة ما، بل كانت تقضى رحلة قصيرة فى كوبا، وقد وضعت لنفسها خطة تزور فيها أماكن متعددة بحيث تخرج فى النهاية ببانورما عن المكان، ولكن كل ذلك تغير تمامًا، لقد همس هيمنجواى فى أذنها "اتبعينى" فتبعته.
 
وقدم الكتاب عدة مفاتيح لفهم شخصية هيمنجواى، كما قدم مفاتيح أخرى لفهم المدينة وثقافتها، بالطبع لن نستطيع حصر كل الإشارات الذكية التى التقطتها هايدى عبد اللطيف ولكن سنتوقف عند بعضها، لقد كان هيمنجواى "متباهيًا بإنجازاته" وذلك يفسر الكثير من المواقف، منها علاقته بالناس حوله ودعوته للعديد من نجوم المجتمع لزيارته فى "فينكا بيهيا" بيت هيمنجواى الذى تحول إلى متحف، ويفسر لنا مدى الجمال والفخامة فى بيته ومدى افتنانه بالفن والجمال، ويفسر لنا علاقته بالكوبيين أنفسهم، ولماذا سعد عندما كانوا ينادونه "بابا"، كما يفسر لنا انتحاره فى النهاية.
 
الزاوية الأخرى أن هيمنجواى كان "صيادًا"، قالها أكثر من مرة فى حديثه "ويرجع الأمر لكونى صيادًا"، وهنا يمكن أن نفهم الكثير عنه من طبيعة الصياد الكامن فيه، طبيعة صبورة وفى الوقت نفسه لا تقبل أن يفرض أحد عليها شيئا ودائما هي ساعية وراء حلم، خاصة أنه لم يكن يصطاد ليجد قوت يومه، بل كان يصطاد ليعلق ما يصاده أمام عيون الناس تشاهده بانبهار.
 
تقول هايدى عبد اللطيف بعدما زارت بيت هيمنجواى " كل شىء كأنه ينتظر صاحبه" نعم، نعرف من الكتاب أن كوبا أحسنت الاهتمام بـ الكاتب الأمريكى، لا أقول استغلته، لا لم تفعل ذلك، لقد وظفت سنواته التى قضاها فيها خير توظيف، وحتى أصحاب الحانات والمطاعم، استفادوا منه كثيرا، ولكننى توقفت كثيرا متأملًا التمثال النصفى الذى صنعه صيادو "كوهيمر" القرية التى عاش فيها "سانتياجو" بطل رواية هيمنجواى الأشهر "العجوز والبحر" لقد صنعت الرواية أسطورة المكان، لذا رد الصيادون الجميل للكاتب وأقاموا له نصبا تذكاريا تمثالا نصفيا، تقول هايدى عبد اللطيف "لكن الصيادين البسطاء الذين يكسبون قوتهم يومًا بيوم، لم يكونوا يملكون سوى الحديد الموجود فى قواربهم، سواء كان مروحة محرك، أو مرساة، أو ما يشبه ذلك، فجمعوا القطع الحديدية المختلفة وقدموها للنحات فرناندو بواتا مارتن، لكنها لم تكف سوى لصنع مجسم نصفى وضعوه على نصب صغير وسط دائرة من الأعمدة الرومانية"، لقد كان هذا التمثال حبا خالصا للكاتب الشهير.
 
بقى أن أتحدث عن شغف هايدى عبد اللطيف، لقد وقعت ف حب هيمنجواى وحب كوبا أيضا، لذا صاغت كتابها كما أحبت، بذلت فيه مجهودا كبيرا، إنه كتابها الأول فى أدب الرحلة، لذا أرادته كاملا، فلم تكتف بانطباعاتها عن الرحلة، بل سعت خلف المعلومات فأكملت الناقص وناقشت المختلف وصححت المغلوط ووثقت الشائع، وقدمت لنا مادة عن كوبا وثقافتها وجمالها، بينما كان هيمنجواى يرمقها من إحدى حاناته المفضلة، شاكرا لها صنيعها.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هل تنتهى "العداوة المصطنعة" بين الأهلي والإسماعيلى بعد إلغاء الهبوط؟

تزوجى من غيرى ولا تحرمى نفسك من شىء.. آخر كلمات إيلى كوهين فى وصيته

وزارة العمل تعلن فرص عمل جديدة فى الصيدليات برواتب تصل لـ9400 جنيه

النيابة تأمر بتفريغ كاميرات المراقبة بواقعة سرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوى

تطورات تمديد عقد حمزة علاء مع الأهلى بعد رفض عرض الزمالك


النيابة تحقق فى سرقة ملايين الدولارات من مسكن الدكتورة نوال الدجوى بأكتوبر

أمن الجيزة يفحص مشتبه بهم لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي

دفاع المتهم بواقعة الطفل ياسين يستأنف على حكم الجنايات

غرفة عمليات البعثة تتابع تحركات الحجاج فى المدينة المنورة

فحص كاميرات المراقبة لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي


جيش الاحتلال: دخول 9 شاحنات مساعدات إلى غزة اليوم من معبر كرم أبو سالم

ماذا كتب الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى وصيته قبل إعدامه بساعات؟

رئيس بعثة الحج الرسمية: وصول أول 1000 حاج من بعثة القرعة إلى مكة المكرمة

إسبانيا و6 دول أوروبية تدعو إسرائيل لوقف المذبحة فى غزة: لن نبقى صامتين

جهاز الزمالك يضع برنامجاً لتجهيز المصابين استعداداً لمواجهة بتروجت

مصطفى شعبان ليس نجم تمثيل فقط.. فارس ومذيع ومطرب ونجم إعلانات

وزارة التعليم: 4 سنوات سن التقدم لـ"kg1" بالمدارس الرسمية للغات لعام 2026

جولة بالأتوبيس الترددى بعد التشغيل التجريبى للمرحلة الأولى بإجمالى 14 محطة.. يعمل بالكهرباء ومدعم بكاميرات مراقبة وهذا سعر التذكرة.. أنفاق داخل المحطات لربطها بجانبى الطريق.. والميكروباص لن يعود.. صور

تحتاج لمليار دولار.. عوائق تمنع ترامب من استخدام الطائرة القطرية

ليفربول يسعى لكسر لعنة "الممر الشرفي" ضد برايتون فى الدوري الإنجليزي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى