الرسائل العلمية والحرامى الغشيم..

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

سرقات البحث العلمى، قضية كبيرة تستحق الاهتمام والمتابعة من جانب الأكاديميين في مختلف الجامعات، بعدما تحول البحث العلمى في جزء كبير منه إلى "سبوبة"، وتمضية لأوقات لفراغ بعض الدراسين، الذين لا يجدون فرصاً حقيقية في المجال العملى، فيكون البديل الدراسات العليا ورسائل الماجستير والدكتوراه، وكأن البحث العلمى وظيفته التسلية والترفيه، وهذا يظهر بصورة جلية في الكليات النظرية، التي تناقش كم هائل من الرسائل البحثية إما مكررة ومنقولة بتصرف من دراسات سابقة، أو ضعيفة لا تضيف للواقع ولا تخدم المجتمع وتأثيرها والعدم سواء.

فوجئت نهاية الأسبوع الماضى بمنشور على "فيس بوك" للصديق العزيز الدكتور محرز غالى، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وهو أحد المتخصصين القلائل في إدارة المؤسسات الصحفية، ورجل لا يختلف أحد على حبه في كلية الإعلام أو خارجها، إلا أن ما كتبه عبر صفحته الشخصية كان يحمل الكثير من الغضب على غير عادة، وقد بدأ روايته بأن أحد الباحثين من الجامعات الإقليمية طلب منه تحكيم استمارة لدراسة يجريها، وبسرعة استجاب لطلب الباحث، إلا أنه عندما بدأ مطالعة الاستمارة وجدها منقولة نصاً من دراسات وأطروحات منشورة له شخصياً، دون تصرف أو اجتهاد أو حياء أو احترام لتراكمية العلم.

الدكتور محرز غالى، أخبر الباحث أن ما يفعله يعرضه للمساءلة القانونية، ويدخل تحت مسمى السرقات العلمية، ويمثل تعدى واضح وصريح على جهد الآخرين، خاصة أن أخينا المذكور يقدم دراسته "المنقولة" للحصول على ترقيه في جامعته، وقد نصحه غالى بتغيير الفكرة وقدم له مجموعة من الموضوعات الجديدة التي يمكن البحث فيها، إلا أن "الباحث المزيف" رفض النصيحة وآثر أن ينقل ويختصر الوقت والجهد، وتعامل مع العلم والجهد الأكاديمي بمنطق "عبيله واديله".

الرسائل العلمية المضروبة أو "السوتية" ما أكثرها هذه الفترة، خاصة في مجال الإعلام والعلوم الاجتماعية، لدرجة أن كليات الإعلام على مستوى الجامعات المصرية لديها مجهود يومى في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه، لباحثين وباحثات، دون أن تقدم هذه الرسائل إضافة واحدة للعلم نظرياً أو الواقع العملى إجرائياً وفنياً، بما يدعونا إلى ضرورة التفكير في جدوى هذه الرسائل وغربلتها والنظر فيها جيداً وتحكيمها بصورة علمية واضحة ومعايير شفافة، وقبول ما يقدم إضافات وينفع الناس ويمكث في الأرض فقط، دون أن يكون الأمر مجرد تحصيل حاصل أو بحث ترقية أو وسيلة للحصول على علاوة أو مكافأة.

يجب أن تعيد الجامعات النظر في قضية أبحاث الترقية والأطروحات التي يقدمها المدرسون بعد الحصول على درجة الدكتوراه، وجدوى هذه الأبحاث، فلا يمكن أن يكون النظر إلى قضية البحث العلمى من جانب "كمى"، فالكيف هنا هو الأساس والمعيار، وكم من أبحاث حبيسة الأدراج والمكتبات دون جدوى، لذلك علينا النظر إلى الموضوع بصورة مختلفة، ووضع معايير جديدة تدفع البحث العلمى إلى التطور والتميز، باعتباره أولوية مهمة لدى الجامعات ومراكز الأبحاث.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

احذروا سماسرة القروض

احذروا سماسرة القروض الخميس، 24 يونيو 2021 11:26 ص

10 نصائح عن كورونا واللقاح

10 نصائح عن كورونا واللقاح الثلاثاء، 22 يونيو 2021 11:35 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأمم المتحدة تواصل دعم جهود الاستجابة لحرائق الغابات فى سوريا

الأهلي يتلقى هدية فرنسية في كأس العالم للأندية

البنك الأهلى يختتم المرحلة الأولى من الإعداد بمباراة ودية

تشييع جثمان سامح عبد العزيز بعد صلاة العصر من مسجد الشرطة ودفنه بالسويس

يسرا تنعى المخرج سامح عبد العزيز وتعتذر عن عدم حضور الجنازة لهذا السبب


الوداد يقرر الرد بالمثل على الأهلى والزمالك بالتعاقد مع رضا سليم ومصدق

الأهلي يستقر على تمديد عقد إمام عاشور حتى 2029 وضمّه إلى فئة "السوبر ستارز"

شاهد جميع أهداف محمد صلاح مع ليفربول قبل انطلاق الموسم الجديد

سامح عبد العزيز.. رحيل صادم وتاريخ مشرف فى السينما والدراما

فتح باب التقدم للالتحاق بمدارس المتفوقين وهذه شروط وموعد امتحان القبول


الأهلي يرفض مُبالغة الأندية الأخرى في طلباتها لبيع لاعبيها خلال ميركاتو الصيف

وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

8 أغسطس موعد انطلاق بطولة الدوري المصري للموسم الجديد 2025 – 2026

شرم الشيخ تتحول لأولى الوجهات السياحية الخضراء فى مصر.. "اليوم السابع" يرصد إنجازات مشروع "جرين شرم".. الاعتماد على الطاقة الشمسية والتوسع فى وسائل المواصلات الكهربائية.. ووقف استخدام الزجاجات البلاستيكية.. صور

القطار الأسرع فى مصر.. مواعيد "تالجو" وأسعار الرحلات اليوم الخميس 10-7-2025

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

الـ AI فى الحروب.. تحذيرات أممية من استخدام الذكاء الاصطناعى فى الصراعات.. الأمم المتحدة تنشئ فريقا علميا دوليا مستقلا.. أنطونيو جوتيريش يرفض عسكرة الذكاء الاصطناعى ويدعو لاستغلاله فى نمو الاقتصادات والمجتمعات

راجع الآن.. الأسئلة المتوقعة لامتحان الرياضيات التطبيقية لطلاب الثانوية العامة

انفوجراف.. آخر مستجدات التحقيق فى حريق سنترال رمسيس الرئيسى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى