المتحرش الإلكترونى.. آفة تستدعى المواجهة

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب
التحرش لم يقتصر على الشارع وإنما يجد مساحة واسعة على منصات السوشيال ميديا، لدرجة وصلت إلى أن آلياته أصبحت عديدة وطرقه متنوعة، سواء باستخدام ألفاظ غير أخلاقية أو تداول صور مثيرة، لنصبح أمام متحرش إلكترونى له مفرداته وابتكاراته المتواصلة، والمتتبع لمواقع التواصل يجد تزايدا للظاهرة، وخاصة فى التعليقات سواء بعمل إيماءات أو إيحاءات جنسية، بل انتشار بوستات ومنشورات تتضمن مفردات مباشرة تخدش الحياء والذوق العام وبمثابة تحرش حقيقى.
 
ونظرا لسهولة التفاعل على المواقع التواصل الاجتماعى، وانتشار الفوضوية فى كثير من هذه التفاعلات تنتشر حسابات وهمية وصفحات بأسماء مستعارة، تكون ملاذا للمتحرشين يرتكبون جرائمهم وكأنه شىء مألوف وطبيعى، ليصلون لأهدافهم الخبيثة.
 
 
 
والخطير فى الأمر، أنه رغم وجود آليات إلكترونية للمواجهة سواء بإلغاء الصداقة واستخدام ما يسمى بـ"البلوك" إلا أنه صعب الحماية من هؤلاء المتحرشين في ظل الاختراق والتهكير أو حتى الإعلانات الممولة التى تفرضها التطبيقات ومواقع التواصل على الرواد، بل مكمن الخطورة الكارثى أن التحرش الإلكترونى هذا يتضمن أفعالا وسلوكيات غير أخلاقية، مثل تلقى مكالمات عبر التطبيقات غير مرغوب فيها أو استلام رسائل نصية غير لائقة أو صور فاضحة وكأنها مفروضة دون استئذان.
 
 
غير أن الكارثة الأكبر فيما يخص التحرش الإلكترونى هذا، أن هناك من يستغل الصور الشخصية لبروفايل الفتيات والأشخاص، ويقوم بأفعال ابتزاز إلكترونى لأصحابها سواء بنشرها أو بكتابة تعليقات فاضحة لها وسط سكوت للضحايا لاعتبارات اجتماعية.
 
 
بل أن المؤسف حقا، أن الكثير فى مجتمعاتنا يتجاهل التطور الإلكترونى، وما زال يتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعى على أنها مساحة تعبيرية حرة لا يحاسب عليها، وأن من حقه أن يقول أى شيء يريده فى أي وقت وبأى طريقة، بل هناك من يتعامل حتى الآن مع صفحته الخاصة بمواقع التواصل وكأنه في غرفة نومه متجاهلا وسائل الآمان والحماية وأن تواجده عليها كأنه فى شارع وميدان عام محط نظر لأى شخص.
 
 
 
لذا، فالتحرش أيا كان فى الشارع أو على منصات السوشيال ميديا يتطلب دورا توعويا من خلال زيادة مساحات التوعية الأخلاقية والتشجيع على المواجهة، لأن أيا كان نوعه أو مكانه أو طريقته يفتقد لمعانى الإنسانية والشهامة والمروءة، ويمثل جريمة مجتمعية تحول دون تحقيق السلام والأمان النفسى بين الناس، وأنه محرم بكل أشكاله وصوره، فهو آفة تنشر الرذيلة وقد تؤدى إلى التناحر وإراقة الدماء نتيجة لارتباطها بالأعراض والشرف.
 
 
 
وختاما، نقول إن توعية المواجهة الإلكترونية رغم أهميتها إلا أنها غير كافية فلابد من التغلب على هذه الظاهرة السلبية بالعودة إلى قيم التربية السليمة فى المنزل والمدرسة والشارع، وأهمها العودة إلى الأخلاق والقيم المجتمعية المتعارف عليها  في الملبس والتحدث والسلوكيات النظيفة، تزامنا مع  ضرورة الجزاء والعقاب الرادع، وهنا نثمن دور الدولة في هذا الشأن بعد الانتهاء من قانون الجريمة الإلكترونية التي لو لجأت إليه أي ضحية ستأخذ حقها تماما، وكذلك موافقة مجلس النواب على تغليظ عقوبة التحرش بأن تكون جناية وليس جنحة تصل العقوبة فيها للحبس والغرامة المغلظة، لكن يبقى علينا التحلى بقيم مجتمعنا وديننا الحنيف في كل تصرفاتنا وسلوكياتنا وأفعالنا وأقوالنا فهذا هو الحصن الأمن لنا وللمجتمع..
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جنة تحت الماء.. إقبال أوروبى على رحلات السفارى لزيارة الجزر البحرية ومواقع الغوص بالبحر الأحمر.. مشاهدة كهوف الشعاب المرجانية والدلافين والقروش.. والأخوين والفنستون ووادي الجمال والشيلينات تجذب المحترفين.. صور

الداخلية تضبط 3 أجنبيات حولن منزلهن بالتجمع وكرا لممارسة أعمال منافية للآداب

أخطر 5 اعترافات لقاتلة أسرة دير مواس: "مشيت فى جنازتهم علشان أبعد الشبهة"

الحكومة: إطلاق حملة توعية للتأكيد على الحق فى اختيار مكان شراء الزي المدرسي

الجريدة الرسمية تنشر قرارًا جمهوريًا بتعيينات في المحاكم الابتدائية.. بالأسماء


6 مليارات جنيه استثمارات فى الصحة بسوهاج والمديرية ترفع شعار "المريض أولا".. وكيل الوزارة: القضاء على 90% من قوائم الانتظار.. إنجاز 11 ألف جراحة وافتتاح أول وحدة للحروق بصعيد مصر.. وحياة كريمة كلمة السر

تنسيق المرحلة الثالثة.. 50% حد أدنى للتقدم لطلاب النظامين الحديث والقديم

طفرة فى قطاع الاتصالات.. نمو قياسى فى أعداد المشتركين والشركات التكنولوجية.. 116.7 مليون خط محمول.. 12 مليون اشتراك إنترنت ثابت و87.3 مليون إنترنت محمول.. وأكثر من 13 مليون اشتراك للهاتف الأرضى

أوضاع المرأة فى السودان.. حرب خشنة على الجنس الناعم.. النساء أكثر المتضررين من الأزمة السودانية.. يسددن أفدح تكاليف الحرب.. وزيرة الدولة للموارد البشرية: أوضاعهن صعبة للغاية.. ويتعرضن لانتهاكات جسيمة وخطيرة

التأمين الصحى: 37 مركزا مجهزة بأعلى التجهيزات لعلاج الأطفال المصابين بالسكر


السفير الهندى بالقاهرة فى حوار تليفزيونى لـ"اليوم السابع" يكشف عن 3 مشروعات جديدة في مجال الطاقة المتجددة والأسمدة.. 55 شركة باستثمارات تتجاوز 5 مليارات دولار.. وسياسات الحكومة المصرية تجذب المستثمرين الأجانب

الصحف العالمية اليوم: تزايد عدم الرضا عن ترامب.. البنتاجون يدرس نشر قوات فى شيكاغو لملاحقة الجريمة والمهاجرين.. العمال البريطاني يتجه لإلغاء معظم أحكام السجن القصيرة .. ومظاهرات حاشدة فى أستراليا دعما لغزة

خسارة سيدات الطائرة أمام هولندا ببطولة العالم بتايلاند

حملات الإخوان ضد السفارات المصرية.. إفلاس سياسي جديد وخرق للقانون الدولي.. سياسيون: الإرهابية ذراع دعائي لقوى خارجية تسعى لصرف الأنظار عن جرائم الاحتلال.. ووعي الجاليات المصرية خط الدفاع الأول لإسقاط أكاذيبها

شكوك طبية تُهدد انتقال بونيفاس إلى ميلان الإيطالي

باختصار.. أهم الأخبار العربية والعالمية حتى الظهيرة.. استئناف دخول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين بغزة.. زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب ولاية "جوهر" الماليزية.. روبيو: نؤمن بتسوية تفاوضية تحفظ السيادة الأوكرانية

استعراض على الأجساد.. حرب الميليشيات الهمجية على أبدان النساء فى السودان.. ورحلة النزوح صعبة وقاتلة والوصم المجتمعى يحرم الناجيات من الرعاية اللازمة

موجة استقالات فى حكومة هولندا احتجاجا على الموقف من حرب إسرائيل على غزة

العثور على جثة طافية جديدة ليرتفع عدد ضحايا غرق شاطئ أبو تلات لـ7 وفيات

جيوش الأمراض تحارب ضد السودانيين.. معارك السلاح وهجمات الأوبئة تثقلان كاهل القطاع الصحى المتداعى.. 90% من مستشفيات دارفور وكردفان خارج الخدمة.. وانهيار شبه شامل للنظام الصحى فى إقليم دارفور وولايات كردفان

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى