سوق العقارات والتقاطع بين العرض والطلب

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى

لا يمكن فهم طبيعة السوق العقارية في مصر دون دراسة واضحة لحجم العرض والطلب، والعدد الصحيح للوحدات السكنية، التي يتم تأسيسها سنوياً مقابل المبيعات التي تتحقق، مع الوضع في الاعتبار، التنوع الكبير في هذه السوق، فالحكومة ممثلة في وزارة الإسكان تطرح وحدات سكنية، وكذلك هيئة الأوقاف، بالإضافة إلى عدد من الشركات المملوكة للدولة، وكذلك الشركات الخاصة، التي تعمل في مجال التطوير العقارى، إلى جانب الأفراد وقطاع المقاولات الخاص، الذى أتصور أنه يحتل نسبة معقولة من المبيعات، إلا أنها غير محسوسة في الأرقام بشكل صريح، وكذلك القطاع الريفي الذى يؤسس وحدات سكنية وعقارات كاملة، لكنها تحتاج إلى رصد دقيق ومتابعة لمعايير العرض والطلب الخاصة بها.

حائز العقار سواء كان شركة أو شخص يرغب في الحصول على أعلى سعر عند البيع، بينما الزبون أو المستهلك أو الراغب في الحيازة يبحث عن الفرصة في أقل سعر وأفضل مميزات، وأعلى فترة تقسيط ممكنة، فالسوق يتحاج فعلياً إلى عدد كبير من الوحدات السكنية سنوياً، حتى لو كانت هناك تخمة في المعروض حالياً، إلا أن مجتمع الـ 100 مليون بالطبع لديه طلب دائم ورغبة مستمرة في شراء العقارات، لكن المشكلة الأساسية أن العرض والطلب أصبحا في اتجاه متقاطع.

العرض في الوقت الراهن لا يلتقي مع الطلب، فالبائع يرغب في تسويق سعر المتر لوحدته السكنية في أحد المدن الجديدة بـ 10 آلاف جنيه على سبيل المثال، بينما المشترى يبحث عن نفس المواصفات في ذات المنطقة، مقابل 6 آلاف جنيه فقط، لتظهر الفجوة بين العرض والطلب، في حدود 40%، وهى مشكلة لن يتم حلها إلا إذا تنازل البائع وخفض السعر بنفس النسبة المذكورة، أو قبول المشترى الأسعار المعلنة، وهذا ما يعقد المشكلة بالصورة التي نراها، ويتحول الوضع إلى أشبه ما يكون بالركود العارض أو الممتد، خاصة مع تزايد أعمال البناء بصورة غير مسبوقة في عدد كبير من المدن الجديدة بالقاهرة والمحافظات، وتأثر حجم المبيعات العقارية بشكل عام خلال العامين الماضيين نتيجة جائحة كورونا.

الوقت الراهن يحتاج إلى النظر في خريطة القطاع العقارى بصورة أكثر دقة، يمكن من خلالها البحث عن سبل للوصول بالعرض والطلب إلى نقطة التقاء واضحة، حتى يتحرك السوق للأمام، وتسير معدلات المبيعات بوتيرة منتظمة، كما كانت قبل سنوات، لذلك يجب أن تكون السوق العقارية بها فرص حقيقية وعروض تخاطب احتياجات المستهلك وتدرس إمكانياته، مع السعي إلى إنتاج بيانات ومعلومات عن هذا القطاع الهام بصورة صحيحة، يمكن من خلالها تقديم دراسة دقيقة لما يحتاجه السوق فعلياً، حتى لا نستمر طويلاً في هذا التقاطع الحاد بين العرض والطلب.

لن تنجح الشركات العقارية، سواء الكبيرة أو الصغيرة في تسويق ما لديها من وحدات سكنية إلا إذا قدمت عروضاً حقيقية تناسب احتياجات زبائنها، من حيث الموقع والمساحة ونوعيات التشطيب، والأسعار كأولوية أولى باعتبارها تحدد خيارات المستهلك، مع الاستفادة من مبادرة التمويل العقارى التي طرحها البنك المركزى، في بيع وتسويق الوحدات السكنية، وفق خطط الأسعار المعلنة في البنوك.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القانون ينظم ضوابط فحص الطلبات بعد غلق باب الترشح بانتخابات الشيوخ

مدحت عبد الهادى صخرة دفاع الزمالك السابق يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ"51"

كيفية الاستفادة من مياه الصرف الزراعى.. تعوض 30% من احتياجات الرى بمصر بنحو 4.8 مليار متر مكعب سنويا.. نتصدر العالم بمحطة بحر البقر لمعالجة 5.6 مليون متر مكعب يوميا.. ومحطة الحمام تقود ثورة المعالجة فى الدلتا

مورى توريه يصل القاهرة اليوم للانتظام فى تدريبات غزل المحلة

محمد فؤاد يشعل افتتاح المسرح الرومانى بباقة من أجمل أغانيه


حنان ماضى وفرقتها الموسيقية يحيون حفلا غنائيا فى دار الأوبرا 19 يوليو

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

موعد انطلاق فترة إعداد الأهلي للموسم الجديد

الجارديان: ترقب أوروبى حذر مع تصاعد تهديدات ترامب الجمركية

هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل


موعد مباراة تشيلسي ضد بي إس جي فى نهائى كأس العالم للأندية 2025

تشيلسى ضد باريس سان جيرمان.. أوبتا تحسم المتوج بكأس العالم للأندية

منة عرفة بإطلالة صيفية فى أحدث ظهور.. صور

رسميا.. ليفربول يودع جوتا بتعليق قميصه إلى الأبد

الأسترالي علي رضا فغاني حكما لنهائي كأس العالم للأندية

ماكينات حفر الخط الرابع للمترو لا تتوقف.. طاقم مصرى يصل الليل بالنهار لإنجاز المشروع.. المكينة تحفر 22 مترا يوميا والنفق حلقات خرسانية يتم تركيبها وتصنيعها محليا.. وهذه طرق تأمين العمال تحت الأعماق.. صور وفيديو

الخارجية الفرنسية: نجدد رفضنا القاطع لأى تهجير قسرى لسكان غزة

سر تجدد اشتعال النيران في سنترال رمسيس.. مدير الحماية المدنية الأسبق يوضح

أوساسونا يضم رسميا مونوز من ريال مدريد حتى 2030

خبير أمنى يكشف أسباب تجدد حريق سنترال رمسيس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى