"داعش وسوريا" ثنائية الأزمة العربية فى العقد الماضى.. أبو الغيط يدعو لمعركة "الفكر" ضد داعش لتقويض حلمه بالعودة.. ويشدد على ضرورة الحل السياسى فى سوريا.. ويؤكد: عروبة دمشق ثابتة رغم محاولات تجريدها من الهوية

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
بيشوى رمزى

مشاركة ملموسة من جانب جامعة الدول العربية، وأمينها العام أحمد أبو الغيط، فى مؤتمرين وزاريين، عقدا الاثنين فى العاصمة الإيطالية روما، دار أحدهما حول الحرب على تنظيم داعش الإرهابى، بينما كان مستقبل الأوضاع فى سوريا هو محور اهتمام الثانى، وهو ما يمثل انعكاسا صريحا للترابط الكبير بين القضيتين، إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن الأراضى السورية كانت جزءً من الأراضى التى سيطر عليها التنظيم لسنوات فى أعقاب فوضى ما يسمى بـ"الربيع العربى"، بالإضافة إلى حالة الاستقطاب بين العديد من القوى الدولية التى ترغب فى فرض سيطرتها على سوريا، للسيطرة على مقدراته، تحت ذريعة الحرب على الإرهاب.

ولعل كلمة أبو الغيط، أمام الاجتماع الوزارى للتحالف الدولى ضد داعش، قد تلامست بشكل صريح مع مخاوف عودة التنظيم المتطرف، حيث أكد أن ثمة إشاراتٍ مُقلقةً على عودة الشبكات الداعشية والخلايا النائمة لهذا التنظيم الإجرامى للعمل بآليات جديدة، ليس من أجل السيطرة على الأرض والتحكم فى السكان، ولكن بهدف ضرب الاستقرار وتخريب المجتمعات وتهديد حياة المدنيين واستهداف المصالح والأهداف الحيوية.

ويعد التصعيد الكبير فى العمليات الإرهابية فى كلا من سوريا والعراق، بالإضافة إلى بعض المناطق الأخرى، ولو بدرجة أقل، دليلا دامغا على الخطر المحدق بالمنطقة، فى ظل رغبة التنظيم المتطرف فى العودة من جديد، وهو ما يتطلب عملا جماعيا، يمكن من خلال تقويض "الحلم" الداعشى، كما نجح المجتمع الدولى عبر تضافره، فى القضاء على سيطرة التنظيم على مساحات واسعة من الأراضى.

 

 

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط فى كلمته أمام المؤتمر

يقول أبو الغيط إن اجتثاث التنظيمات الداعشية والخلايا النائمة يتوقف على قدرة أعضاء التحالف على مواصلة العمل الجماعى، خاصة على صعيد التنسيق العملياتى وتبادل المعلومات وتجفيف المنابع ودعم بناء القدرات الذاتية للقوات الأمنية المحلية التى تواجه داعش فى الميدان.

وأشار إلى العمل الجماعى العربى، كجزء لا يتجزأ من المعارك التى خاضتها العديد من الدول العربية، فى معركتها مع الإرهاب، حيث أكد على أن الكثير من آليات العمل الجماعى العربى، مثل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب واتفاقية مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، يجرى تركيزها منذ ظهور هذا التنظيم على هدف مواجهته، وبقية التنظيمات المتطرفة العابرة للحدود

ولم يتجاهل الأمين العام للجامعة العربية أهمية الحرب الفكرية على الإرهاب، مؤكدا أن القضاء عليه يقتضى بالضرورة تبديل وتطوير الظروف، الأمنية والسياسية، إلا أنه فى الوقت نفسه هناك حاجة ملحة للتعامل مع العوامل الفكرية والثقافية والدينية التى تُمكِّن العناصر الداعشية من تجنيد شبابٍ جُدد يُصبحون مكامن تهديد داخلية للمجتمعات، مشددا على ضرورة تسوية النزاعات المشتعلة والأزمات المستحكمة فى بعض مناطق العالم العربى سيكون من شأنها سد ثغرات كثيرة تستغلها داعش فى النفاذ والتمدد.

 

 

سوريا عانت الأمرين بسبب الإرهاب خلال العقد الماضى

على جانب أخر، شارك الأمين العام فى مؤتمر وزارى حول سوريا، حيث واجه الحضور بحقيقة مفادها أن الهدوء الذى تشهده الساحة السورية حاليا، ما هو إلا هدوء هش، لا ينفى ما يواجهه السوريون من تدهور متسارع في كافة ظروف الحياة، وبحيث صار 11 مليوناً منهم –في داخل سوريا- في حاجة إلى مساعدات إنسانية وغذائية.. فضلاً عن أن ما يقرب من نصف السوريين صار -للأسف- خارج سوريا.

وأعرب أبو الغيط عن الرفض الكامل لتقسيم سوريا عمليا إلى مناطق نفوذ قوات وجيوش أجنبية تتواجد على الأرض، موضحا أن الترتيبات التى تجرى على الأرض تبقى مؤقتة وهشة.

وأشار إلى المبادئ التى تبنتها الجامعة العربية فى تعاملها مع الأزمة السورية منذ بدايتها، أولها هو الحفاظ على سيادة سوريا وتكامل ترابها الوطني عبر رفض التدخل الأجنبي والتواجد العسكري الأجنبي على أرضها، والثاني هو أن الحل السياسي يبقى السبيل الوحيد لمعالجة جذور الأزمة السورية بدلاً من معالجة مظاهرها أو تسكين أعراضها.

الجامعة العربية

وشدد أبو الغيط على ضرورة إيجاد حل سياسى للأزمة السورية، مؤكدا أن هناك حاجة ملحة للتفكير بعمق في المسار والآليات التي تم اتباعها عبر العامين الماضيين لإيجاد حل سياسي للأزمة، وما إذا كانت هذه الآليات ما زالت مناسبة، أخذاً في الاعتبار التطورات الميدانية التي طرأت على طبيعة الصراع في سوريا وعلى موازين القوى المختلفة في هذا الصراع.

ودعا إلى التفكير بجدية في اشراك أكبر وأوسع في تسوية الأزمة لأطراف من أصحاب المصلحة في استقرار سوريا، بما في ذلك الأطراف العربية ذات الاهتمام بالأزمة السورية، والتي تأثرت أكثر من غيرها، وعلى مستويات مختلفة، بما جرى في هذا البلد خلال العشرية الماضية.

وأعرب الأمين العام عن حرص الدول أعضاء الجامعة العربية على استقرار سوريا وعروبتها، والتي تبقى حقيقة راسخة برغم أية تغيرات طارئة أو محاولات لسلخ سوريا بعيداً عن عروبتها، أو دفعها دفعاً لتلبية أجندات أخرى أو مصالح إقليمية غريبة عنها

 

 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نادى شيكوبانزا السابق سبب إيقاف قيد الزمالك فى القضية السابعة

باريس سان جيرمان ضد فلامنجو للأشواط الإضافية بتعادل إيجابى 1-1.. فيديو

التصريح بدفن جثمان الفنانة نيفين مندور بعد الانتهاء من الصفة التشريحية

مواعيد مباريات منتخب مصر فى بطولة أمم أفريقيا

طبيب الأهلى يكشف تطورات حالة أشرف بن شرقى


حالة الطقس.. سحب ممطرة على السواحل الشمالية الشرقية وأمطار متفاوتة الشدة

رويترز: المملكة المتحدة تعفى حقل ظهر من العقوبات المفروضة على روسيا

اتحاد الكرة: 9 مكاسب فى إسقاط منتخب مصر لنيجيريا قبل أمم أفريقيا

غياب الزعيم عادل إمام عن عزاء شقيقته

رئيس الوزراء: سنناقش إنهاء إجراءات تحويل الدعم العينى إلى نقدى الأسبوع المقبل


رئيس الوزراء: نركز من الآن على خفض معدلات الفقر وإحداث نقلة فى حياة المواطن

مجلس الوزراء يوافق على 14 قرارا خلال اجتماعه اليوم.. تعرف عليها

تأييد حبس الفنان محمد رمضان عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص

شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت

الأربعاء.. 18 فبراير أول أيام شهر رمضان فلكيًا

على ماهر يعيد 5 لاعبين لتشكيل سيراميكا أمام الأهلى فى كأس عاصمة مصر

الزمالك يكشف تطورات شكوى زيزو فى اتحاد الكرة

فريق النيابة يعاين حريق شقة الفنانة نيفين مندور بعد وفاتها بالإسكندرية

إعلان نتيجة الدوائر الـ30 الملغاة لانتخابات المرحلة الأولى لمجلس النواب غدا

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار خلال الساعات المقبلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى