معركة العقاب.. كيف قضى ملوك إسبانيا على دولة الموحدين بالأندلس؟

معركة العقاب
معركة العقاب
كتب محمد عبد الرحمن

تمر اليوم الذكرى الـ809 على وقوع معركة العقاب التى انهزم فيها الموحدون وخسروا معظم أملاكهم فى الأندلس، وهى معركة وقعت فى 16 يوليو 1212م، الموافق لـ 609هـ، شكلت نقطة تحول فى تاريخ شبه جزيرة أيبيريا.

تجمعت قوات الملك ألفونسو الثامن ملك قشتالة ومنافسوه السياسيين سانشو السابع ملك نافارا وألفونسو الثانى ملك البرتغال وبيدرو الثاني ملك أراغون ضد قوات الموحدين حكام الجزء الجنوبى من شبه الجزيرة الأيبيرية ومناطق واسعة من شمال وغرب أفريقيا. قاد قوات الموحدين السلطان محمد الناصر التي جاءت من شتى مناطق الدولة للمشاركة في المعركة.

وبحسب موسوعة "تاريخ الإسلام" بعد الانتصار الباهر الذي حققه الموحدون حكام الأندلس والمغرب على صليبي الأندلس في معركة الأرك سنة 591هـ، ركن الصليبيون للمهادنة انتظارًا للفرصة السانحة للوثوب مرة أخرى، وكان ألفونسو الثامن منذ هزيمة الأرك الساحقة يتوق إلى الانتقام لهزيمته وغسل عارها الذي جلل سيرته وفترة حكمه، فلما اشتعلت ثورة بني غانية وهم من أولياء دولة المرابطين التي كانت تحكم الأندلس والمغرب قبل الموحدين، في شرق الأندلس وشمال إفريقيا انشغل زعيم الموحدين الناصر لدين الله بقمع هذه الثورة، وذلك منذ سنة 595هـ حتى سنة 607هـ، وهي السنة التي قرر فيها ألفونسو الثامن الهجوم على الأندلس مرة أخرى.

بدأ ألفونسو الثامن حملته الصليبية على الأندلس بإزالة الخلافات العميقة بين ممالك إسبانيا الثلاثة (قشتالة - ليون - أراجون) والتي كانت سببًا مباشرًا لهزيمة الصليبيين المدوية في معركة الأرك سنة 591هـ، ثم قام ألفونسو الثامن بطلب المعونة والمباركة من بابا روما، وهو البابا إنوصان الثالث وكان يضطرم بروح صليبية عميقة ويجيش بأحقاد عظيمة تجاه المسلمين الذين أفشلوا الحملات الصليبية على الشام وحرروا القدس، فوافق البابا على ذلك الطلب وأعلن شن حرب صليبية ضد مسلمي الأندلس، بعدها بدأت التحرشات الإسبانية.

كان لاستئناف نصارى إسبانيا لغزواتهم المخربة في أراضي الأندلس أثر بالغ في الدولة الموحدية قرر معه الخليفة الموحدي الناصر لدين الله العبور إلى بلاد الأندلس، فأرسل كتبه إلى سائر أنحاء المغرب وإفريقية وبلاد القبلة كلها بالنفير للجهاد ضد الصليبيين وإعداد العدة اللازمة لذلك، في شعبان سنة 607هـ خرج الناصر بجحافل جرارة تقدر بمئات الآلاف وهذه الضخامة كانت في النهاية سببًا مباشرًا للهزيمة.

وصلت الجيوش الموحدية لـ إشبيلية في آخر ذي الحجة سنة 607هـ، وهناك انضم إليه أعداد كبيرة من جنود الأندلس وأصبحت الجيوش في حالة تعبئة كاملة، وحدد الناصر هدف الهجوم وهو قلعة شلبطرة في جبال الشارات سييرامورنيا الآن، وكانت هذه القلعة بيد فرسان المعبد الصليبى، وكانت نقطة إغارة دائمة للصليبيين على المدن الإسلامية بالأندلس، فطوق الموحدون القلعة وضربوها بالمجانيق حتى فتحوها بعد 51 يومًا من الحصار.

كان لفتح هذه القلعة أثر شديد فى قلوب الصليبيين خصوصًا ألفونسو الثامن للأهمية الكبيرة لهذه القلعة، فقرر الهجوم على قلعة رباح وكانت نظيرة قلعة شلبطرة في الأهمية والمكانة عند المسلمين، وقد انضم لألفونسو آلاف المتطوعين من فرنسا وألمانيا وهولندا وإنجلترا ومجموعة كبيرة من الأساقفة والرهبان، إضافة للفرسان الأسبتارية والداوية الذين انتقلوا من الشام إلى الأندلس لحرب المسلمين، وأمر البابا إنوصان الثالث في روما بالصوم ثلاثة أيام التماسًا لانتصار الجيوش الصليبية على مسلمي الأندلس، وأقيمت الصلوات العامة وعمد الرهبان والراهبات إلى ارتداء السواد والسير حفاة في مواكب دينية بخضوع وتمهل ومن كنيسة إلى أخرى، وجاشت نفوس الأوربيين كافة بروح صليبية عارمة.

هجم الصليبيون بشدة على قلعة رباح وشددوا عليها الحصار حتى أجبروا حاميتها الصغيرة على الاستسلام نظير الأمان، وقد أدى هذا الأمان لغضب الصليبيين الفرنجة الذين جاءوا من أوربا الذين أرادوا ذبح الحامية الإسلامية ورفض أي تسوية سلمية تحقن دم المسلمين، وتنامى هذا الغضب حتى انشق كثير منهم وتركوا ألفونسو الثامن وعادوا إلى بلادهم.

وكانت هذه الهزيمة الساحقة أول مسمار فى عرش دولة الموحدين الكبيرة وإيذانًا بانهيار مملكتهم الواسعة وحول ميزان القوى بالأندلس لصالح الإسبان، وقد عم الابتهاج والفرح في أنحاء أوربا وأقيمت صلوات شكر مخصوصة قام بها إنوصان الثالث بنفسه.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلى يعقد جلسة خاصة مع ريبيرو لحسم مصير أحمد عبد القادر

شاطئ الغرام أيقونة مصيف مطروح وملتقى العشاق والذوق الرفيع.. يتميز بموقع فريد وإطلالة بانورامية على واجهة المدينة وخليج مرسى مطروح.. يتوافد عليه آلاف المصطافين يوميا للاستمتاع بروعة الطبيعة والسباحة الآمنة.. صور

تفاصيل إحالة لصوص الهواتف المحمولة فى منشأة ناصر للمحاكمة

ترتيب الدوري الأمريكي قبل ظهور وسام أبو علي الأول مع كولومبوس كرو

الأهلى راحة من التدريبات اليوم ويواصل الاستعداد لغزل المحلة غدا


تحريات أمن الجيزة تكشف ملابسات مصرع كهربائى فى العياط

فاكسيرا تكشف طريقة علاج الإصابة بالحزام النارى.. اعرف التفاصيل

جمال بيومى: إسرائيل لا تستطيع الصمود طويلا أمام الإرادة العربية لعدة اعتبارات

الإسكندرية ضمن التأمين الصحى الشامل قريبا.. استعدادات تنفيذية مكثفة لإسراع الانضمام للمنظومة.. المحافظ: تشمل 169 قرية ونجعا.. والتأمين الصحى يؤكد: نستهدف رفع جودة الخدمات الطبية ودمج القطاعين العام والخاص.. صور

اعرف مواعيد قطارات خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الخميس 21-8-2025


ميسارفوت.. حركة يقودها مراهقون إسرائيليون لرفض حرب نتنياهو ضد غزة.. اندبندنت: تزايد أعداد الشباب الرافضين للتجنيد العسكرى.. يؤكدون: لن نلتحق بجيش يرتكب إبادة جماعية.. وفرار 100 ألف جندى.. وأهالى الرهائن يصعدون

الصحة: 125 مليون شخص حول العالم يتأثرون نفسيا وجسديا لإصابتهم بالصدفية

المولد النبوى الشريف 2025.. الأمة الإسلامية تستعد للاحتفال فى 4 سبتمبر

رادار المرور يلتقط 1098 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة

إيهاب توفيق وكنزى يقدمان أغنية الله عليك يا سيدى فى مهرجان القلعة (صور)

رفض الاحتلال مقترح القاهرة يفضح مراوغة نتنياهو وغياب إرادة السلام.. خبراء وسياسيون: إسرائيل تتمسك بشروط تعجيزية لإفشال مبادرة التهدئة وتتذرع بحماس لتمديد العدوان.. ومصر تتحرك دوليًا لإنهاء معاناة الفلسطينيين

دياسطى وويا وعلى حسين يقودون هجوم وادى دجلة أمام بتروجت

ثلاثى هجومى في تشكيل غزل المحلة أمام الجونة

صحتك بالدنيا.. فوائد العيش البلدى من تخميره لخبزه.. ابتكار دعامة دقيقة تزرع داخل العين للحد من المياه الزرقاء.. نصائح لعلاج دور البرد فى الصيف.. 7 أعشاب مهمة لمرضى السكر.. وطرح عقار جديد لعلاج الملاريا

حتى لا ننسى.. التاريخ الأسود للإخوان.. كيف حولت الجماعة الإرهابية الجامعات المصرية إلى بؤر للعنف؟.. الطلاب والطالبات تحولوا لأذراع في خدمة التنظيم.. وهكذا سقطت المؤسسات التعليمية في فخ التطرف.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى