مرصد الأزهر: الفارق بين "داعش" و"القاعدة" هو الإعلام

مرصد الأزهر
مرصد الأزهر
كتب لؤى على
نشرت وحدة رصد اللغة التركية بمرصد الأزهر الحلقة الثانية من سلسلة مقالات "فوارق وتمايزات بين الجماعات المتطرفة..الإعلام بين داعش والقاعدة"، حيث قال المرصد إن استخدام الإعلام أحد أهم الفوارق بين تنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيَّيْن اللذيْن قد فطنا لقوة الإعلام وأهميته، واعتمدا عليه بصورة متفاوتة وفقًا لإمكانيات كل منهما، ووفقًا لطبيعة مرحلة القوة عند كل تنظيم، ووفقًا لطبيعة الإعلام وأدواته في سنوات قوة كل تنظيم على حده، فطفرة الإعلام غير التقليدي التي لم تكن موجودة بشكلها الحالي في وقت قوة تنظيم "القاعدة"، وتربُّعه على عرش الجماعات المتطرفة أعطت تنظيم "داعش" الإرهابي قوة لا تقل عن قوته العسكرية، بل ربما تزيد عنها كثيرًا، وفقًا لكثير من الخبراء؛ من أجل ذلك نال الإعلام نصيبًا كبيرًا من اهتمام قادة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي قدَّم خطابًا إعلاميًّا وإفتائيًّا لمن أطلق عليهم "أبو بكر البغدادى" فرسان الإعلام. 
 
وفند المرصد الاستراتيجية الإعلامية عند كلا التنظيمين، حيث كان لتنظيم "القاعدة" السبق من بين كافة التنظيمات المتطرفة في استخدام الإعلام استخدامًا حقيقيًّا لبث رسائله للعالم؛ وذلك عن طريق بث التسجيلات الصوتية لـ "أسامة بن لادن" على إحدى القنوات العربية خلال العقد الأول من القرن الحالي.
 
لكن بعد ذلك سمحت التكنولوجيا للمنظمات الإرهابية بأن تصبح أكثر حداثة، وأن تنتج موادها الإعلامية بنفسها، وتنشرها وقتما تريد، وساعدتها على استخدام أدوات ووسائط أكثر تطورًا وتعقيدًا. وهو الأمر الذي تفاعل معه تنظيم "القاعدة"، فاستخدم الشبكة العنكبوتية بقدر ما سمحت الإمكانات التكنولوجية آنذاك، وتمثلت مشاركاته في المنتديات وصفحات الإنترنت، وأبرز من خلالها نفسه على شبكة التواصل العالمية.
 
وتابع المرصد أن تنظيم "داعش" الإرهابي بشهادة الواقع ورؤية جميع الخبراء، ووفقًا للعديد من التقارير التي أعدها مرصد الأزهر فهو أكثر التنظيمات الإرهابية اعتمادًا على الإعلام واستفادة منه؛ حيث اشتهر بأن لديه آلة إعلامية تتمتع بقدرات تقنية عالية وكفاءة كبيرة في التعامل مع العوالم الافتراضية وشبكات التواصل على وجه الخصوص، وقد استطاع من خلال منصاته الإعلامية استقطاب المقاتلين من دول مختلفة، كما استطاع نقل عملياته الإرهابية من الشرق إلى الغرب عبر الشباب الذين خُدِعوا بدعايته الضالة والمضللة، وقاموا بعمليات نوعية عُرفت إعلاميًّا باسم "عمليات الذئاب المنفردة
 
ويُعول تنظيم "داعش" الإرهابي كثيرًا على وسائل الإعلام المضادة له، ويسعى إلى جعلها تُروج غزواته وأخباره وأيديولوجيته المتشددة لإيصالها إلى محبيه وأعدائه على حدٍ سواء، ويستخدم في سبيل ذلك تقنيات عالية تضاهي أفلام هوليود وكبريات محطات التلفزة العالمية".
 
وفيما يخص الظهور الإعلامي لقيادتي داعش والقاعدة قال المرصد إنه على الرغم من أن تنظيم "داعش" الإرهابي حقق تفوقًا كبيرًا وملحوظًا على تنظيم "القاعدة" الإرهابي في الإعلام، والقدرة على الاستفادة منه، وتوظيفه، فإن الآلة الإعلامية للقاعدة استطاعت إبراز شخص "أسامة بن لادن"، وإحاطته بهالة من التوقير، وجعلت منه زعيمًا روحيًّا للتنظيمات الإرهابية الأخرى ومن بينها تنظيم "داعش" نفسه الذي يمدح "أسامة بن لادن" في إعلامه، ويتهم "أيمن الظواهري" بالتدليس والانحراف عن طريق "القاعدة" الذي رسمه "بن لادن". وقد ظهر "أسامه بن لادن" إعلاميًّا (31) مرة بعد أحداث 11 سبتمبر2001 وحتى وفاته، وذلك في تسجيلات مختلفة لحشد أنصاره وتحفيزهم.
 
على الجانب الآخر، ظهر "أبو بكر البغدادي" قبل وفاته مرتيْن؛ الأولى على منبر مسجد "النوري الكبير" في الموصل في 4 يوليو 2014؛ حيث ألقى الخطاب الذي أعلن فيه قيام دولته المزعومة، والثانية في 29 أبريل 2019 ليعلن انتهائها، وبيْن المرة الأولى والثانية خرج مرتيْن في تسجيلات صوتية، وذلك وفقًا لتقرير أعدته جريدة "إندبندنت" النسخة العربية في سبتمبر 2019. وبالرغم من قلة ظهور "البغدادي" إعلاميًّا، فإنه ظهر أكثر من قائد التنظيم الحالي "أبو إبراهيم الصلبي" الذي لم يظهر إعلاميًّا حتى الآن رغم توليه قيادة التنظيم منذ أكثر من عام ونصف.
 
ويرى مرصد الأزهر أن هذا الإعلام كان أهم سبب لتفوق "داعش" على "القاعدة" وعلى غيره من التنظيمات الأخرى؛ لذلك يمكن القول بأنه لا ينبغي ترك الفضاء الإلكتروني ساحة فارغة للمتطرفين، ينشرون فيه ما يشاءون، بل ينبغي مزاحمتهم فيه، وتفنيد أفكارهم وحماية الناس من الوقوع فريسة سهلة في براثنهم.
وقد تفاعل الأزهر الشريف مع هذا الأمر، وأصبح لكل هيئاته تواجد قوي عبر مواقع التواصل، يُشكل من خلاله حائط صدٍّ أمام صفحات جماعات التطرف والإرهاب.
 
 كذلك ينبغي على من يتصدى لمكافحة التطرف إعلاميًّا أن يُتقن جيدًا الفرق بين المكافحة والترويج، وألَّا يتحدَّث عن أية مادة إعلامية لتنظيم متطرف دون أن يكون لديه أدوات الحكم على هذه المادة. فهذه الأدوات هي التي تمكنه من معرفة إن كانت هذه المادة حقيقية أم دعاية ضالة. كذلك ينبغي عدم التساهل مع أي شخص يرى العنف والتنمُّر مشروعًا في مجال الفكر، فهؤلاء هم الذين يرسخون للعنف، ويقنعون الشباب بمشروعيته.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مى القاضى طليقة أحمد فهمى فى مسلسل 2 قهوة والعرض قريباً

آخر فرصة للتقديم على وظائف فى الأردن برواتب تصل إلى 24 ألف جنيه

الرئيس السيسى يصل مطار نيوم بالسعودية والأمير محمد بن سلمان فى استقباله

كل ماتريد معرفته عن مباراة الزمالك ومودرن سبورت بالدورى

البعثات الدبلوماسية المصرية بالخارج تتصدى للمخربين.. أمن البعثة المصرية فى نيويورك يتصدى لمحاولة اقتحام من أنصار الإرهابية.. حماية البعثات والقنصلية مسئولية الدول المضيفة.. وعناصر الأمن لهم حق التصدى لأى اعتداء


محمد صلاح يحقق إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق في الدوري الإنجليزي

مكالمة دعم وحب من كريم عبد العزيز لزوجته آن الرفاعى بعد شائعات انفصالهما

تفوق على رونالدو.. محمد صلاح أفضل جناح في تاريخ الدوري الإنجليزي

موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

أرملة جورج سيدهم آخر الضحايا.. النصب باسم المشاهير على مواقع التواصل عرض مستمر


القصاص العادل.. تفاصيل إعدام قتلة الإعلامية شيماء جمال بعد 3 سنوات من الجريمة

أرملة جورج سيدهم لليوم السابع: منتحلة صفتى جمعت مبالغ مالية كبيرة منذ عامين

قانون الإيجار القديم 2025.. بند جديد يمنح المالك حق الإخلاء الفورى دون إنذار

نائب رئيس الوزراء يوجه بإنشاء مصانع متخصصة لتحويل مخلفات الهدم لمواد بناء

القبض على البلوجر نورهان حفظى لنشرها فيديوهات منافية للآداب

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية

قفزة غير مسبوقة بالحزمة الاجتماعية: علاوة الحد الأدنى تتضاعف 5 مرات بـ4 سنوات

القبض على البرلمانى السابق رجب هلال حميدة فى كفر الشيخ

تنفيذ حكم الإعدام فى دبور "سفاح الإسماعيلية"

محافظة الجيزة تتصدى لمخالفات البناء.. إزالة 6 أبراج فى حى الهرم ومجازاة مسؤولين لتقاعسهم عن تنفيذ قرارات إزالة.. المحافظة تحذر المواطنين من شراء وحدات سكنية داخل عقارات مخالفة.. والمحافظ: لن نتهاون مع المخالفين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى