بعد بوريس جونسون.. الصدفة تقود إلى رقم محمول وزير خارجية بريطانيا.. جارديان: قارئ يكتشف وجود الرقم على الانترنت منذ 11 عاما.. جدل حول فشل الأمن فى حذف أرقام كبار السياسيين.. وقلق حول سرية المعلومات

بعد قرابة شهرين على الجدل الواسع الذى أعقب الكشف عن وجود الرقم الشخصى لرئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون على الانترنت، كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى تقرير حصرى لها إن رقم الهاتف المحمول الخاص بوزير خارجية المملكة المتحدة دومينيك راب موجود على الإنترنت منذ 11 عامًا على الأقل.

واعتبرت الصحيفة أن هذا الكشف يثير تساؤلات لأجهزة الأمن التى لم تكتشف وجود أرقام كبار السياسيين على الانترنت طوال هذه السنوات.

وقالت الصحيفة إنه تم اكتشاف رقم راب على الانترنت بواسطة قارئ للصحيفة استخدم بحث جوجل ووجد أنه كان موجودا على الإنترنت قبل أن يصبح نائباً في عام 2010 ، وظل موجودا بعد أن أصبح وزيراً للخارجية للخارجية - ونائب رئيس الوزراء بحكم الواقع - في عام 2019.

وأوضحت الصحيفة أن صفحة الويب التي عرضت الرقم استعرضت أيضًا تفاصيل شخصية أخرى لراب، مشيرا إلى أنه تمت إزالة المحتوى منذ ذلك الحين بعد مراسلات مكثفة من قبل الجارديان ، ولم يعد الرقم يظهر على الإنترنت أو عبر جوجل، وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية حذر في وقت سابق من تهديد الأمن السيبراني الذي تشكله الدول المارقة.

في أبريل الماضى، ظهر أنه يمكن العثور على الهاتف المحمول الشخصي لبوريس جونسون في الجزء السفلي من بيان صحفي وكان موجودا على الإنترنت لمدة 15 عامًا ، مما أثار تساؤلات حول سبب عدم التحقيق بدقة في سرية تفاصيل الاتصال الخاصة بكبار السياسيين.

وقال مستشار الأمن القومي البريطاني السابق، بيتر ريكيتس، إن الخرق المتعلق برقم راب أظهر مزيدًا من الاهتمام بالأمن عبر الإنترنت.

وأضاف: "إن التوافر الواسع لرقم الهاتف الشخصي لراب يجب أن يزيد من خطر أن تتمكن الدول الأخرى ، أو حتى العصابات الإجرامية ، من التنصت على مكالماته". "هذا يعني أيضًا أن أي شخص لديه رقم هاتفه ... قادر على الضغط على وزير الخارجية ، وتجاوز القنوات الرسمية التي يتعين على الجميع استخدامها. أي شخص يقوم بدور حساس مثل هذا من مصلحته الخاصة أن يولي اهتمامًا كبيرًا عبر الإنترنت بقدر اهتمامه بالأمان المادي ".

ودعت وزيرة خارجية الظل ، ليزا ناندي، إلى إجراء تحقيق، وقالت: "هذه هفوة مذهلة في الأمن .. وزير خارجية ، الشهر الماضي فقط ، كان يلقي محاضرات على حلفاء الناتو حول تهديد الأمن السيبراني الذي تشكله الأنظمة الاستبدادية. من المعتاد في نهج الحكومة أنه عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي والدفاع عن الديمقراطية ، فإنهم يقولون شيئًا ولكن يفعلون شيئًا آخر. يجب أن يكون هذا موضوع تحقيق. فشل كل من رئيس الوزراء ووزير الخارجية في حماية هواتفهما. كيف يمكن أن نتأكد من أنهم ليسوا مهملين مع المعلومات الاستخباراتية الحساسة والرسائل الدبلوماسية أيضًا؟ "

وقالت الحكومة إنها طلبت إزالة صفحة الويب التي تحتوي على تفاصيل راب بعد أن نبهتها صحيفة الجارديان.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم العثور على رقم جونسون في بيان صحفي لمركز أبحاث - اكتشفته موقع Popbitch  الإخبارى-، وكان البيان متعلق بعمله كوزير للتعليم العالي في الظل عندما كان أيضًا نائبًا عن دائرة هنيلى ، ودعا الصحفيين للاتصال به للتعليق. تم إزالة الرقم منذ ذلك الحين.

الأسبوع الماضي ، ذكرت صحيفة "ميل أون صنداى" أن جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني MI5 حصل على الضوء الأخضر لفحص الهاتف بحثًا عن عمليات اختراق محتملة، يقال أيضًا أنه أثيرت مخاوف بشأن حجم الأعمال الحكومية التي يتم إجراؤها على تطبيق واتس آب وسط مخاوف من خطر إمكانية قراءة معلومات خاصة مهمة في حالة سرقة الهاتف أو اختراقه.

وبحسب ما ورد نصح كبار المسئولين جونسون بتغيير رقم هاتفه بسبب مخاوف بشأن عدد الأشخاص الذين تمكنوا من الوصول إليه منذ وقته كصحفي ونائب ورئيس بلدية لندن ، لكن قيل إنه رفض.

وكشف مؤخرا دومينيك كامينجز، أكبر مساعدي رئيس الوزراء سابقًا، عن تفاصيل مجموعات واتس آب الحكومية التي نسقت الاستجابة لوباء فيروس كورونا ، والتي تضم رئيس الوزراء ووزير الصحة وكبار المستشارين الطبيين والعلميين في البلاد.