ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه.. لا للتناقض

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نؤمن فى ثقافتنا العربية بأن القلب هو المسئول عن العاطفة، هو قائدنا فى الحب والكراهية، ودليلنا فى تقبل فلان أو رده ورفضه، ونحن نسلم له وتنتشر فيما بيننا كلمات من قبيل "اتبع قلبك" وغيرها من الجمل الدالة نفسيا.
 
ويعطى التراث الإسلامى، القرآن الكريم والسنة النبوية، القلب حقه ويبرز دوره فى سعادة الإنسان وشقائه، لذا نتوقف هنا مع قول الله سبحانه وتعالى فى سورة الأحزاب "مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِى جَوْفِهِ"، وتذهب معظم كتب التفاسير إلى أنها مقدمة معنوية لبقية الآية، التى يقول الله سبحانه وتعالى فيها "وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِى تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِى السَّبِيلَ"، ويذهب بعض المفسرين إلى أن "ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه" بمثابة رد على ادعاء كان منتشرًا فى زمن ما قبل الإسلام بأن رجلًا يدعى "جميل بن معمر الفهرى" له قلبان، وكان الناس يطلقون عليه "ذى القلبين" والقرآن ينفى عنه ذلك.
 
وهذا الكلام لا غبار عليه، ولكننى كلما قرأت الآية تبادر إلى ذهنى معنى آخر، يتعلق بفكرة التناقض فى المشاعر، أى أن الله لم يجعل لرجل من قلبين فى جوفه فيحب بأحدهما فلانا ويكرهه بالآخر، فالإنسان له قلب واحد والمفروض أن تكون له مشاعر واحدة تجاه الشىء الواحد، إما القبول أو الرفض، إما الرضا أو الغضب، ولكن أن يجمع بين سلوكين متناقضين على أمر واحد فهو غريب ويدخل فى باب التناقض كما ذكرت من قبل.
 
والسؤال الذى أطرحه على نفسى دائما: لى قلب واحد، فكيف آتى بأمرين متناقضين؟ كيف أجمع بين رغبتى فى نجاح أمر ورغبتى فى إفساده؟ مثل هذه التناقضات قد  تبدو بسيطة وقد لا ينتبه الإنسان إليها الإنسان، لأنها تتسرب إليه فى حياته اليومية، ولكنها فعلا خطيرة خاصة عندما تتراكم، حتى يجد قلبه ذات يوم قد سار به إلى مناحى بعيدة، وأنه لم يعد يعرف ما يريد وما يرفض، وما يحب وما يكره، لذا نسأل الله السلامة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأرصاد تحدد موعد انكسار الموجة الحارة وتحذر من أمطار رعدية.. فيديو

ليلى علوى تطمئن الجمهور على حالتها بعد الحادث: أنا بخير وقدر ولطف

رئيس الموساد: إسرائيل عازمة على احتلال غزة إذ لم تحدث انفراجة فى المفاوضات

تطوير منظومة مواقف السرفيس فى الجيزة.. موقف حضارى جديد بكوبرى الصحابة بالمريوطية فيصل بسعة 400 سيارة.. يخدم خطوط أكتوبر والمنيب والسلام والمرج والمعادى والوراق.. والمحافظة تطبق منظومة إلكترونية للمراقبة

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو


موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

اللجنة المصرية توزع آلاف الطرود الغذائية على سكان غزة.. فيديو وصور

اعترافات طلاب مطاردة فتيات الواحات: لاحقناهما وحاولنا إيقاف السيارة

أول صورة للمتهمين بمطاردة فتيات طريق الواحات

ذروة الموجة الحارة.. تحذير من الأرصاد للمواطنين والقاهرة تسجل 42 درجة فى الظل


راغب علامة لـ اليوم السابع: أتمنى يجمعنى حفل غنائى واحد مع عمرو دياب

وزيرة التنمية المحلية تعتمد حركة محليات محدودة تتضمن 12 سكرتيرا عاما وسكرتيرا مساعدا فى 10 محافظات.. منال عوض: ضرورة التواجد الميدانى وخدمة المواطنين وحل مشاكلهم.. وتؤكد: تقييم مستمر للقيادات لتصعيد المتميزين

الإسماعيلى يفقد 6 لاعبين اليوم أمام بيراميدز فى الدورى.. النبريصى الأبرز

حسام حسن يعلن قائمة المحترفين لمواجهتي مصر ضد أثيوبيا وبوركينا الأسبوع المقبل

المطلقات والمرأة المعيلة أولوية فى وحدات بديلة بقانون الإيجار القديم

القبض على المتهمين بمطاردة سيارة فتيات بطريق الواحات

بيراميدز يواجه الإسماعيلى اليوم وعينه على النقاط الثلاثة في الدورى

بدء التسجيل لمرحلة تقليل الاغتراب لطلاب المرحلتين الأولى والثانية إلكترونيا.. مكتب التنسيق: الالتزام بنسبة الـ10% للتحويل بين الكليات ولا يوجد تحويلات ورقية.. واستمرار التقدم لاختبارات الدبلومات والمعاهد الفنية

في ذكراها.. شويكار في تصريح سابق لليوم السابع: شقيقتى لم تعمل في مجال الفن

الطقس اليوم.. موجة شديدة الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 42 درجة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى