"مستشفى الدمرداش"

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
بقلم: دينا شرف الدين

سأتحدث بمقال اليوم عن مستشفي الدمرداش الجامعي التابعة لجامعة عين شمس والتي تعد أحد الصروح الطبية الحكومية المجانية العتيقة، كنوع من أنواع الشكر لمستحقيه وإشادة عن تجربة شخصية تستحق الرواية من باب العدل والإنصاف .

" بدأت القصة منذ أن فوجئنا كأسرة بشقيقتنا في أول أيام عيد الفطر  قد ظهر عليها طفح جلدي و بقع دموية دون سابق إنذار أو حتي مرض ما، وما أن قامت بعمل صورة للدم بناءً علي نصيحة أحد الأطباء المقربين حتي انزعج ونصحنا بالتوجه الفوري لأحد المستشفيات لنقل صفائح الدم التي انخفضت لمعدل غير مسبوق علي الإطلاق بحسابات الأرقام، وما قد يودي بحياتها نظراً لحتمية النزيف بأي مكان داخل أو خارج الجسم.

وعلي الفور اصطحبناها لأحد المستشفيات الفاخرة ذات الأرقام المادية المخيفة، لكنهم رفضوا استقبالها لخطورة الحالة، وبعد بحث وسؤال قوامه ليلة كاملة في شوارع القاهرة والجيزة بحالة لا تحتمل الانتظار، نصحنا الطبيب المقرب بمستشفي عين شمس التخصصي، وبالفعل توجهنا لعين شمس وتم استقبال الحالة وطمئنتنا بتوافر صفائح الدم المطلوبة، وأثناء إجراءات الدخول التقليدية تم عمل مسحة كورونا للاطمئنان أن المريضة غير مصابة بها، إذ أن المستشفي غير مخصصة للعزل، وكانت المفاجأة أن المسحة إيجابية علي غير المتوقع مما دفعهم  لعدم قبولها لعلاج صفائح الدم.

ولكن :

لم ترفض المستشفي دخول الحالة لإصابتها بكورونا وتدير ظهرها وتتخلي عن مسؤوليتها تجاه المرضي، لكنها خصصت عربة إسعاف علي الفور لنقل المريضة لأحد المشافي التابعة لها والمخصصة للعزل وهي مستشفي الدمرداش .

وبعد أن كنا علي أتم استعداد للتضحية بأي مبالغ مادية بأي مستشفي خاص ممن أغلقوا أبوابهم بوجهنا، كما لم تكن عين شمس التخصصي مجانية بل جامعية و لكن بمقابلات مادية محتملة، إذ تم عزل شقيقتي بمستشفي الشهيد "أحمد شوقي" الجديدة التي تم إنشاؤها منذ عامين داخل هذا الصرح الطبي الجامعي المسمي بالدمرداش ."

لا أخفيكم سراً :

أن الفكرة التي تم ترويجها عن مشافي الحكومة أصابتنا ببعض القلق، وكنا نرغب بنقلها لمكان آخر، فضلاً عن عدم السماح لنا بالدخول كي نطمئن علي مستوي النظافة و الخدمات لأنها مخصصة للعزل، وهذا ما دفعني لكتابة هذا المقال، لأعترف أنني و غيري كنا علي خطأ و أنه وجب علي أن أشهد شهادة حق سأحاسب عليها أمام الله، فقد علمنا من خلال متابعة الحالة تليفونياً أن هذه المستشفي المجانية تقدم الخدمات الطبية كما لم يقدمها أحد، ناهيك عن كونها من حيث النظام والنظافة والرعاية والمتابعة تضاهي فنادق الخمس نجوم كما أكدت لنا شقيقتي، والتي فور دخولها قام الأساتذة الجامعيين من الأطباء بتوفير أكياس الصفائح الدموية و تعليقها واحداً تلو الآخر  ووضع برنامج العلاج الفوري، إذ أن هناك بنك للدم بالدمرداش.

وقضت المريضة سبعة أيام تتلقي بهم خدمة ممتازة علي كافة المستويات من طعام لأدوية لمتابعة غير منقطعة لنظافة ونظام لا مثيل له، هي وكل مريض أكرمه الله بهذه الأيادي الأمينة التي تعمل بأزهد الأجور والتي تتقي الله بهؤلاء الذين لا حول لهم و لا قوة كما ينبغي أن يكون و أكثر .

وعند خروجها بفضل الله الذي كتب لها مزيداً من العمر بحالة نادرة من نوعها  كما ذكر كل الأطباء، لم تدفع حتي جنيه واحد .

في حين أن أي مكان آخر غير مشافي الدولة لم تكن لتقل تكلفة علاجها آنذاك عن مئات الآلاف، وربما لن تكون الخدمة المقدمة علي نفس المستوي و بكل تأكيد لن تكون مصلحة المريض في الأولوية لكنها المادة أولا وأخيراً .

نهاية :

أناشد أهل الخير ممن يبحثون عن فعله بحق لمن يستحقه، أن يخصصوا جزءاً من تبرعاتهم لمستشفي الدمرداش الجامعي المجانية التي لا تخصص ميزانية للحملات الإعلانية كما يفعل الكثير غيرها .

شكراً من القلب لمستشفي الدمرداش الجامعي و مثيلاتها ممن علي نفس المستوي الراقي المبهر بجميع أنحاء جمهورية مصر العربية .

شكراً وزارة الصحة المصرية والجامعات الحكومية المصرية التي تتبعها تلك الصروح العظيمة .

شكراً سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وضع ملف صحة المصريين و القضاء علي الأمراض المزمنة و تقديم الرعاية الصحية المجانية لكل مواطن بأولي أولوياته منذ قيادته للبلاد .

                                              اللهم بلغت اللهم فاشهد

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القانون ينظم ضوابط فحص الطلبات بعد غلق باب الترشح بانتخابات الشيوخ

مدحت عبد الهادى صخرة دفاع الزمالك السابق يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ"51"

سياسات واستراتيجيات تنقل ذوى الهمم من التهميش إلى الإنتاج.. الدولة تضعهم فى قلب خطة لتمكين اقتصادى يفتح لهم أبواب الأمل.. تدريب مهنى فى محافظة أسيوط وتسليم ماكينات بعد تقييم اجتماعى للتأكد من الاستحقاق.. صور

مى فاروق تحيى سهرة خاصة لأم كلثوم بمهرجان قرطاج الدولى 16 أغسطس

بعد 42 يوما من الرحيل عن الأهلى.. على معلول يرفض عروض خليجية غير مقنعة


غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

انفجارات عنيفة تدوي في مدينة جبلة السورية

الجارديان: ترقب أوروبى حذر مع تصاعد تهديدات ترامب الجمركية

تسونامى المخدرات يهدد أمريكا اللاتينية.. الكوكايين ينتشر فى البرازيل ويضرب 11 مليون متعاطى.. السباق التكنولوجى للتجار فى كولومبيا يؤجج المخاوف.. "مخدر الزومبى" يثير الرعب فى المكسيك.. والفنتانيل ينتشر فى تشيلى

هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل


موعد مباراة تشيلسي ضد بي إس جي فى نهائى كأس العالم للأندية 2025

تشيلسى ضد باريس سان جيرمان.. أوبتا تحسم المتوج بكأس العالم للأندية

بالأسماء والرموز.. قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ بجميع محافظات مصر

ننشر قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة كفر الشيخ

خفة دم تامر حبيب مع إنجي علي على أغنية "خطفونى" لـ عمرو دياب

إعلام إسرائيلي: مقتل 10 جنود في قطاع غزة منذ مطلع يوليو الجارى

ماكينات حفر الخط الرابع للمترو لا تتوقف.. طاقم مصرى يصل الليل بالنهار لإنجاز المشروع.. المكينة تحفر 22 مترا يوميا والنفق حلقات خرسانية يتم تركيبها وتصنيعها محليا.. وهذه طرق تأمين العمال تحت الأعماق.. صور وفيديو

الهيئة الوطنية تنشر آلية استعلام المواطنين عن مقر اللجان بانتخابات مجلس الشيوخ

الخارجية الفرنسية: نجدد رفضنا القاطع لأى تهجير قسرى لسكان غزة

الدفع بـ4 خزانات مياه استراتيجية لإخماد حريق مصنع مدينة بدر.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى