حلا شيحة وشماعة التوبة

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

أدهشني ما كتبته الفنانة حلا شيحة، عن توبتها الفنية والتبرؤ من أفلامها، وتوجيه الدعوة لكل زملائها في الوسط الفني إلى التصدي لفتنة الشهرة، والتوبة قبل فوات الأوان، وأنها نادمة على ما قدمته من مشاهد، وقالت نصا:" إحنا يمكن نجحنا بمقاييس الدنيا، بس صدقونى بمقاييس ربنا احنا لم ولن ننجح أنا عارفة ومتأكدة إن زملائي جواهم خير بس للأسف فتنة الشهرة والنجاح مش بتخلينا نشوف ونقيس الأمور صح".

 من واقع ما كتبته الفنانة حلا شيحة أود أن أتوقف عند بعض الكلمات والجمل التي ذكرتها، وأعلق عليها بقدر من الموضوعية دون الحاجة إلى إصدار أحكام عامة، وتوجيه اللوم على أحد، لكن من باب احترام الفن وأهميته في حياة الأمم والشعوب.

أولاً: الفنانة حلا شيحة حرة في كل تصرفاتها، الاستمرار في الفن أو اعتزاله، الاستمرار في الحجاب أو التخلي عنه، فهذه حياتها الخاصة والشخصية ولا يمكن لأحد أن يتدخل في مسارها أو يوجه لها اللوم بسببها، إلا أنه من غير المقبول أن تتحدث الفنانة بصيغة الجمع، وتحكم على تجارب غيرها، وتصف طريقهم بالفتنة، وكأنها تحمل صكوك الغفران، والجنة بين أيديها!!

ثانياً: لا أتصور أن فكرة التوبة لدى الفنان ترتبط فقط بمنع عرض الأعمال الفنية والدرامية التي قدمها، فلو أنها كانت تحمل أخطاء فنية أو أخلاقية كما يتصور البعض، فهى مجرد تجربة، يمكن الحكم عليها بالصواب أو الخطأ، ولو أن صاحب العمل الفني اعترف بالخطأ أو عدم الرضا عن عمل معين، فهذا يكفيه، دون أن تكون قضيته "منع العرض"، فهذا لم يعد حق الفنان، بل حق الجماهير وجزء من التاريخ الفني لهذا البلد، سواء كان جيداً أو لا.

ثالثاً: ما كتبته الفنانة حلا شيحة، عبر السوشيال ميديا دعوة صريحة لتدمير الفن، ولا تختلف كثيراً عن الأفكار الداعشية التي تحطم التماثيل الأثرية والمعابد القديمة، ولو أن ما تدعيه الفنانة صحيحاً فعليها أن تطالب بتدمير لوحة "الماجا العارية" وغيرها عشرات اللوحات المماثلة، دون النظر إليها باعتبارها جزء من التطور التاريخى للفن وأحد الوسائل التي رصدت صورة المرأة خلال القرون الفائتة.

رابعاً: التوبة دائماً محلها القلب، ومن أرادها خالصة لوجه الله فعليه الفعل لا الكلام، والسعى بصورة جادة إلى العون والمساعدة للناس، والمشاركة في تنمية المجتمع، ودعم الفقير والمحتاج، فهذا أثوب وأهم بكثير من فكرة السعي لمنع عرض أعمال درامية أو مواد مصورة.

خامساً: يجب التفريق بين الأزمات النفسية والاجتماعية، وما يمر به الشخص من مشكلات في أوقات مختلفة، وفكرة التوبة، فلا يمكن أن نعلق أزماتنا على شماعة التوبة، ونستغلها بين الحين والآخر لتصدر التريند أو اكتساب تعاطف الجماهير، لذلك نصيحتى للفنانة حلا شيحة أن تستشير طبيباً نفسياً، يستمع إليها ويفسر ما يدور في عقلها من تخوفات وهواجس.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القانون ينظم ضوابط فحص الطلبات بعد غلق باب الترشح بانتخابات الشيوخ

ريبيرو يعود للقاهرة غداً لقيادة فترة إعداد الأهلى للموسم الجديد

التنقيب عن الآثار.. جريمة تخنق التاريخ والداخلية تلاحق لصوص الحضارة

اتحاد الكرة يستقر على إقامة السوبر المصري بمشاركة 4 فرق

محمد صلاح يزين التشكيل المثالي لملوك "القدم اليسرى" فى تاريخ البريميرليج


ميلود حمدى يطالب مجلس الإسماعيلى بتعديل لائحة فريق الكرة قبل الموسم الجديد

اليوم.. نظر إعادة محاكمة 5 متهمين بقضية "الخلية الإعلامية"

مى فاروق تحيى سهرة خاصة لأم كلثوم بمهرجان قرطاج الدولى 16 أغسطس

تعرف على موعد صرف تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة

انفجارات عنيفة تدوي في مدينة جبلة السورية


طلاب الهندسة الحيوية بالإسكندرية ينجحون فى تصميم ذراع روبوت بـ6 درجات حرية.. "6-DOF" يُستخدم كمساعد لأطباء الجراحة فى المستشفيات.. تنفيذه يكلف نحو 22 ألف جنيه.. وأعضاء هيئة التدريس يشيدون بالمشروع.. صور

موعد انطلاق فترة إعداد الأهلي للموسم الجديد

هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل

شقيق حامد حمدان: أخى فى حالة نفسية سيئة ومستعد للعب للزمالك دون شروط

شيماء منصور تكتب: في محراب الملك لير.. حين يتجدد سحر الفخراني على خشبة المسرح

محمد ثروت يهنئ ابنته داليا بعد حصولها على درجة الماجستير من بريطانيا

محمد صلاح ولاعبو ليفربول ينعون جوتا فى النصب التذكارى.. صور

"أوديشن" مسابقة ملكة جمال مصر 2025.. أغلبية المتسابقات من طالبات الطب (صور)

مجلس الأهلى يعتمد الميزانية الإثنين ويزور شركة القلعة الحمراء الثلاثاء

الدفع بـ4 خزانات مياه استراتيجية لإخماد حريق مصنع مدينة بدر.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى