البيوت اتقلبت مزارع.. دكتورة نجوى زرعت "السطح" توت وخوخ وملوخية.. اعرف الحكاية

لم تكن دراستها أو عملها في المجال الزراعى مجرد عمل روتينى ، ولكنه تحول إلى هدف أكبر لنشر الوعى بأهمية الحصول على منتجات غذائية نظيفة خالية من المبيدات، وبسعر في متناول الجميع وبتكاليف رخيصة تمكن أي أسرة مصرية من تحقيق نسبة كبيرة من الاكتفاء الذاتي لما تستهلكه سنويا من الخضار والفاكهة، وذلك عن طريق الزراعة فوق سطح المنزل، بديلا عن وضع المخلفات والمهملات كى تتحول الأسطح الى مساحات خضراء، وافرة بجميع أنواع الخضروات والفاكهة ونباتات الزينة والنباتات العطرية.

 

 

ومن فوق سطح أحد المنازل بمدينة القاهرة الذى تحول إلى واحة صغيرة مليئة بأنواع متعددة من زراعات الخضار والفاكهة، مثل الفلفل والطماطم والملوخية والتفاح والعنب حتى النادر منها كالتوت العمانى، برهنت الدكتورة نجوى قطب - باحثة زراعية - عمليا  أن إنتاج تلك المحاصيل النظيفة والخالية من المبيدات والاستفادة منها لدرجة الاكتفاء الذاتي أمر واقع، وقالت من الضرورى جدا أن نسعى جميعا لإنتاج غذائنا بأنفسنا كى نحصل على نباتات خالية من المبيدات من خلال زراعة الخضراوات والفاكهة، على مساحة صغيرة من سطح المنزل الذى غالبا ما يكون مخزن للمخلفات والمهملات، ولكننا نستطيع ان نحوله الى مساحة خضراء، والبداية بعمل "ترابيزة" خشب بارتفاع 70 سنتيمتر عن الأرض وبمساحة متر فى متر مربع ويتم تجهيزها باعتبارها تربة طينية والمسافة اللى التي يتم فيها الزراعة حوالى 10 سم، وأستطيع زراعتها بجميع النباتات الورقية جرجير بقدونس ملوخية وسبانخ وكل نبات يتم زراعته حسب موسميه سواء في الشتاء أو الصيف، والإنتاج يكفى أسرة كاملة لمدة 3 شهور وأول انتاج نحصل عليه  بعد30 يوما من الزراعة.

 

وحول زراعة الخضر لفتت قطب إلى انها تحتاج إلى عمق اكبر من عمق "الترابيزات" 10 سنتيمتر، ونلجأ لنظام زراعة الأصيص التي يصل عمقها لـ25 سنتيمتر وبنزرع 9 نباتات في المتر المربع الواحد ويتم وضع الأصيص على ترابيزة، وأوضحت بقولها أنه من نعم الله علينا أن التربة العادية تحتوى على العناصر الطبيعية التي يحتاجها النبات، أما التربة البديلة التي نقوم بزراعتها تحتاج لهذه العناصر ولذلك نضيف مايسمى بالمحاليل المغذية وتحتوى على العناصر الصغرى والكبرى، التي نمد بيها النبات حتى يستطيع اكمال دورة حياته ليعطينا نباتات نظيفة خالية من المبيدات.

 

وحتى نتفادى نظام الرى اليومى الشاق استخدمنا نظام الرى الأتوماتيكي ،وهو عبارة عن خراطيم ممتدة بين الزرع بها "نقاطات" يتم توصيلها بخزان مياه كبير طوله 2 متر بعرض 1 متر، وعند الزراعة بدون تربة لابد أن يكون هناك نظام للصرف تحت كل ترابيزة حيث يوجد كوع للصرف يتم توصيله بماسورة 3 بوصة بوضع مائل لنزول المياه في الخزان، بحيث لا يكون هناك أي مياه تتسرب للسطح ويوجد مضخة موصلة بالكهرباء، لتوزيع المياه عن طريق "النقاطات "أتوماتيكيا كل 12 ساعة حوالى ربع ساعة، عن طريق ضبط "التايمر" مرة صباحا وأخرى مساءا. 

 

وأضافت قطب أننا نستطيع أيضا زراعة الخيار وجميع النباتات العطرية والنعناع والروزمارى وأى نبات فوق سطح المنزل ونستطيع أيضا زراعة الفاكهة مثل البرتقال والتفاح واليوسفى والرمان واليمون والتوت بأنواعه البلدى والعمانى والدراجون فروت، والعنب وجميع نباتات الزينة مثل الزهور وكلها شجيرات، وفيما يتعلق بالتكلفة تكفى "ترابيزة" متر في مترمربع ونحصل على الإنتاج في مدة من 21 إلى شهر، ولن يتعدى سعر عملها عند النجار 400 جنيه، وبشبكة الرى والصرف لن يتجاوز مشروعنا الـ1400 جنيه، ولو التكلفة عالية ممكن استخدم أدوات بسيطة مثل الأطباق أو العلب البلاستيك وغيرها من مخلفات المنزل أو حتى زجاجات البلاستيك الفارغة أو حتى الجرادل، وبالتالي نستطيع عمل إعادة تدوير لهذه للمخلفات المنزلية، للحصول على انتاج مستمر بأقل تكاليف ممكنة.