‎أكرم القصاص يكتب: الثقة توحد المصريين فى الحاضر والمستقبل.. «حياة كريمة» لنصف المصريين.. الطريق لعقد اجتماعى جديد.. مشروع شامل للبناء والتغيير.. يجعل الريف شريكا فى عمليات التنمية ويخلق فرص عمل فى 4500 قرية

أكرم القصاص
أكرم القصاص
«حياة كريمة» ليست مجرد مبادرة لإعادة بناء الدولة الحديثة وتطوير حياة سكان الريف، أكثر من نصف سكان مصر تقريبا، لكنها مشروع شامل للبناء والتغيير، وصياغة عقد اجتماعى يجعل الريف شريكا فى عمليات التنمية الشاملة، ففى الماضى عندما يجرى الحديث عن ارتفاع نسبة النمو الاقتصادى، كانت الملحوظة البارزة أن المواطن لا يشعر بانعكاس نسبة النمو على الصحة والتعليم والطرق والكهرباء والخدمات. 
 
عندما بدأت إجراءات الإصلاح الاقتصادى، لم يكن أكثر الناس تفاؤلا يتصور إمكانية نجاح تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى الصعب، وراهن كثيرون على أن الإصلاح لن يتخطى عتبات التكرار السابق لبعض الإجراءات، وتعرضت الدولة والرئيس لحملات تشكيك وتحريض تحذر من أن المصريين لن يستطيعوا تحمل نتائج الإصلاح. لكن ما جرى أن المصريين صدقوا الإصلاح، ودعموه، بالرغم من أنهم واجهوا معاناة من تأثيراته الجانبية. 
 
ونظرة على واقع الحال قبل 8 سنوات، تشير إلى أن مصر كانت تواجه إرهابا ممولا ومدعوما ومتوحشا، ساهم فى تفكيك دول، مع اقتصاد مُتردٍّ، واحتياطى نقد أجنبى 16 مليار دولار، وعشرة ملايين مصاب بالفيروس الكبد الوبائى «سى»، وربع المصريين يعيشون فى عشوائيات تحزم القاهرة والمحافظات وقابلة للتوسع، كهرباء مقطوعة، أزمات فى الوقود والخبز، بنية أساسية متهالكة، بطالة، وفى الريف هناك زحف يلتهم الأراضى الزراعية، وأغلبية المصريين منسيون، لا ينتظرون أكثر من ترميم طريق، أو إنشاء فصل إضافى فى مدرسة. 
 
حتى أكثر المتفائلين، لم يتصور إمكانية نجاح الإصلاح الاقتصادى، أو أن يتحمل المصريون الآثار الجانبية المؤلمة لهذا الإصلاح، كل هذا ومصر تتحرك وسط ألغام وتحديات وحملات دعائية وشائعات، وقنوات تلقى - على مدار اللحظة - أطنانا من الأكاذيب، تشكك فى الإصلاح الاقتصادى، حملات موجهة ضد المشروعات القومية الكبرى، تساؤلات خبيثة عن أسباب استراتيجيات مصر فى التسلح وتنويع مصادر السلاح، وفوق ذلك تحريض واضح للمصريين وحملات طائفية ومحاولات لشق الصف.
 
لكن المصريين وثقوا فى أنفسهم، وصدقوا التشخيص، وتحملوا الإصلاح بالعلاج الصعب، ودائما ما يعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى كل مناسبة، أن الإصلاح الاقتصادى لم يكن ينجح من دون موافقة ودعم الشعب المصرى، والذى دفع ثمن كل هذا، وتحمل آثار الإصلاح المؤلم، هو الشعب، وأبناؤه هم من نجحوا فى هزيمة الإرهاب الذى هدد وأسقط دولا.
 
وخلال 8 سنوات، ووسط مواجهة الإرهاب، والتشكيك، استعاد المصريون الأمن، وبجانب ذلك استعاد الاقتصاد عافيته، عاد الاحتياطى النقدى الأجنبى ليقترب من 50 مليار دولار، وتم إنشاء محطات كهرباء عملاقة وفرت حاجات الاستهلاك الصناعى والمنزلى، مع فائض للتصدير، انتهت الأزمات الموسمية، وتم علاج 10 ملايين من فيروس الكبد الوبائى، مع إطلاق مبادرات 100 مليون صحة، وإنهاء قوائم الانتظار للعمليات الخطرة، ومبادرات لكشف سرطان الثدى للنساء وصل إلى أعماق الريف، ومبادرات لعلاج التقزم والعيون والسمع للأطفال.
وتم فتح ملف العشوائيات، الذى بدا مستعصيا على الحل، وتم البدء بإنشاء «الأسمرات 1، و2»، ثم مجتمعات تم نقل أغلب العشوائيات وسكانهم إليها، وحتى المناطق التى ظلت مستحيلة التغيير، تغيرت وتحولت للأفضل فى السيدة زينب والمدابغ والإسكندرية وغيرها، مع توسيع ملف الحماية والاجتماعية، وصرف معاش تكافل وكرامة للأسر الفقيرة.
 
بعد 5 سنوات على بدء الإصلاح الاقتصادى، نرى النتائج على حياة الناس، صمدت الدولة أمام تداعيات فيروس كورونا، وحققت ثباتا نسبيا لأسعار السلع الأساسية، مع قدرة على تقديم برامج ومبادرات لمساندة القطاعات والفئات الأكثر تضررا، تم تخصيص 100 مليار جنيه - 2% من الناتج المحلى - لمواجهة «كورونا»، واقتصاد مصر من بين اقتصادات قليلة حققت نسبة نمو فى ظل تراجع عالمى، وتم القضاء على فيروس «سى»، والبدء فى مبادرة «حياة كريمة»، التى اعتبرتها الأمم المتحدة أفضل الممارسات الدولية، توافقا مع كل أهداف التنمية المستدامة، وتطوير شامل للريف ليكون جزءا من بنيان التنمية يضاعف الإنتاج، ويخلق فرص عمل، فى 4500 قرية يسكنها 56% من المصريين، خلال 3 سنوات على 3 مراحل.
 
أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، رصد 200 مليار جنيه لكل مرحلة فى مبادرة تطوير الريف، وهى متضمنة فى خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 21/22 التى أقرها مجلس النواب، تستفيد منها 20 محافظة، بإجمالى 1367 قرية وتوابعها، وعدد المستفيدين من المرحلة الأولى 17.6 مليون مواطن، ويقول الرئيس: «حرصنا على بدء المشروع فى مثل هذا اليوم، ليكون تغييرا حقيقيا لأكثر من نصف سكان مصر، بنتكلم بين 50 و60 مليون إنسان فى الريف، نسعى لتغيير حقيقى لحال أهلنا فى المرحلة الأولى والثانية والثالثة من المبادرة،  52 مركزا فى المرحلة الأولى ومش هننسى توابعهم، بنعمل ده علشان ده واجبنا تجاه بلدنا، وكل مسؤول يشارك معانا سواء الكهرباء أو الإسكان أو الزراعة أو الرى».
 
وبالرغم من أهمية المبادرات فى عبور العراقيل البيروقراطية والإدارية، فقد بدت « حياة كريمة» أكبر وأوسع من مجرد مبادرة، فهى أقرب لعقد اجتماعى كان يمثل مطلبا لدى قطاعات كثيرة، بحيث يتحول الإصلاح إلى عملية شاملة، تصل إلى الريف وأعماق مصر المنسية على مدى عقود، وتغير حياتهم جذريا، ليصبحوا شركاء فى عملية التنمية، ويشعروا بثمار نتائج عملهم، فكل ما يجرى على أرض مصر من تغيير شامل، هو نتاج جهد المصريين وشجاعتهم وصبرهم، وهو ما يضاعف من مخزون الثقة لدى المواطن، الثقة التى توحد المصريين فى مواجهة الحاضر والمستقبل. 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

محمد عبد الله مطلوب فى الدوري البرتغالي.. واللاعب يحيل العروض للأهلي

إمام عاشور يوجه رسالة مؤثرة: مريت بمرحلة صعبة ومش مستنى آخد لقطة

عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام يشاركان أحمد عبد القادر حفل زفافه بالدقهلية.. صور


شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى


كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

حدث غير مسبوق.. قطر تستضيف نهائيين عالميين فى كرة القدم خلال 48 ساعة

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

إنفلونزا K تهاجم أوروبا قبل عيد الميلاد.. هل تنتظر الدول كارثة فى العطلات؟

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى