يا رايحين للنبى الغالى.. قصة أسطوانة مطرب "وحوى يا وحوى" وموقف الحاج العريس مع فستان نجاة الكبيرة.. أسمهان تتألق فى "شفاعة يا جد الحسنين".. وهكذا أبدعت كوكب الشرق وليلى مراد أجمل أغانى الحجيج

كتبت - زينب عبداللاه

الخميس، 15 يوليو 2021 05:13 م

ارتبط المصريون منذ دخول الإسلام وانتشاره فى مصر، بفريضة الحج، ويتمنى كل مسلم مصرى أن ينال شرف زيارة بيت الله الحرام بمكة المكرمة، وقبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بالمدينة المنورة، وأن تعينه الظروف وتتوافر لديه الاستطاعة للسفر للحج، وتكون الفرحة بالحج فرحة تغمر القلوب، وتبكى العيون من شدة جمالها والاشتياق إليها.

وعلى مر التاريخ، كان ولا يزال المصريون يحتفون بهذه الفريضة، ويبدعون الشعر والأغانى والأعمال الفنية للتعبير عن ارتباطهم وتعلقهم بها، وعن الشوق لزيارة الأراضى المقدسة، ويرددون هذه الأغانى الجميلة فى وداع واستقبال الحجاج الذين أنعم الله ويسر لهم أداء هذه الفريضة، ومع بداية أيام الحج واستطلاع هلال شهر ذى الحجة، نلقى الضوء على حكايات وتاريخ الأغانى التى عرفها المصريون، وأبدعوها فرحا وبهجة وشوقا لأداء فريضة الحج، وغنوها فى وداع واستقبال الحجاج، حيث نشرت مجلة الكواكب فى عدد نادر صدر عام 1957 عددا من هذه الحكايات.

مطرب «وحوى يا وحوى» وأسطوانة الحج

كان من أقدم الأغانى التى عرفها المصريون عن الحج، موال شعبى تقول كلماته: «والله وكونوا حنينين يا نجوم السما.. يا حاج خد أمك معاك تنكتب لك فى السما»، كما لحن رياض السنباطى أغنية للحج، غناها المطرب أحمد عبدالقادر، الذى غنى أغنية «وحوى يا وحوى» الشهيرة، وكانت كلمات أغنية الحج تقول: «إمتى نعود لك يا نبى ونمتع الأنظار، والفرح يرجع يا نبى والطبل والمزمار»، وعندما غنى أحمد عبدالقادر هذه الأغنية، بيع منها أكثر من مائتى ألف أسطوانة، وكان هذا رقما قياسيا بالنسبة لأى أغنية سجلت فى هذا التوقيت المبكر من القرن الماضى، بالرغم من أن تسجيل الأغنية لم يكن متقنا، وأعادت الإذاعة تسجيلها، وكانت تذيعها طوال النهار أيام الحج بناء على طلب المستمعين.

سلطانة الطرب تغنى وتبكى مع الحجاج

فى عام 1937، كانت سلطانة الطرب منيرة المهدية، بين فوج من الحجاج لأداء فريضة الحج، وطلب منها أحد الحجاج أن تغنى أغنية «إمتى نعود يا نبى»، وبالفعل غنتها منيرة المهدية بإحساس كبير، ومشاعر صادقة، وسالت دموعها فى خشوع وهى تغنى.

وكان من أشهر أغانى الحج أغنية المطربة الكبيرة أسمهان «عليك صلاة الله وسلامه.. شفاعة يا جد الحسنين.. ده محملك رجعت أيامه..هنية واتملت به العين»، التى كتب كلماتها المبدع الكبير بديع خيرى، ولحنها شقيقها الموسيقار فريد الأطرش، وذكرت «الكواكب» أنه بعد نجاح هذه الأغنية نجاحا كبيرا، أعاد الشيخ البحيرى تلحين موال شعبى عن الحج، تقول كلماته: «يا بخت اللى اتوعد يشوف وقفة عرفات الله.. ويا بخت اللى يطوف بالكعبة ويسبح بحمد الله».

يا رايحين للنبى الغالى

كانت - وما زالت - أغنية ليلى مراد «يا رايحين للنبى الغالى»، التى غنتها خلال أحداث فيلم «ليلى بنت الأكابر»، إحدى أهم أغانى الحج، والتى نسمعها ونرددها دائما خلال أيام الحج، ويوم وقفة عرفات، وكانت لهذه الأغنية قصة، حيث أرادت ليلى مراد الذهاب لأداء فريضة الحج، وكان وقتها يتم تصوير أحداث فيلم «ليلى بنت الأكابر»، فأخبرتها إدارة استوديو مصر أنه يجب الانتهاء من تصوير الفيلم خلال أسبوعين، وأن سفرها لأداء الحج خلال هذه الفترة سيعطل التصوير، ويتسبب فى العديد من الخسائر، فرضخت ليلى مراد ولم تسافر، ولكنها طلبت من أبوالسعود الإبيارى تأليف أغنية تودع فيها المسافرين للحج، كما طلبت من الموسيقار الكبير رياض السنباطى تلحين الأغنية، لتعبر من خلالها عن شوقها للحج، ولحن السنباطى الأغنية، وسالت دموعه وهو يؤديها ويلحن مقاطعها.

السنباطى مبدع أغانى الحج

أبدعت كوكب الشرق، أم كلثوم، فى أغنية «القلب يعشق كل جميل»، وأيضا لحنها المبدع الكبير رياض السنباطى، وتبدأ بداية وكأنها أغنية رومانسية، وتتصاعد حتى تعرف أن الكلمات التى كتبها الشاعر الكبير بيرم التونسى، تذوب عشقا وحبا فى محبة وجمال الخالق، وتتغزل فى مناسك الحج وتصف هذه الرحلة الروحانية بكل حب ودقة، وبكل ما فيها من جمال ومشاعر صادقة.

كما لحن «السنباطى» أغنية للحج غنتها نجاة الصغيرة، وغنت أيضا هدى سلطان للحج، واعتاد الفنان الكبير محمد الكحلاوى، أن يحج مع فرقته كل عام ليغنى أغانيه الخاصة بالحج، حيث قدم ما يقرب من 20 أغنية دينية عن الحج ومناسكه وفرحة الحجاج.

نجاة الكبيرة والعريس الحاج

حققت المطربة الكبيرة نجاة على، بأغنيتها عن الحج، نجاحا كبيرا، وكانت كلماتها تقول: «يا رايحين للنبى تأدوا فريضة الله.. منايا ومطلبى أحج بيت الله.. بالكعبة والحرمين نطوف المدينة.. ومع المسلمين نمتع عنينا».

وكان أحد الشباب اعتزم أن يؤدى فريضة الحج، وأن يتم زواجه قبل أداء هذه الفريضة، واتفق مع المطربة نجاة على لإحياء حفل الزفاف، ولم تكن المطربة الكبيرة تعرف أنه ينتوى الحج، فذهبت إلى الحفل وهى ترتدى فستان سواريه عارى الكتف، وما كادت أن تغادر سيارتها أمام بيت العريس، حتى أسرع إليها حين رأها، ونزع معطفه ليغطى به كتفيها، ثم اصطحبها إلى إحدى حجرات المنزل بها بعض نساء الأسرة اللاتى منحنها ثوبا أسود مثل الملابس المحافظة التى يرتدينها.