هل كان المصريون القدماء يحجون إلى معبود بعينه ويزورن بيته؟

المصريين القدماء
المصريين القدماء
كتب ـ أحمد منصور
نعيش فى تلك الأيام المباركة حالة من الروحانية والقدسية، لقيام الحجاج بأداء مناسك الحج، وسط إجراءات احترازية مشددة، لمواجهة فيروس كورونا، ولكن مع أجواء تلك الروحانيات يجعلنا نسأل هل كان هناك حج في مصر القديمة؟ هل كان المصريون القدماء يحجون إلى معبود بعينه ويزورن بيته ويطوفون بمقامه المقدس؟.
 
قال الدكتور حسين عبد البصير، عالم المصريات، نعرف أن المصريين القدماء قاموا بالحج إلى منطقة أبيدوس أو العرابة المدفونة في مركز البلينا في محافظة سوهاج في صعيد مصر، بداية من النصف الثاني من الأسرة الثانية عشرة (منذ عام 1991 - 1802 قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام) من عصر الدولة الوسطى على الأقل.
 
وأوضح الدكتور حسين عبد البصير، أن الحجاج المصريين القدماء يتوافدون على أبيدوس من جميع أنحاء مصر القديمة كي يشهدوا الاحتفال السنوي بمعبودهم الأكبر الإله المصري القديم أوزيريس سيد الموتى والأبدية والعالم الآخر.
 
وتابع: ومن لوحة الموظف الكبير "إيخرنفرت" الشهير من عهد الملك سنوسرت الثالث والمحفوظة في متحف برلين، نعرف ماذا كان يحدث في ذلك الاحتفال، ويقول "إيخرنفرت": "فعلت كل شيء طلبه جلالته، ونفذت أمر سيدي من أجل أبيه، أوزيريس - خنتي إمنتيو، سيد أبيدوس، عظيم القوة، الموجود في إقليم ثني. وكان الابن المحبوب من أبيه أوزيريس - خنتي إمنتيو. وزينت مركبه الخالد العظيم، وصنعت لها مقصورة تظهر وتشرق بحسن وبهاء خنتي إمنتيو، من الذهب، والفضة، واللازورد، والبرونز، وخشب السدر، وصاحبت المعبودات في رحلتها، وصنعت مقاصيرها المقدسة من جديد، وجعلت الكهنة يمارسون واجباتهم بحب، وأن يعرفوا طقوس كل يوم، عيد رأس السنة، وسيطرت على العمل فوق المركب، وزينت المقصورة وصدر سيد أبيدوس باللازورد والفيروز، والشفاه الإلهية بكل حجر كريم.
 
وأضاف: وغيرت ملابس الإله في حضوره، ونظفت ذراعه وأصابعه، ونظمت خروج الإله "وب واووت"، فاتح الطرق العظيم، عندما قرر الانتقام لأبيه، وطردت المتمردين من المركب، وهزمت أعداء أوزيريس.
 
ولفت إلى أنه احتفل بذلك الخروج العظيم وتبعت الإله عند ذهابه، وجعلت المركب يبحر، وأدار الدفة الإله جحوتي (رب الحكمة)، وأمددت المركب بمقصورة وبالزينات الجميلة الخاصة بأوزيريس عندما تقدم إلى منطقة "باقر" (منطقة في أبيدوس)، وأرشدت الإله للطرق التي تقوده إلى مقبرته في منطقة "باقر"، وانتقمت لـ"ون نفر" (اسم من أسماء "أوزيريس") في ذلك اليوم ذي القتال العظيم، فطردت كل أعدائه من على الشاطئين، وجعلته يتقدم في مركبه العظيم، وأخرجت للناس جماله، وجعلت أصحاب المقابر في الصحراء الشرقية سعداء، وشاهدوا جمال المركب وهى تتوقف بأبيدوس، عندما أحضرت أوزيريس - خنتي إمنتيو إلى قصره، وتبعت الإله إلى بيته، وقمت بتطهيره، وأوسعت له مقعده، وحللت له كل مشكلات إقامته بين حاشيته المقدسة."
 
ولفت إلى أنه تم تحديد موقع مقبرة أوزيريس في منطقة "باقر" التي يبدو بوضوح أنها ليس أكثر من منطقة أم الجعاب نفسها التي بها جبانة ملوك مصر الأوائل في منطقة أبيدوس. وفى وقت ما من عصر الدولة الوسطى، تم اعتبار إحدى المقابر الملكية القديمة على أنها مقبرة الإله أوزيريس. غير أن ذلك الاقتراح لم يكن له ما يدعمه. والأكثر منطقية أن تكون جبانة أم الجعاب، ومن باب أولى أن أوزيريس تم دفنه بها. واعتبرت مقبرة الملك "جر"، من ملوك مصر الأوائل،  مقبرة أوزيريس؛ لوجودها في مقدمة الجبانة، وذلك أنسب للحجاج المصريين القدماء حتى يمارسوا احتفالهم السنوي بمعبودهم أوزيريس وحجهم إليه من كل فج عميق من أرض مصر المباركة.
 
وأضاف الدكتور حسين عبد البصير، ومع نهاية الأسرة الثانية عشرة وبداية الأسرة الثالثة عشرة، زادت مساحة الجبانة بشكل كبير وامتدت نحو "1.5 كم" إلى الجنوب الغربي من قرية كوم السلطان الحالية في أبيدوس. وأصبحت أبيدوس المركز الرئيسي لعبادة الإله أوزيريس. ورغب كثير من المصريين في أن يتم دفنهم في أبيدوس بجوار معبودهم الأكبر الإله أوزيريس؛ حتى ينعموا برفقته في العالم الآخر، أو على الأقل كانوا يتركون أشياءهم التذكارية في ذلك المكان المقدس بين معبد أوزيريس ومقبرته؛ حتى تبقى أشياءهم علامة وذكرى على حجهم المبارك إلى مقام ربهم الأعظم الإله أوزيريس المقدس، وهذه مصر التي علمت العالم كل شيء.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تدريبات انفرادية لعبد الرحيم دغموم قبل الانتظام في مران المصري

بعد توجيهات الرئيس السيسى.. حملات مرورية لمواجهة الحوادث بالطريق الإقليمي

مليونية حب فى الزعيم عادل إمام بعد ظهوره..والجمهور يعبر عن اشتياقه

عواصف وفيضانات فى إيطاليا وتأجيل 13 رحلة جوية بعد موجة حر شديدة

بدون أسباب.. إقالة المتحدث باسم نتنياهو وتعيين زيف أغمون


نرمين الفقي تخطف الأنظار بصورها على البحر.. والجمهور: جمال طبيعى

الزمالك يحصل على توقيع من 5 إلى 6 صفقات محلية بالانتقالات الصيفية

مواعيد مباريات اليوم.. نهائي مثير فى كأس الكونكاكاف الذهبية

ضجة تسونامى المزعومة.. لماذا يثير البحر المتوسط قلقاً غير مبرر؟.. الموج العالى وظهور القرش ظواهر طبيعية لا علاقة لها بالكوارث.. والنشاط الزلزالى طبيعى ولا ينذر بكارثة وشيكة.. والوعى العلمى خط الدفاع ضد الشائعات

الأهلى يرفض ضغوط وسام أبو علي للتراجع عن دفع 10 ملايين دولار للرحيل


اتحاد الكرة يدرس إقامة مباريات كأس مصر قبل توقف الدورى فى ديسمبر

طلاب الثانوية العامة شعبة علمى رياضة يؤدون امتحان الرياضيات البحتة

تنسيق الجامعات 2025.. خريطة أماكن اختبارات القدرات لكليات الفنون التطبيقية

إدارة الزمالك تطالب جون إدوارد بتوفير 30٪؜ من ميزانية الكرة

طرح بيض المائدة بمنافذ وزارة التموين.. اعرف الأسعار

محمد شريف ينفذ برنامجا تدريبيا خاصا استعدادا للظهور فى معسكر الأهلى

مواعيد مباريات نصف نهائى كأس العالم للأندية 2025

صدق أو لا تصدق.. ميسي يُهدي هدفا لمنافسه بتمريرة كارثية "فيديو"

صدمة للبايرن.. تقارير تكشف مدة غياب موسيالا بعد إصابته الخطيرة

فرص عمل للصيادلة بمرتبات شهرية تصل إلى 9400 جنيه.. تفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى