فتاوى السوشيال ميديا.. وتصحيح المسار

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم أحمد التايب

مما لا شك أنه فى الآونة الأخيرة انتشرت هوجة وفوضى من الفتاوى المتضاربة والمتناقضة فى ظل عصر السوشيال ميديا والفضائيات، فرأينا شيوخا ودعاة أشكالا وألوانا، هذا يقول حلالاً وذاك يقول حراماً، وأصبح المعيار هو الاعتماد على الألسنة المفوهة بصرف النظر عن التخصص، فضلاً عن انتشار الزوايا تحت العمارات والأبراج وفى القرى والأرياف، فأصبح الكل يفتى، وتصدر غير المؤهلين للخطابة على المنابر دون رابط أو رقيب،  الأمر الذى ترتب عليه الكثير من الآثار السلبية، وأدى إلى نشر الفتن وفوضى في مجال الدعوة وخاصة في القرى والضواحى.

 

غير أن مكمن الخطورة يتمثل فى تقديم هؤلاء "الدين" بما يتسق مع أهوائهم، وأهواء جماعاتهم، فها هو مفتى داعش، وذاك مفتى الدعوة السلفية، وتلك مفتى جماعة بوكو حرام، وذلك مفتى الإخوان، والأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل  تسلل هؤلاء إلى وسائل الإعلام وتصدروا البرامج الدينية على الفضائيات.

 

ليأتى حكم المحكمة الإدارية العليا بحظر الفتوى على المتخصصين فقط،  ليكون بمثابة حكم تاريخى لأنه يعمل على إعادة بوصلة الإفتاء إلى المسار الصحيح، بل يعد فرصة حقيقية لمواجهة دعاة التطرف والإرهاب والتصدى لانتشار المواقع الدينية وقنوات المتشددين، واستخدام منصات السوشيال ميديا لوضع مفاهيم متطرفة تخالف مقاصد الشرع فتثير الفتنة فى المجتمعات العربية والإسلامية.

 

فإعادة بوصلة الإفتاء أصبحت ضرورة حتمية فى ظل مستجدات العصر، واستغلال جماعات الإرهاب والتطرف وسائل التواصل الاجتماعى منابر للإضرار بالدولة، وذلك نتيجة عدم وجود تجريم عقابى لمن يسيىء استخدام المنابر والزوايا لتحقيق أهداف آثارها خطيرة على الشباب، وعلى الفكر الدينى نفسه، لأن للأسف هناك اعتقاد سائد مفاده أن من حق من يحصل على شهادة تخرج أو يمتلك لسانا مفوها أن يتصدر الخطابة، متناسين أن التدريب والتأهيل والتخصص  شروط رئيسية يجب أن يتحلى بها صاحب الفتوى.

 

وهنا الدور على السلطة التشريعية فى وضع تشريع يتصدى وينظم عملية الإفتاء لمواجهة هذه الأفكار المتشددة ودعاة التطرف، وكذلك الدور على المؤسسات الدينية وخاصة الأزهر الشريف بالتصدى لهؤلاء المتسللون والقيام بدوره تجاه حماية الدين ونشر الاعتدال والوسطية.

 

وختاما، نقول إن قصر الإفتاء والفتوى على المؤسسات الدينية للدولة المؤهلة بحكم ولايتها وخبرتها وتخصصها أمر بالفعل يعيد بوصلة الإفتاء إلى مسارها السليم، لأن الاستعانة بأهل الاختصاص يرحمنا من هذه الفوضى وهذا العبث، إضافة إلى إنه إلزام وتوجيه إلهى، أمرنا به الله جل شأنه من فوق سبع سموات، حيث قال فى كتابه العزيز، "فاسأَلوا أَهل الذِّكرِ إِن كنتم لا تعلمون"..

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الهيئة الوطنية تحدد طريقة التصويت الصحيحة للمصريين بالخارج فى انتخابات الشيوخ

سر لقاء أحمد السقا وزيزو بالإمارات بالتزامن مع فيلم أحمد وأحمد فى دبى

تصويت المصريين بالخارج فى انتخابات مجلس الشيوخ.. ببطاقة الرقم القومى أو جواز سفر سار

جامعة القاهرة الأهلية تُطلق صفحتها الرسمية على فيسبوك وموقعها الإلكترونى

مهاجم بتروجت يقترب من المقاولون العرب في الموسم الجديد


بطل جديد بحريق سنترال رمسيس.. الرائد طارق الدسوقى اقتحم النار لإنقاذ الموظفين

مدبولى: الرئيس السيسى وجه بتشكيل لجنة للوقوف على أسباب حريق "سنترال رمسيس"

رئيس الوزراء: حريصون على وضع تصور واضح لمستأجرى "القانون القديم"

بالأسماء.. القائمة الوطنية تتقدم بأوراقها لانتخابات الشيوخ عن قطاع شرق الدلتا

كواليس 3 ساعات رعب فى طائرة ريال مدريد قبل مواجهة باريس سان جيرمان


صوت من وسط الدخان داخل حريق سنترال رمسيس.. وائل مرزوق لم يخرج من مكتبه لكن بقيت قصته.. تفاصيل آخر مكالمة لموظف الموارد البشرية مع زميلته تكشف لحظات الوجع: "مش عارف أخرج.. إحنا كده خلاص".. صور

هل يستطيع ترامب شل حركة "إف-35" فى أوروبا؟.. تقارير: مخاوف متصاعدة من "زر أمريكا"

مصدر بالاتحاد المنستيرى: الزمالك فاوضنا لضم محمود غربال.. وهذا موقفنا

"تسجيلات مسربة" ترامب يهدد بقصف روسيا والصين و قمع الجامعات.. التفاصيل

وزير الرياضة يصل الأردن للمشاركة بحفل إطلاق "عمان عاصمة الشباب العربى 2025"

محمد صلاح يشترى فيلا فاخرة فى تركيا.. السعر مفاجأة

مواعيد الامتحانات بنظام البكالوريا ورسوم التحسين

نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025.. مراجعة الدرجات وتجميعها

تجهيز نتيجة الدبلومات الفنية 2025 وإتاحتها إلكترونيا للطلاب

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى