سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 18يوليو 1950.. «الحفناوى» يبعث إلى حكومة الوفد الخطة السرية لتدويل قناة السويس بعد انتهاء فترة الامتياز فى 16 نوفمبر 1968 ويرفض نصيحة يحيى حقى وعلى شوقى

مصطفى الحفناوى
مصطفى الحفناوى
واصل رئيس شركة قناة السويس «شارل رو» استكمال فكرته لمصطفى الحفناوى حول مستقبل القناة، ليعرضها فى كتابه باللغة العربية عنها، كان الحفناوى فى حجرة الأرشيف بمقر الشركة بباريس، يبحث عن الوثائق، لينجز الكتاب الذى اتفق عليه مع شارل ليكون دعائيا لشركة القناة بسياساتها الاستعمارية، وتظاهر «الحفناوى» بالموافقة عليه، لتتاح له فرصة البحث عن وثائق يستخدمها فى رسالته للدكتوراه لجامعة باريس حول الموضوع، الذى يتمسك فيه بموقف وطنى صارم ضد الأطماع الاستعمارية فى القناة
 
يكشف «الحفناوى» القصة فى مذكراته "مصطفى الحفناوى وخلفيات تأميم قناة السويس"، ويصل إلى فكرة «شارل» التى طرحها عليه حول مستقبل القناة، وكان الشق الثاني هو الأخطرفيها، لأنه يكشف مخطط عدم تسليم القناة لمصر بعد انتهاء فترة الامتياز، مما يجعل هجوم المغرضين ضد عبد الناصر لتأميمه القناة يوم 26 يوليو 1956 لغوا فارغا، وجهلا مقيما فى أدمغة أصحابه.
 
 يؤكد الحفناوى أن «شارل» قال له حرفيا: «بعد انتهاء امتياز الشركة فى 16 نوفمبر 1968، بل قبل انتهاء الامتياز، وباتفاق خاص مع شركتنا، ويعوضها «مصر» عن الأضرار، تقوم الأمم المتحدة بتعيين لجنة دولية تمثل الدول العظمى تحل محل الشركة فى إدارة قناة السويس واستغلالها، ويكون لمصر مقعد وعضو يمثلها فيها، وباعتبارك صاحب الاقتراح لن ترشح الحكومة المصرية سواك، وستكون أول مصرى يجلس فى هذا الكرسى الدولى، وسيضفى عليك مكانة عالمية ضخمة».
 
ينبه شارل، الحفناوى: «ستصادف متاعب فى أول الأمر من أهل بلدك، ولن يفهموك بسرعة، أُذكرك بأن المرحوم الدكتور أحمد ماهر قُتل وراح ضحية شجاعته فى الرأى، لكنه خلد فى التاريخ كمثال فى الشجاعة الأدبية، أنت الآخر يجب أن تكون شجاعا، وتدافع عن رأيك، ولوخالفك أهل وطنك».
 
سأل «شارل»، الحفناوى: «الآن أحب أن أعرف منك رأيك، وهل تستطيع أن تتبناه؟..أجاب الحفناوى: «سأعرضه بالطريقة التى آراها ملائمة، وأرجوك أن تترك لى فرصة التأمل والتفكير فيه».. يتذكر الحفناوى، أن شارل ركز فى ملاحظة انفعالاته ثم بدأ فى تقديم إغراءاته، فسأله عن راتبه الشهرى كمستشار صحفى فى السفارة المصرية، وهى الوظيفة التى وفرها له الدكتور محمد صلاح الدين وزير الخارجية فى حكومة الوفد، ولما سأله الحفناوى عن سبب سؤاله، أجاب: «أنت يا صديقى فيك كل الصفات التى تؤهلك لمناصب الشركة التى لها مسؤولياتها، وتتطلب تأهيلا رفيع المستوى، أنت قانونى، ومؤرخ، وكاتب، وعالم، ودبلوماسى وتجيد الفرنسية والانجليزية، وهذا أقصى ما نطلبه فى المرشحين لوظائف الشركة.. أليس لديك مانع من أن تترك خدمة السلك السياسى، وتشتغل معنا؟.. إننى أقدرك، وأعوانى يقولون إنك عاقل ومتزن ويثنون عليك أطيب الثناء، فما رأيك؟.
 
رواغ الحفناوى فى إجابته، حيث طلب الانتظار حتى يظهر كتابه، ويذكر أن «شارل» فهم أن الانتظار من شأنه زيادة راتبه المعروض كمكافأة لما قدمه فى الكتاب، ويكشف أنه بعد الانتهاء من اللقاء خرج مسرعا إلى مسكنه فى شارع «دى تاليران» بالأنفيلد، وحرر على الآلة الكاتبة مذكرتان بعنوان «مؤامرة لتدويل قناة السويس»، إلى رئيس الوزراء مصطفى النحاس، وإلى ووزير الخارجية.
 
يؤكد، أنه توجه إلى السفارة لترسل مذكرته فى أقرب حقيبة دبلوماسية، وكان السفير أحمد ثروت غائبا، فاستدعى أكبر رجلين فى السفارة وهما، على شوقى الوزير المفوض ونجل أمير الشعراء أحمد شوقى، والأديب يحى حقى، وقرأ الاثنان المذكرة فتجهما واتهماه بأنه قام بعمل ليس من اختصاصه، وإنما من اختصاص السفير، فطلب أن يعتبراه مواطنا عاديا توصل إلى هذه المعلومات، وهل يقوم بإبلاغ سفارة بلاده أم لا؟
 
يتذكر «الحفناوى» أنهما تراجعا، لكن يحى حقى قال له: «هذا الموضوع سيقيم القيامة، ويشعل نارا بين مصر وفرنسا، ومهمتنا تحسين هذه العلاقات لا إفسادها، وأنت ستفتح بمذكرتك باب الصداع للسفارة، رجاء أن تمزقها وتنسى أنك قابلت شارل رو».
 
يكشف «الحفناوى» أنه تظاهر بالموافقة، لكنه فى اليوم التالى التقى بصديقه الدكتور حامد زكى وزير الدولة، وسلمه المظروف وطلب منه تسلميه إلى وزير الخارجية يد بيد، غير أن «زكى» أرسل المظروف إلى مكتب وزير الخارجية، ففضه الموظف المسئول ولم يقرأه ولم يعرضه ووضع تأشيرة عليه بالحفظ، وظل الأمر مجمدا حتى تم تأميم القناة، وكلف عبدالناصر الحفناوى بصياغة قرار التأميم، بناء على الوثائق التى عثر عليها.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حسام حسن والشاذلى بين أساطير التهديف فى تاريخ أمم إفريقيا.. إنفوجراف

موعد مباراة الأهلى القادمة أمام غزل المحلة فى الجولة الثالثة بكأس عاصمة مصر

هل يجوز محاكمة الموظف تأديبيا بعد انتهاء الخدمة؟.. القانون يوضح

منصة مصر الرقمية تتيح تسجيل الأسر إلكترونيا فى منظومة التأمين الصحى الشامل

شبح الهجرة الشتوية يواجه 7 لاعبين فى الأهلى.. أفشة وجراديشار أبرزهم


لو أنت مغترب.. اعرف إزاى تشترك فى التأمينات الاجتماعية

ذكرى ميلاد محمد رضا.. هل ولد معلم السينما المصرية فى 20 ديسمبر؟

القبض على إبراهيم سعيد وطليقته بعد مشاجرة فى فندق بالتجمع

كل عام وأنتم بخير.. اليوم ميلاد هلال شهر رجب لعام 1447 هجريا وغدا أول أيامه فلكيا

برودة شديدة ليلًا وشبورة صباحًا.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس السبت 20 ديسمبر 2025


المتسابق محمد القلاجى يحصل على أعلى الدرجات ببرنامج دولة التلاوة

الزمالك يحسم قمة الجولة الثالثة أمام الجزيرة.. وفوز الأهلى والاتحاد فى دورى سوبر السلة

دولة التلاوة.. المتسابق محمد القلاجي: هذه السورة أجد نفسى فيها

الكونغولى ندالا حكما لمباراة الافتتاح فى بطولة الأمم الأفريقية

مقتل شاب بطلق نارى وإصابة 4 أشخاص في انقلاب موتوسيكل بالدقهلية

إبراهيم زاهر رئيسا لنادى الجزيرة بعد فوزه بـ3872 صوتا فى الانتخابات

لمياء الأمير تكشف تطورات الحالة الصحية لشقيقها طارق: يحتاج إلى شق حنجرى

روبيو: إدارة ترامب تواصلت مع قادة مصر والإمارات والسعودية بشأن السودان

موعد مباراة مصر وزيمبابوى فى بطولة كأس أمم أفريقيا

الأرصاد تحذر من طقس شديد البرودة وشبورة كثيفة وانخفاض فى درجات الحرارة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى