الطبيب المساعد وأخطاء العمليات الجراحية

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

تحدثت مع أحد الأطباء عن حوادث الإهمال الطبي المتعددة، التي نسمع عنها بين الحين والآخر، واستنكرت فكرة وجود أخطاء قاتلة في جراحات يقوم بها أطباء مشاهير في تخصصاتهم، ولهم خبرات كبيرة، وأغلبهم أساتذة في الجامعات وحاصلين على زمالات أكاديمية هامة، إلا أنه أخبرنى بالمفاجأة التي لم أكن أعرفها، وهى "مساعد الطبيب"، فكل الأساتذة الكبار لهم مساعدين كُثر، مفترض أنهم يعاونون في العمليات الجراحية، إلا أن حقيقة ما يحدث أنهم باتوا يفعلون كل شيء!

الأطباء الكبار تحول دورهم في العمليات الجراحية إلى دور إشرافى أكثر منه تنفيذى، حتى صارت غرفة العمليات أشبه بـ "حصة" في كلية الطب، بدلا من أن تكون خلية نحل لإنقاذ حياة مريض والتعامل مع الأمر بمنتهى الحساسية، خاصة مع حوادث الإهمال الطبي المتكررة، التي تؤشر إلى تحول خطير في أداء المستشفيات الخاصة، بعدما طالتها الكثير من المشكلات المتعلقة بالإهمال في التعامل مع المرضى.

بطبيعة الحال ما ذكرته في السطور السابقة هو الاستثناء وليس الأساس، فهناك أطباء كبار وأساتذة أجلاء يقومون بدورهم في غرف العمليات على أكمل وجه، ويتيحون لمساعديهم ومعاونيهم أدوار بسيطة لا تؤثر على سير الجراحة، كما أنها لا تشكل خطورة على حياة المريض، إلا أن انتشار فكرة "مساعد الطبيب" حتى في الجراحات البسيطة، بات يشكل خطورة في رسالة الطب.

 قبل دخول المريض وتهيئته للعملية الجراحية، يتم التأكيد على أن الأستاذ الفلانى سوف يتولى الجراحة، باعتباره صاحب باع طويل في هذا المجال، وله خبرات كبيرة ورؤية ثاقبة، ليتحول الأمر في النهاية بعد تخدير المريض إلى تجربة وكورس تعليمى، فالطبيب المساعد يتولى كل شيء، خاصة في العمليات البسيطة مثل "جراحات الولادة" ، "استئصال اللوزتين" ، إزالة الأكياس الدهنية، لنجد أخطاء كارثية في هذه الجراحات، لأن الطبيب الكبير المسئول، صاحب الخبرات الكبيرة غالباً يحتسى قهوته الصباحية داخل غرفة العمليات ويترك " تقفيل المريض" للمساعدين!!

المشكلة الأكبر في حوادث الإهمال الطبي أن أغلبها يمر دون حساب أو عقاب، تحت شعارات وعبارات واهية، من نوعية "هو عمره كده" أو "قضاء وقدر" أو "العملية لم تكن إلا سبب فقط والمريض كان سيموت لا محالة"، فيتحول الخطأ والتقصير في حق المريض إلى سبب إلهي لموته، وهذا بالطبع ليس صحيحاً، لكنه هروب من المساءلة والعقاب، لذلك يجب أن تكون هناك عقوبات رادعة لحوادث الإهمال الطبية، ومعايير محاسبة واضحة مبنية على أسس ومعايير علمية وتخضع لرقابة المتخصصين، فما أغلى من روح الإنسان.

موضوعات متعلقة

ياسمين عبد العزيز والخطأ الطبى

ياسمين عبد العزيز والخطأ الطبى الإثنين، 19 يوليو 2021 10:58 ص

حلا شيحة وشماعة التوبة

حلا شيحة وشماعة التوبة الخميس، 15 يوليو 2021 11:45 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نسمة عبد العزيز تحيى حفلا موسيقيا على المسرح المكشوف بالأوبرا 19 يونيو

أمن الجيزة يضبط تاجر أقراص مخدرة قبل ترويجها بين زبائنه.. تفاصيل

رحلة بلا عودة.. تفاصيل اللحظات الأخيرة لغطاسى ميناء السخنة فى السويس

غرامة 3 ملايين جنيه عقوبة تنفيذ رحلات حج مخالفة للأحكام والضوابط

جولة جديدة من الصراع على لقب هداف دوري nile بين عاشور ومنسى وفيصل


رحيل محمد لخضر حمينة بالتزامن مع اليوبيل الذهبى لحصوله على سعفة مهرجان كان

ثراء جبيل تقدم "وعملت إيه فينا السنين" فى ساحة روابط 2 يونيو

ليس مودريتش.. الذكاء الاصطناعى يختار أفضل لاعب وسط فى التاريخ

صور عودة 71 مصريا من ليبيا تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي

3 مواجهات قوية فى افتتاح منافسات الجولة الثامنة من مرحلة حسم الدوري


فى ذكرى وفاته.. إسماعيل ياسين أيقونة كوميديا مصرية لا تموت

مستشار رئيس الوزراء يرد على شائعات تصدير المانجو

نابولي يتوج رسميا بلقب الدورى الإيطالى للمرة الرابعة تاريخيا.. فيديو

كارول سماحة برفقة ابنتها تالا: أكون لك الأمان والسند والحضن الدافى لآخر لحظة من عمرى

طبيبة أطفال فلسطينية تستقبل أطفالها الـ7 أشلاء متفحمين نتيجة القصف الإسرائيلى

وزير الأوقاف يشيد بموقف إمام مسجد بقرية صبيح بالشرقية لإنقاذه حياة مصلٍ

نهائى كأس مصر 2025..موعد مباراة الزمالك وبيراميدز والقناة الناقلة

الثلاثاء ميلاد هلال ذى الحجة والأربعاء أول أيامه فلكيا وهذا موعد عيد الأضحى

زلزال بقوة 3.8 درجة على مقياس ريختر يضرب المغرب

موعد مباراة الأهلي وفاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى