كورونا يهدد الولايات المتحدة مجددا.. واشنطن بوست: ارتفاع 60% فى إصابات كورونا عن الأسبوع الماضى.. وتوقعات بتسجيل 300 ألف إصابة يومية خلال أغسطس بسبب متغير دلتا وتخفيف القيود.. وفلوريدا بؤرة جديدة لتفشى المرض

ترتفع أصوات التحذير من تفشى كبير لوباء كورونا مجددا فى الولايات المتحدة خلال الأسابيع المقبلة، حيث يتوقع الخبراء أن تزداد الأمور سوءا بسبب متغير دلتا وتخفيف الإجراءات الوقائية، فى الوقت الذى تحولت فيه ولاية فلوريدا إلى بؤرة جديدة لكوفيد 19 بتسجيل أكثير من 21 ألف إصابة يومية السبت.

وقالت صحيفة واشنطن بوست أن فيروس كورونا يمكن أن يصيب ما بين 140 ألف إلى 300 ألف شخص يوميا فى الولايات المتحدة خلال شهر أغسطس، بسبب متغير دلتا شديد العدوى، والاستئناف الواسع للأنشطة العادية، بحسب ما يتوقع الخبراء الذين يتتبعون المرض.

 وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة تسجل بالفعل أكثر من 70 ألف إصابة يوميا، وفقا لتقييمها للمعدل الأسبوعى للإصابات، بزيادة حوالى 60 ألف فى المعدل اليومى فى أقل من ستة أسابيع. ولفتت إلى أن الإصابات، قد ارتفعت إلى مستويات لم تشهدها البلاد منذ فبراير الماضى.

 وقال جاستن ليسلر، أستاذ علم الوبائيات فى جامعة نورث كارولينا، والذى يساعد فى تنسيق توقعات الوباء من خلال مركز نماذج سيناريوهات كوفيد 19 إن يعشر بقلق بالغ وما يقلقه هو أنه ربما يكون إفراط فى التفاؤل فى التوقعات بعدد أقل من الإصابات فى الخريف المقبل.

 وقالت واشنطن بوست إن معدل الإصابات خلال أسبوع فى مختلف انحاء الولايات المتحدة قد ارتفع بنسبة 60% خلال الأسبوع الماضى فقط. فيما ارتفعت حالات العلاج بالمستشفيات يوميا حوالى 40%، وارتفعت الوفيات ما يقرب من 30%، لتصل فى المتوسط الآن إلى أكثر من 300 إصابة يومية.

 قال دفيد دودى، أستاذ مساعد فى علم الأوبئة بكلية جونز هوبكينز بلومبرج للصحة العامة، إن الأمر يزداد سوءا، على الأقل حتى الوقت الراهن. ولا يتوقع الخبراء أن يرتفع دخول المستشفيات والوفيات إلى المستويات التى حدثت فى الشتاء، لكن دودى يقول إن الأشخاص الذين يصابون بالمرض هم الأصغر سنا والأفضل صحة.

 وهناك عدة أسباب وراء عودة الارتفاع الشرس للحالات، أحدها هو متغير دلتا الذى ينتشر بسهولة أكبر بين الناس. وتقدر المراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض أن متغير دلتا مسئول عن أكثر من 80% من الإصابات الجديدة.

أما العامل الآخر ،كما يقول علماء الأوبئة، هم تخفيف الإجراءات الوقائية مثل عدم ارتداء الكمامات والانخراط فى التواصل الاجتماعى، ويشمل هذا على الأرجح سلوك بين من حصلوا على اللقاح، بحسب ما يقول جيفرى شامان، الخبير فى علم الأوبئة بجامعة كولومبيا.

من ناحية أخرى، قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن ولاية فلوريدا سجلت 21.683 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وهو أعلى معدل يومى للإصابات منذ بداية الوباء، وفقا لبيانات الصحة الفيدرالية الصادرة أمس السبت، فى الوقت الذى بدأت فيه المتنزهات مجددا فى مطالبة الزائرين بارتداء الكمامة فى الأماكن المغلقة.

 وبحسب الوكالة، أصبحت فلوريدا البؤرة الوطنية الجديدة للفيروس، وتمثل حوالى خمس كل الإصابات الجديدة فى الولايات المتحدة، مع استمرار انتشار متغير دلتا شديد العدوى.

 وكان حاكم ولاية فلوريدا الجمهورى رون دى سانتيس قد رفض فرض قرارات إلزامية لارتداء الكمامة والحصول على اللقاح، وقيد مع المجلس التشريعى للولاية من قدرة المسئولين المحليين على فرض القيود التى تهدف لوقف انتشار كوفيد 19. وكان دى سانتس قد منع المقاطعات التعليمية يوم الجمعة من مطالبة الطلاب بارتداء الكمامات عند العودة للفصول الدراسية هذا الشهر.

 وسجلت فلوريدا 409 وفاة هذا الأسبوع، ليصبح إجمالى الوفيات بها منذ بداية الجائحة  فى مارس 2020 أكثر من 39 ألف. وشهدت الولاية ذروة فى منتصف أغسطس 2020 عندما توفى 1266 شخص على مدارس سبعة أيام. وعادة ما تتبع الوفيات الارتفاع فى حالات العلاج بالمستشفيات بعدة أسابيع.

 وقد ألقى دى سانتس باللوم فى هذا الارتفاع على الزيادة الموسمية، حيث يقضى سكان فلوريدا مزيد من الوقت فى الأاماكن المغلقة فى ظل ارتفاع درجات الحرارة، وينتقل الفيروس بمكيفات الهواء.  وتم تطعيم نحو 60% من سكان فلوريدا من عمر 12 عاما أو أكثر.

 وقالت رابطة مستشفيات فلوريدا إن حالات العلاج بالمستشفيات من كورونا فى الولاية تقترب من ذروة العام الماضى، ونصح احد أكبر أنظمة الرعاية الصحية بالولاية بعدم إجراء جراحات غير طارئة بعد الآن لضمان توفير الموارد لمرضى كوفيد 19.