أكرم القصاص يكتب: هل ينهى نظام "بابل شيت" كابوس الثانوية العامة؟.. إنهاء آلام الثانوية العامة هو بداية الخروج من واقع تعليمى شكلى إلى حقيقة تقود لمستقبل أفضل.. إنهاء عمليات الحفظ والتلقين واعتماد البحث والتفكير

أكرم القصاص
أكرم القصاص
فى أول تجربة لامتحانات «بابل شيت»، تبدأ مرحلة جديدة مع الثانوية العامة، ضمن عملية تطوير التعليم ونظام الامتحانات، ونظام «بابل شيت» يعنى أن الامتحان فى ورقة منفصلة، ليست بها إجابات، لكن أسئلة فقط عليها اسم الطالب، وورقة منفصلة أخرى هى «بابل شيت» مكتوبة بها أرقام الأسئلة، وكل سؤال له أكثر من إجابة، يختار الطالب الحل من بينها عن طريق التظليل على الدائرة، ثم إن عملية التصحيح فى «بابل شيت» تتم دون تدخل بشرى، عن طريق دخول ورقة الإجابة، ومكتوب عليها اسم الطالب بجهاز للتصحيح التلقائى على الجزء المظلل، وهذا الجهاز يُظهِر الدرجة.
 
وميزة التجربة أنها تختبر النظام الجديد، والذى يعد أكثر تطورا من «البوكليت»، وإن كان يعتمد على طرق أحدث تختلف عن الطرق التقليدية، وهناك أمل أن تنعكس هذه الطريقة على إنهاء كابوس الثانوية العامة، ضمن عملية تطوير تشمل نظام التعليم.
 
وكان هناك اعتراف بأن العملية التعليمية قبل التطوير معقدة ومتشابكة، ونتاج تراكمات وتدخلات ومشروعات غير مكتملة على مدى عقود، ظل التعليم مجالا للتجريب والتغيير والتبديل، لكن ظلت الثانوية العامة طوال هذه العقود تمثل حالة من الرعب والخوف والقلق داخل الأسر المصرية، لكن المشروع الحالى، هو أول مشروع يتضمن تغييرا شاملا فى شكل ومضمون التعليم، وهو تغيير واجه وما زال الكثير من الجدل والمناقشات والحوارات، لعل أهمها كان رفض إدخال التابلت فى التعليم، حيث واجه هذا الأمر رفضا واعتراضات خوفا من نقص البنية التقنية. 
 
وسعت وزارة التعليم لإقناع أولياء الأمور والتلاميذ بأهمية التابلت فى تلقى الدروس والتفاعل فى الامتحانات، وواجه مقاومة ورفضا وسخرية، لكن فيروس «كورونا» اضطر مئات الآلاف من التلاميذ وطلاب الجامعات إلى قبول التعامل «أونلاين»، وأكملوا تلقى محاضراتهم وأنجزوا الامتحانات والأبحاث بالإنترنت، وبالتالى فقد دعم «كورونا» نظرية تطوير التعليم، وما رفضه التلاميذ وقطاعات من المجتمع طوال شهور، قبلوه فورا تحت ضغط الفيروس.
 
ظلت الثانوية العامة مأساة، حيث كان يعيش التلميذ وأهله فى صراع وحرب، ويختصر الحاضر والمستقبل فى ثمانية شهور، آلام فى الاختيار بين العلمى والأدبى، ومعاناة فى الدروس الخصوصية، ورعب قبل الامتحانات، وقلق فى انتظار النتيجة، ثم مرحلة من الحزن والغضب والارتباك ترافق عملية اختيار الرغبات، حيث يقود المجموع، وليست الرغبات أو الهوايات، عملية تحديد الاختيارات.
 
ولا شك أن إنهاء آلام الثانوية العامة، هو بداية الخروج من واقع تعليمى شكلى، إلى حقيقة تقود لمستقبل أفضل، وينتهى شعور الحزن والخوف، ومن هنا فقد تضمنت عملية تطوير التعليم جزءا طويل الأمد يبدأ من الحضانة إلى الثانوية العامة، ويعتمد على الطرق الحديثة فى التعليم، والتخلص من تحويل التعليم إلى مجرد عملية تلقين لدخول امتحانات لا علاقة لها بالواقع. 
 
كانت المطالب أن تنتهى عمليات الحفظ والتلقين، وتحل مكانها طرق تعتمد على البحث والتفكير والفهم، وأن تكون الامتحانات مجرد جزء من مرحلة طويلة، تمتد على مدار شهور العام، ولا تختصر فى أيام إذا ضاعت ضاع جهد الطالب. 
 
فى العام الماضى، تم تطبيق نظام «البوكليت» والذى يعتمد شكلا ومضمونا جديدا يختبر فهم الطلاب واستيعاب المناهج، وبالرغم من مقاومة البعض لهذا الشكل، فقد كان انعكاسه على الطلاب مختلفا، وأكثر إيجابية من النظام التقليدى القائم على الحفظ، وهذا العام تم تطوير نظام الامتحانات فى الثانوية إلى «بابل شيت»، وتجرى امتحانات تجريبية تبدو أفضل من النظام التقليدى، حيث تتضمن أسئلة متنوعة تغطى المناهج وتختبر قدرة الطالب على الاستيعاب، ونظام تصحيح بلا تدخل بشرى، وحتى الآن فإن انطباعات الطلاب أن الأسئلة مناسبة والتجربة أفضل، لأن تنوع الأسئلة والاعتماد على الفهم يساعدان على توسيع فرص الطلاب، وحال نجاحها تمثل نهاية عصر كابوس الثانوية العامة.
 
p
p

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور الثلاثاء، 19 أغسطس 2025 05:00 م

الأكثر قراءة

1 سبتمر.. اختبار حاصلى الثانوية العامة السعودية للالتحاق بالجامعات الحكومية

اليوم العالمى للعمل الإنسانى.. عمال الإغاثة فى وجه النيران.. أرقام أممية صادمة: مقتل 517 منهم 509 بالأراضى المحتلة وحدها.. وجوتيريش: العمال الإنسانيون شريان الحياة لـ300 مليون شخص محاصرين فى الصراعات والكوارث

كولومبوس كرو يقدم وسام أبو علي.. صور

الريال ضد أوساسونا.. مبابي يفتتح أهداف الملكي فى الدوري الاسباني (فيديو)

مصطفى حجاج يغنى لوالدته ويقدم أغانى لـ عدوية ونجاة فى مهرجان القلعة


لفتة إنسانية لمصطفى حجاج مع أطفال من ذوى الهمم بمهرجان القلعة

المصرى يتعادل مع بيراميدز فى مباراة مثيرة بالدورى.. فيديو

جمهور القلعة يرقص على أنغام "خطوة" و"100 وش" فى حفل مصطفى حجاج

فرقة لاثونا جايتيرا الكولومبية تقدم حفلا فى مهرجان القلعة (صور)

قديم.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو لشرطي حامل سلاح والتعدي على الأهالي


طاهر النونو: مقترح بتشكيل لجنة من المستقلين لإدارة غزة فور وقف إطلاق النار

محاكمة بدرية طلبة بتهمة الإساءة للشعب المصرى 16 سبتمبر.. مستندات

شيكابالا يناشد الرئيس السيسي لإنقاذ الزمالك: النادي ركيزة للقوة الناعمة لمصر

مصرع 3 وإصابة 7 فى تصادم تريلا وأتوبيس وسيارتين بالأوتوستراد.. صور

زينة تستكمل تصوير ورد وشوكولاتة فى القاهرة بعد انتهاء مشاهد لبنان

المعاينة: وجبة سريعة التحضير وراء وفاة الطفل حمزة بالمرج بعد تناوله 3 أكياس

ميكروفون مفتوح يكشف "سر جنونى" بين ترامب وماكرون حول بوتين.. تفاصيل

هدير عبد الرازق أمام حكم بالحبس فى 9 سبتمبر بتهمة الفيديوهات الخادشة.. تفاصيل

ملك أحمد زاهر تكشف كواليس تصوير أزمة ثقة: أكتر دور تعبنى فى حياتى

تاجرة مخدرات كلمة السر فى وفاة ماثيو بيرى.. اعرف التفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى