خلى بالك الموبايل بيسمعنا!!

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

نعم تسمعنا أجهزة الهواتف الذكية بمختلف أشكالها وأنواعها، وتجمع البيانات والصور، وتتعرف على بصمات الأيدى والعين والوصف الدقيق للوجه، بل أكثر من ذلك تقرأ أفكارنا وتتفاعل معها، وتحفز رغبتنا نحو التسوق والشراء والنمط الاستهلاكى البحت، فكثيراً ما تجد نفسك تفكر في شراء سلعة أو خدمة معينة، ولتكن ماكينة حلاقة أو مصفف شعر، أو سيارة تنتمي لماركة معينة، ستجد باستمرار ملاحقة من الشركات المنتجة لكل ما ذكرت، وتقدم لك عروضاً، وإعلانات بصورة مكثفة ومستمرة.

الموضوع لا يتوقف عند سماع أو قراءة الأفكار، بل إن محركات البحث تعرف ما تحاول جمع المعلومات عنه، لدرجة أنك بمجرد كتابة الحروف الأولى من الكلمة تجد مرادك، دون تعب أو معاناة، وهذا كله دليل على أن هذه الشبكة العنكبوتية العملاقة باتت تتحكم في كل شيء وتحدد أنماط الاستهلاك الخاصة بنا، وتشغل الحيز الأكبر من تفكيرنا وتصرفاتنا، خاصة أن كل البيانات والمعلومات متوفرة لديها برضانا جميعاً.

الموبايل بات يعرف أكثر مما نتصور، يعرف عنك أكثر مما تعرف زوجتك وأبنائك، يعرف عنك أكثر مما تعرفه عنك الأجهزة الأمنية وأقسام الشرطة ودوائر الأمن، بل صارت لديه المعلومات متاحة أكثر من أجهزة الاستخبارات الكبرى حول العالم، بداية من الأرقام السرية لحساباتك في البنوك، واستهلاكك من الكهرباء والمياه والغاز، ونفقات بطاقتك الائتمانية شهرياً، والأقساط الموجودة عليها، وكل ما تخفيه عن الآخرين بات يعرفه هذا الجهاز الصغير الذى لا يفارق يدك ليلاً أو نهاراً.

هناك مصطلح معروف للعامة والمتخصصين "إنترنت الأشياء"، وهذا المفهوم بمعناه البسيط يشير إلى أن هناك تواصل أو تفاهم - إن أردنا الدقة - بين الأجهزة المترابطة مع بعضها البعض عبر الإنترنت، يجعلها قادرة على إنتاج كل ما ذكرته في السطور السابقة، وتطوير واستخدام كم هائل من المعلومات والبيانات عن كل من يستخدمها أو يتعامل معها حول العالم، لتتحول فكرة الهاتف من مجرد وسيلة للتواصل مع الآخرين صوتياً لأهداف خاصة أو عامة، إلى البنك والمتجر وشركة الكهرباء، ومصنع الملابس، والمستشتفى التخصصي والمدرسة، وكل ما قد تتصور أو تتخيل، فالهواتف الذكية تعرف وحدها كل ما يدور في الغرف المغلقة، لذلك لم تعد هناك حاجة لعنصر بشرى يسمع ويرصد ويحلل، فهذه الوظيفة تجاوزها الزمن وصارت في حكم التاريخ، فالجهاز الذى يصل وزنه إلى أقل من 200 جرام ينفذ كل شيء بدون تكلفة أو جهد ووقت إضافى، لذلك عزيزى القارئ احترس فالموبايل يسمعنا ويرانا أيضا ً!!

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

كيف أصبح السعر سراً!!

كيف أصبح السعر سراً!! الثلاثاء، 29 يونيو 2021 11:21 ص

الرسائل العلمية والحرامى الغشيم..

الرسائل العلمية والحرامى الغشيم.. الإثنين، 28 يونيو 2021 11:03 ص

احذروا سماسرة القروض

احذروا سماسرة القروض الخميس، 24 يونيو 2021 11:26 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الأحد 21-12-2025

إخلاء سبيل إبراهيم سعيد بعد مشاجرته مع طليقته

الاستعانة بلودر لرفع آثار حادث سقوط سيارة نقل من أعلى الدائري بمنطقة ترسا.. صور

قبل صرف معاشات يناير.. التأمينات الاجتماعية تتيح تعديل جهة صرف المعاش

موعد مباراة الزمالك القادمة أمام سموحة فى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة


ننشر صور حريق سيارة تريلا امتد لعقار سكنى عقب سقوطها من أعلى دائرى المريوطية

موعد مباراة الأهلى وغزل المحلة فى الجولة الثالثة بكأس عاصمة مصر

تعرف على مخطط تطوير الطريق الدولى الساحلى بطول 800 كم

مبابي: احتفلت على طريقة كريستيانو رونالدو بعد معادلة رقمه

حالة الطقس اليوم الأحد 21 ديسمبر.. انخفاض جديد بالحرارة وأجواء شديدة البرودة


عرض قطرى لـ جراديشار واللاعب يشترط راتب الأهلى للموافقة على الرحيل

ألفيركا البرتغالى يطلب شراء الستة شهور المتبقية فى عقد كوكا مع الأهلى

وزير الشباب ومحافظ بورسعيد يقدمان واجب العزاء لأسرة السباح يوسف محمد بمنزله

دار الإفتاء توضح أفضل أوقات صيام التطوع.. وحكم صيام الاثنين والخميس

معاقبة سيدة بتغريمها 120 ألف جنيه بتهمة إرسال صورها لشاب بقنا

تعرف على موعد أذان فجر أول أيام شهر رمضان المبارك

بيان مشترك أمريكى مصرى قطرى تركى حول اتفاق غزة.. اعرف التفاصيل

ما حكم الدعاء فى أول ليلة من شهر رجب؟.. اعرف رد دار الإفتاء

النيابة تبدأ التحقيق فى واقعة حرق شقيق ناصر البرنس لنفسه أمام مطعم الشيخ زايد

محمد صلاح العزب يكشف كواليس زيارة سمية الألفى لفيلم ابنها سفاح التجمع

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى