حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة.. الوقوف فى مفترق طرق

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف
يعرف من وصل إلى سن الأربعين من عمره أنه يقف عند مفترق طرق، فهو ينظر إلى ما مضى من سنوات عمره فيتحسر على ذهابها، ويتأمل القادم من أيامه فيشفق منها، إنها سن النبوة كما يقولون وسن الخوف، كما نشعر ونحس.
 
يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة الأحقاف "وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَى وَعَلَى وَالِدَى وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِى فِى ذُرِّيَّتِى إِنِّى تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّى مِنَ الْمُسْلِمِينَ"، تختصر هذه الآية الكريمة عمر الإنسان منذ كان جنينًا فى بطن أمه إلى بلوغه الأربعين من عمره، وهو اختصار يوحى بأن سن الأربعين نهاية لشىء وبداية لشىء آخر، اختصار يفيد بأن كل ما مر بنا يمكن التعبير عنه فى جملة واحدة، وهو إحساس صعب فعلا، وذلك لأننا فى الأربعين نشعر بأننا عشنا كثيرًا، ومع ذلك لو شئنا أن نتذكر ما مضى فعشرة دقائق أو نصف ساعة كافية لاختصار هذا العمر، ولو قابلنا صديقا قديما وطالعنا فى ملامحه تغيرات الزمن على وجوهنا سنحزن وربما يصيبنا الفزع.
 
نعم، إن سن الأربعين مرحلة خطرة، فلا العقل يريد تسلم الراية وحده، ولا العاطفة تريد أن تكمل ما بدأته، وفيها نحاول أن نقنع أنفسنا بأن العمر مجرد رقم، وفى الحقيقة نحن نخدع أنفسنا بهذه الجملة، إن نتناسى عن قصد أن ما عشناه فى طفولتنا وشبابنا الأول وامتلأت به أرواحنا قد تغير وتبدل وذهب إلى مالا نهاية.
 
فى الأربعين من عمرنا يغلب علينا التمنى، نريد أن يطول العمر حتى نرى أطفالنا قادرين على حماية أنفسهم، بالطبع نخفى تحت هذه الأمنية خوفنا من الموت ورغبتنا فى العيش طويلا، وبمناسبة الحديث عن الموت، ف هذا العمر سندرك أن الموت أخذ الكثيرين جدا ممن عرفناهم، وإننا صرنا نشعر به كل صباح يلقى علينا التحية، فنصمت حتى يمر مبتعدا، آملين أن يتجاوزنا ولا يلتفت إلينا.
 
فى الأربعين فرصة كى يقف الإنسان مع نفسه، ويراقب نزقها وما مرت به من تناقض، ويحاول أن يختار طريقا واحدة يسير عليها، يقول لنفسه "لقد كبرت ويمكن الآن أن أختار بكل أريحية مذهبا وطريقا"، وعادة يفشل فى ذلك، ويعود يتحسر على ما مضى ويشفق مما هو أتٍ.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

النيابة تحقق فى بلاغ ضد الزمالك بسبب الدباغ.. والمحامى يكشف سر الرقم الناقص

أخبار مصر.. فتح باب قبول تحويلات الطلاب إلى كليات جامعة القاهرة للعام الجديد

رقم قياسي ينتظر محمد صلاح في مباراة نيوكاسل يونايتد ضد ليفربول

وزارة الصحة تكشف عن 7 أمراض تهدد الحياة بسبب ارتفاع درجات الحرارة.. تفاصيل

القاهرة فى الظل 37 درجة.. الأرصاد تحذر من استمرار ارتفاع درجات الحرارة


يوسف أفندى وهبى والآنسة أمينة رزق.. خبر صحفى عمره 99 عام عن وجوه الفن الشابة

مواعيد مباريات اليوم.. فولهام مع مانشستر يونايتد وأوفييدو ضد ريال مدريد

أكرم القصاص يكتب: مصر ومواجهة ألغاز وتحولات الحرب على غزة.. «السياسة والوحدة» بديلا للدعاية

جيش الاحتلال ينسف عددا من المبانى السكنية فى حى الزيتون جنوب شرق غزة

عرض أولى حلقات مسلسل أزمة ثقة على قناة ON و Watch it اليوم


جانتس يدعو نتنياهو ويائير لابيد إلى تشكيل "حكومة تحرير الأسرى"

ريال مدريد يخشي مفاجآت ريال أوفييدو في الجولة الثانية من الدوري الإسباني

مؤتمر صحفى لـمهرجان القاهرة للمسرح التجريبى لإعلان تفاصيله اليوم

رحيل صادم للممثل الشاب بهاء الخطيب..سقط أثناء لعبه كرة القدم وذبحة صدرية أودت بحياته.. تشييع جثمان الراحل في البدرشين ودفنه بمقابر ميت رهينة.. ونجوم الفن ينعونه ويشيدون بموهبته وأخلاقه وحبه وتشجيعه لأصدقائه

مساعدات استثنائية للأسر الفقيرة بقانون الضمان الاجتماعى تصرف فى 7 حالات

قطار تالجو.. مواعيد الرحلات على خطوط السكة الحديد

أساطير الحريفة.. ميسي يتصدر قائمة أمهر 15 لاعبًا فى التاريخ وغياب رونالدو

تشييع جثمان بهاء الخطيب في البدرشين ودفنه بمقابر ميت رهينة

يوفنتوس يستضيف بارما بحثا عن انطلاقة قوية بالدوري الإيطالي

حسام داغر: بهاء الخطيب كان بيلعب ماتش كرة وقع مات

لا يفوتك


شيرين .. عبثيات "البخت المايل"

شيرين .. عبثيات "البخت المايل" الأحد، 24 أغسطس 2025 12:00 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى