"أحبها بإرهاب" أبرز ما كتبه أنسى الحاج عن الفنانة الكبيرة فيروز

أنسى الحاج وفيروز
أنسى الحاج وفيروز
كتب أحمد إبراهيم الشريف
الشاعر اللبنانى أنسى الحاج (27 يوليو 1937 – 18 فبراير 2014" من الشعراء المشهورين فى النصف الثانى من القرن العشرين، كما كان كاتبا صحفيًا مميزًا، إضافة إلى علاقته بالفنانة الكبيرة فيروز فقد كان يحبها جدًا وكتب لها العديد من المقالات المهمة، لكن أهمها على الإطلاق هو "أحبها بإرهاب" الذى كتبه فى سنة 1970.
 
 

ومما جاء فى المقالة:

 
فى حياتنا لا مكان لفيروز، كلّ المكان هو لفيروز وحدها، ليكن للعلماء علم بالصوت وللخبراء معرفة، وليقولوا عن الجيِّد والعاطل، أنا أركع أمام صوتها كالجائع أمام اللقمة، أحبه فى جوعى حتى الشبع، وفى شبعى أحبه حتى الجوع، أضم يدى كالمصلّين وأناديكَ: إحفظْها! إحفظها... ويقول أيضا: لقد وقعتُ سابقاً فى بشاعة الكبرياء فكتمتُ اعترافى، والآن أقول اعترافى: إنى لا أؤمن إلا بها، و أعيش لأنها هى الحياة، باقى ما أفعله أفعله مرغماً، أنا مرهون بنزوات حنجرتها، عاقد مصيرى على نظرها وخنصرها و آثار قدميها، لقد أعادت اختراع الينابيع، ليست هى طريق الحياة بل الحياة، إنى أتكلم من أعماق البصيرة حيث الصدق لا يختبىء من الخجل و لا يتدلّل لكى يتعرّى، يا رب احفظها! يا رب اخدمها! يا رب اعطنى كلاماً يليق بها! لقد ساقوا إليها المديح، و ارتكبوا بحقها خطيئة التعظيم.
 
 
ويتابع أنسى الحاج : أخاف فلا ينقذنى إلا صوتها، فى فراغ المكان، يتردد كالبشارة فى ضميرى، فى الوقت والأبدية ، هو حبى، إنى أشتهى أن أضمه بيدى كيدى  أو أنفخه فيطير كرماد وردة.
 
ويضيف تغنى لنا الأسرار التى جهلناها والأحلام التى نسيناها، تغنّى و صوتها مكشوف كاليد المفتوحة، وتغنّى و صوتها محجّب كوجه خفضه العذاب و الخفر إلى رجاء الأرض، حتى لو لم يُكتب لها شعر جميل، فإن صوتها كفيل أن يجعل أى كلام شعراً جميلاً، حتى لو لم يكن اللحن رائعاً، فإن صوتها كفيل أن يجعل أى لحن رائعاً، لأن صوتها هو الشعر، والموسيقى، و .. الصوت، لأن صوتها هو الأكثر من الشعر و الموسيقى و الصوت ، صوتها وتمثيلها وحضورها، إن فى وجودها إشعاعاً يبهر كالبرق ، ويستولى على الناظر إليها كما يستولى الكنز على المسافر، صوتها الذى أسمعه فكأنه هو الذى يسمعنى، بل كأنه أحسن من يصغى إلى و أنا أصغى إليه، صوتها الساقط فينا كالشهيد، المُخمِد حولنا العواصف، المُلهب فينا غرائز البراءة و الوحشية، صوتها كمصابيح فى المذبح، وكزهرة جديدة حمراء فى حديقة قديمة، لا صوتها فى سمعنا فحسب، بل إلى الأمام من حياتنا، صوتها المنوِّر، الذى تنويره كتنوير الصليب، لنتوقف و نقدّم لفيروز الشكر فى جميع العالم ، لأن صوتها راعى الرعشة، لأنه هو الرعشة، وهو نار الحب الأخيرة الممشوقة كعروس فوق الماء.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بدون أسباب.. إقالة المتحدث باسم نتنياهو وتعيين زيف أغمون

محمود محيي الدين: مؤتمر إشبيلية قدم حلولا جريئة لأزمة الديون العالمية

الزمالك يحصل على توقيع من 5 إلى 6 صفقات محلية بالانتقالات الصيفية

الأهلى يرفض ضغوط وسام أبو علي للتراجع عن دفع 10 ملايين دولار للرحيل

بدء تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ لليوم الثانى على التوالى


تنسيق الجامعات 2025.. خريطة أماكن اختبارات القدرات لكليات الفنون التطبيقية

طلاب الثانوية نظام قديم يتوافدون على لجان امتحانات الجيولوجيا والجبر وعلم النفس

طرح بيض المائدة بمنافذ وزارة التموين.. اعرف الأسعار

توافد طلاب الثانوية العامة بالجيزة على اللجان لأداء امتحان الرياضيات البحتة

الكوكي يجهز صفقات المصري قبل انطلاق المرحلة الثانية من فترة الإعداد


بعد الخطأ الفادح.. ميسى يصنع ويسجل فى تقدم إنتر ميامى على مونتريال 2-1

مسئول عسكرى إسرائيلى: بقاء قواتنا في جنوب القطاع بعد انسحاب جزئى وفقا لبنود

صدمة للبايرن.. تقارير تكشف مدة غياب موسيالا بعد إصابته الخطيرة

تعرف على كواليس انتقال بيجاد مروان إلى يد الزمالك

هانى رمزى: كولر رفض التعاقد مع وسام أبو على فى البداية.. وهو سبب فشل ضم ساليتش

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى